لا ميديا -
سنوات دامية وطويلة من الجهاد والمقاومة، تسيّد فيها الضيف مسيرة الجهاد الفلسطيني بتاريخ كثيفٍ من البطولة والوقائع الضخمة اتصل ذروتها في معركة طوفان الأقصى.
ولد محمد دياب المصري، ويعرف بمحمد الضيف في خان يونس جنوبي غزة عام 1965، لأسرة فلسطينية مهجّرة عام 1948.
تشكلت بدايته الجهادية بالتحاقه بجهاز «المجاهدون الفلسطينيون» الذي أسسه صلاح شحادة، كأول جهاز عسكري يتبع حركة حماس، وضم أفضل عناصر الحركة الذين نهضوا بقيادة العمل العسكري في بداياته. وقام هو حينئذ بتشكيل مجموعة عسكرية في جنوب قطاع غزة.
اعتقلته قوات الاحتلال عام 1989، خلال ضربة واسعة وقاسية استهدفت أفراد الجهاز، وقضى 16 شهرا في سجونها. وبعد خروجه من السجن شارك مع القائد العام صلاح شحادة بدور فعال في إعادة هيكلة وتأسيس الكتائب عام 1992، وكان ضمن الطليعة الأولى للجهاز الجديد التي ستقود العمل العسكري.
تولى عام 1994، مسؤولية القائد العسكري لكتائب القسام في قطاع غزة، فجعلها أكثر تنظيماً، وعزز التنسيق مع مجموعات الضفة الغربية والقدس. وتوّجها بعملية اختطاف الجندي الصهيوني نخشون فاكسمان، وظهر للمرة الأولى معلناً عملية الاختطاف النوعية.
منتصف التسعينيات قررت قيادة القسام الثأر للمهندس يحيى عياش، فنفذت عام 1996 ثلاث عمليات كبرى، أدت إلى مصرع ما يقارب 47 صهيونيا. وردت السلطة بحملة اعتقالات كثيفة أدت إلى تصفية العديد من البنى التنظيمية والعسكرية في الضفة والقطاع.
أصبح المطلوب الأول للاحتلال، وقد فشلت أجهزة السلطة في الوصول إليه، وحاولت الضغط عليه مراراً لتسليم سلاحه والانضمام إلى الأجهزة الأمنية وهو ما رفضه بشدة. وفي بداية عام 2000، اعتقله الأمن الوقائي بغزة لعدة أشهر قبل أن يهرب من سجنه إبان انتفاضة الأقصى.
استطاع خلال انتفاضة الأقصى، وبمجهود تنظيمي كبير مع عدد من القيادات العسكرية التي بقيت خارج السجون إعادة تنظيم الخلايا، لتصبح خلال سنوات قليلة بنية عسكرية ممتدة وواسعة، كانت النواة الفعلية للقوة العسكرية المتصاعدة وصولاً إلى لحظة الذروة الكبرى في طوفان الأقصى.
ونجا من 7 محاولات اغتيال أصيب في بعض منها بجروح خطرة، واستشهدت زوجته ونجله في إحدى محاولات اغتياله.
في 2025/1/30، أعلن المتحدث باسم كتائب القسام استشهاده مع عدد من القادة خلال معركة طوفان الأقصى.