لدينا وطن عظيم تاريخيا وحضاريا، غني بالثروة بشكل لم يسبق له مثيل، موقعه الجغرافي فريد من نوعه جدا، كان يفترض أن تكون حياتنا أفضل مما نحن فيه بكثير جدا، لا أتحدث هنا عن فترة العدوان، وإنما منذ عقود، وبالتحديد منذ اكتشاف واستخراج النفط في اليمن يليه الغاز والذهب وبقية المعادن والثروات المنهوبة، بالإضافة إلى امتلاكنا أطول ساحل في المنطقة، وبالتالي ثروة سمكية مهولة ومنافذ بحرية متميزة، كما لا ننسى مفتاح البحار السبع (جزيرة سقطرى) إضافة إلى تصنيفها أجمل وأغرب بقاع العالم، ولدينا مفتاح أهم مخنق دولي (ميون/ باب المندب)، وما علمنا وما لم نعلم، يفترض أن نكون من بين أغنى دول العالم، ونسبة الجهل والأمية والبطالة صفر، ولدينا أكبر مستوى دخل للفرد في العالم، يفترض أن يكون اليمن هو الخيار الأول لكل الراغبين في العمل خارج أوطانهم (الغربة).
لكننا افتقرنا إلى حاكم وطني حر وشريف وسلطة مستقلة فحدث العكس تماما، وعندما برز إلى الواجهة سيد وقائد الثورة (سلام ربي عليه) هو ومن معه من المخلصين رافضين الضيم وينشدون الحرية والعزة والكرامة ويسعون لبناء يمن مستقل تجمعه مع دول الجوار والعالم علاقة ود قائمة على الاحترام المتبادل ويشترطون عدم التدخل في شؤوننا الداخلية وعدم انتهاك السيادة الوطنية، هرع لمواجهته أسياد العبيد السابقين، ولسان حالهم يقول: "كيف ستخرجون من عباءتنا وتحرموننا من كل الثروات اليمنية التي كنا ننهبها، لن نقبل أن تجتثوا عبيدنا الذين نفذوا كل توجيهاتنا بإذعان كامل (عفاش وحاشيته والإخوان والدنابيع)، لقد شعرنا بالخطر من مشروعكم (المسيرة القرآنية) منذ أكثر من عقدين من الزمن، ولذلك وجهنا عبيدنا (عفاش ومحسن) بتولي مهمة القضاء عليكم، وكنا نعتقد أن المهمة نجحت بمقتل قائدكم (القائد الشهيد رضوان الله عليه)، فكيف ظهرتم من جديد واشتد ساعدكم، وكيف وصلتم إلى هذه القوة التي مكنتكم من مواجهة تحالفنا الكوني؟".
وتجاه كل هذه التساؤلات والتحركات الرامية إلى كسر شوكة الأحرار ستكون النتيجة الحتمية هي "يمن مستقل".
فبقدر التضحيات والخسائر تكون النتائج، اصبروا وصابروا يا شعب اليمن العظيم، فالعدوان في مراحله النهائية والأخيرة، والنصر قاب قوسين، والقادم أفضل بإذن الله تعالى.
* نقلا عن : لا ميديا