يتصرَّفُ البريطاني جيرمي هانت وهو يشعُرُ تماماً أنه مفوَّضٌ تفويضاً مباشراً من التحالف، وليس فقط من دولته، يظهَرُ بحرية تامة دون بروتوكولات، ودون أي التزامٍ بالدبلوماسية، وبتحرّرٍ أَيْـضاً بالتالي من القيم، إنّه يشعُرُ مجدّداً أن عدن التي طُرد منها آخر جندي بريطاني بكثير من الإذلال عام 1967 أي بعد ست سنوات فقط من مولده، يجبُ أن يتذكرَ أن الإمارات لم تكُنْ حينها موجودةً على الخارطة كانت لا تزالُ ساحل عمان،
يشعُرُ جيرمي أن عدن التي دخلها بهذه الصفاقة لم تعُدْ كذلك، هي الآن مستعمرة لدولة صغيرة جداً، وحديثة جداً، هي الإمارات، ربما تغيبُ عن جيرمي هانت الكثيرُ من الأمور، وهي أن هذه الحربَ والعدوانَ التي يشُنُّها التحالفُ بقيادة السعوديّة وبتعاون بريطاني أمريكي، تصطدمُ مجدّداً بأحفاد اليمنيين الذين لم تجرؤ بريطانيا على غزوهم وبقيت مناطقُهم محرّرةً بما في ذلك الحديدة، يجبُ على جيرمي هانت أن يتذكرَ أن مَن طردوا بريطانيا من عدن أَيْـضاً كانوا من هذه القبائل والمناطق مع إخوتهم في المحافظات الجنوبية المحتلّة، 4 سنوات، كانت تيرزا ماي تقول قبلها: إن الدعم للسعوديّة سيوفر للأخيرة انتصاراً في اليمن، وبالتالي فإنَّ ذلك يخدُمُ بقاءَ المصالح البريطانية، لكن هذا لم يحصل، ستغادر تيرزا ماي ولم تفِ بوعدها للبريطانيين، صحيحٌ أنها وفّرت أموالاً طائلةً من صفقات الأسلحة، لكنها في المقابل، تركت سؤالاً يتردّد في المحافل الدولية وفي بريطانيا أَيْـضاً: ماذا فعل السلاحُ والقنابلُ البريطانية بالمدنيين الأطفال والنساء في اليمن!؟ ودون مكاسبَ عسكرية؟
جيرمي هانت يتصدّرُ مواقعَ التواصل الاجتماعي خلال اليوميين الماضيين باعتباره أهان ما تطلق على نفسها “الشرعية”، في حين أنه كشف للداخل اليمني مَن هي الجهات الدولية التي تقفُ خلف العدوان السعوديّ الإماراتي.
لقد أهدى القوى الوطنية هديةً أخرى بهذا التحَــرّك الذي يُسقِطُ تماماً كياناً أخرقً اسمُه “الشرعية”.