كرة الثلج التي لا تزال تتدحرج على خارطة التشابك في المحافظات الجنوبية اليمنية حيث النزاع بين أجنحة ” التحالف ” السعودي الإماراتي ، كانت مستجدا طارئا وحتميا منذ 2016 ، أي بعد نحو عام من دخول قوات البلدين إلى عدن ومن ثم المحافظات الأخرى وصولا إلى المهرة الحدودية مع سلطنة عمان ، أصبحت الكرة فيما بعد أكبر من الملعب ، هي في اتساع حاليا والاشتباك الأخير للسيطرة على جزيرة سقطرى قطعة واحدة من خلاف واسع لا يمكن احتواء خيوطه دون التضحية بطرف لصالح آخر.
السعودية ستذهب لخيار إجباري والانتقال من الوسط إلى الغرب أو الشرق ، سيكون عليها أن تمسك بالانتقالي المدعوم من الإمارات ، هذا الواضح حتى الآن ، وتعاطيها البارد مع إعلان ” الإنتقالي ” الإدارة الذاتية لمدينة عدن والمحافظات الجنوبية اليمنية هو إحدى المؤشرات الكبيرة على ذلك على الرغم من بروز رفض دولي واقليمي واممي لهذا الإعلان ، الرفض الأخير قائم على قاعدة إسقاط الواجب ، لا يوجد طرف دولي بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية مهتم بمتابعة إسقاط ما اعتبرته ” الشرعية المزعومة ” انقلابا ، علينا أن نشير هنا أن بيان ” التحالف ” أو بالأحرى بيان السعودية لم يسمي ما حدث انقلابا بل اعتبرها خطوة ” تصعيدية “
اتفاق الرياض الذي يحضر كثيرا في ملف الأزمة السعودية جنوب اليمن هو بمثابة مسك العصا من الوسط ، هي هنا حالة لا تقبل أن تكون طويلة ، لا يمكن دمج طرفين متنافرين في النشأة والظروف ، متضادين في السلوك ومتخاصمين وجوديا ، واطفاء النيران الذي تنتهجها السعودية حالة عابرة لكسب الوقت ، الوقت الذي يمر هو فقاصة لأزمات ومحرقة لمال الدولتين ، السعودية والإمارات على حد سواء ، كرة الثلج التي تدحرجت تحتاج إلى كسر القاعدة القائمة على محاولة إيجاد توازن ، لا انفصال كامل ولا رتق كامل ، نقطة الافتراق في هذا المكان تحديدا ، أبوظبي تريد التعجيل ، الرياض تريد التأجيل ، الطرفان يختلفان على التوقيت في الذهاب باليمن نحو التقسيم ، لا بل حتى تقسيم الجنوب اليمني أيضا ، ووجود ” المنقلب ” والمنقلب عليه في العاصمتين الرياض وأبوظبي يكشف أن الخلاف توقيت إعلان الحالة النهائية للمشهد .