د.أسماء الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
د.أسماء الشهاري
سلامٌ إلى قبلة التضحيات..
غزة بين الصهاينة والمتصهينيين
على طريق الأقصى
مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
طوفان الأقصى. فجرُ الانتصار
عاش الأحرار.. ولُعِنَ الأفَّاكون
كما عاد الأسرى سيعود المسرى
شكراً أمريكا..!!
حيَّ على خير اليمن
عندما تتجزأُ الإنسانية

بحث

  
من زرع الخوف حتى في بيوت الله
بقلم/ د.أسماء الشهاري
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و 21 يوماً
الجمعة 26 أغسطس-آب 2016 07:20 م



إذهب أنت لكن.. اتُرك طفلي.. نعم هذا ما قالته زوجته و عيناها قد اغرورقتا بالدمع، فنظر إليها بِحزن و صمت و تسائل في نفسه، و ماذا عني ألا يُهمّكِ أمري.. طأطأ رأسه و أفلت يد ولده الصغير الذي كان في غاية السعادة كونه سيذهب مع أبيه و كان قد ارتدى أجمل ملابسه.. لكن والده خرج مُسرِّعاً و أغلق الباب و شقَّ طريقه، نظر الطفل إلى والدته نظرة عتب و لوم فهي السبب و هي من منعته من خروجه المحبب مع أبيه ثم ركض عنها بعيداً و أخذ في البكاء و قال لها:لِمَ فعلتي ذلك؟ أنا لا أُحبك!!

صمتت الأم في حزن فهي لا تعرف كيف تشرح لابنها الصغير لماذا فعلت ذلك.. كان الأب يمشي في الشارع بخطوات متثاقله و بطيئه و كأنهُ في حيرة.. و كأنه لا يعرِّف هل يُكمِّل طريقه أم لا، فتارة يلتفت إلى منزله و كأنه يهم بالعودة و تارة يُبطأ في مشيه، و نفسه تصرخ بِداخلِه : ما الذي يحدث لي أو ما الذي يحدُث معي؟ فجأةً.. لم يعرِّف إلا و قد انحرف في السير عن المكان الذي كان يقصده و قلبه يعتصِّرُ ألماً فهو أحبَّ الأماكن إلى قلبه و ارتباطه به كارتباط الروح بالجسد، تألم كثيراً و لم يعرِّف هل يعاتب نفسه أم يرثى لحالها، لكنه رفع يديه إلى السماء و قال : ربِّ أنت تعلم أن بيتك هو أحبُّ الأماكن إليّ و أني ما قد تخلفت عنه إلا لعذرٍ قوي و أني لأحب أن أقف بين يديك فيه و لا أقطعه حتى تنقطِع أنفاسي و أن طفلي و أهلي قد أوكلت أمرهم إليك و أنت أرحم الراحمين، لكن َ لي ديناً لم أقضِهِ بعد.. ثم ذرفت عيناه الدمع رغماً عنه.. و هو يشكو حالهُ لِربهِ....

يالَهُ من موقف.. لم أعد أعرِّف هل ألوم هذا الرجل أم ألتمِس لَهُ العذر.. آهٍ.. آه.. و هل يُعقَّل أن أكثر الأماكن أمناً من كان يُلتمَس للأمان و الإطمئنان قد باتَ مدعاةً للخوف و القلق، كيف لنا أن نصدِّق أن أكثر الأماكن جمالاً و أمناً من قصدهُ اليوم فكأنَه يخطو إلى أجلِّه أو أنها ستكون آخر صلاة يصليها في حياته، و ما هو شعور تلك الأم أو الزوجة أو الأخت.. هل تنظر إليه و هو يذهب بصمت أم تمنعهُ من بيت ِ الله؟ و هل على من يذهب للصلاة في المسجد أن يترُكَ وصيته و يودع أهله قبل ذهابه لأداء الفريضة فقد تكون آخر فريضة يؤديها.. ما أكثر الأسئلة و ما أصعب الإجابة.. ما أصعبها.. أم هل نقول وداعاً أيّتُها المِأذنة و وداعاً يا أعظم الأماكن لأنفسنا و أقربها لِأرواحنا.. و هل يُعقَل ذلك و هل نُعطي الأعداء ما يتمنون!! و لكن ما نستطيع قوله تباً لِكُلِّ الحمقى الذين يسعون أن يطفئوا نور الله و اللهُ مُتِّمُ نوره ولو كره الكافرون؛؛


 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
د.أسماء الشهاري
حوار بريء
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
ورُبَّ قتيلٍ.. لكنه لم يمُت!!
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
حلم أحمد
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
الحمدلله أننا في اليمن...
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
رغم الجراح.. اللقاء عند القدس
د.أسماء الشهاري
د.أسماء الشهاري
بهجة و تسامح
د.أسماء الشهاري
المزيد