عاد المرتزقة وأسيادهم في دول التحالف «مسومين» و»مصدومين» من تحرير «نهم» على أيدي الجيش واللجان الشعبية، وقد الملطام الثاني في الجوف «ملان» وجوههم، ولو كان الأمر على ضربتين في الرأس سهل، لكن قطار تحرير الأراضي اليمنية انطلق ويعلم الله وين بيوقف؟ فهذه الإنجازات بمثابة نقطة انطلاق لتحقيق كامل السيادة على الأراضي اليمنية المحتلة.
الإنجاز العسكري في تأمين نهم والجوف لم يسقط المخاطر التي كانت تحدق بالعاصمة صنعاء فقط، بل تحول إلى خطر كبير على محور العدوان وعلى السعودية الحدودية مع الجوف على وجه التحديد، فضلاً عما تمثله الجوف من أهمية اقتصادية لما فيها من ثروات معدنية ونفطية، وتعد الجوف أكبر المحافظات الشمالية مساحة، إذ تصل إلى 39 ألفاً و400 كيلومتر، يعني أكبر من مساحة الكويت وقطر والبحرين والرياض وأبوظبي.
بعد هزيمة دول العدوان ومرتزقتهم في نهم أعلنوا عن الانسحاب التكتيكي، وتبادلوا الاتهامات بالخيانة، ولم يختلف الأمر كثيراً بعد فشلهم في الجوف، ولن يختلف الأمر أيضاً بعد تطهير مأرب، بل إن الصراع في ما بينهم قد بدأ قبل استكمال عملية مأرب، حيث طالبت الإمارات بتعيين ذياب بن معيلي محافظاً لمأرب مقابل اعادة قواتها التي سحبتها بناء على اتفاق الرياض، وتلقي دول التحالف بفشلها على حزب الإصلاح الذي تتهمه بنهب الأسلحة والفرار من الجبهات.
أما المرتزقة الإصلاحيين فيعتبرون أن الفشل والهزيمة في نهم والجوف انعكاس طبيعي لبقاء حكومة الفنادق خارج الوطن وانشغال قطبي التحالف (السعودية والإمارات) بالمكايدات والمعارك الجانبية، إضافة إلى الكشوفات الوهمية داخل الجيش، والتي تسببت بوقف صرف المرتبات.
أمام حالة التخبط التي يعيشها محور العدوان، يواصل جيشنا واللجان طريقهم في استكمال معركة التحرر التي أفشلت مشروع الأقاليم بعد تحرير إقليم سبأ، وستفشل مشروع التقسيم الشمالي الجنوبي باستكمال تحرير الضالع ولحج، والتقدم باتجاه شبوة، ولن يكون الساحل الغربي بعيداً عن المعركة، حيث ستنتهي الرهانات على «دنق» طارق عفاش قريباً.
بعد استكمال مرحلة التحرير من صافر إلى ميدي وباب المندب، لست أدري ما إذا سيكون هناك داعٍ لمشاورات سلام أو مفاوضات أممية، وعلى أيش أصلاً عاد بيكون التفاوض، إلا إذا المشاورات ستكون حول نجران وجيزان وعسير، أم ستكون للحيلولة دون دخول قوات الجيش واللجان الشعبية مكة بالسلاح.