قبل ثلاثة أيام شنت السعودية ستاً وثلاثين غارة على صنعاء ومأرب والجوف وصعدة، ظناً منها أنها تحرز نصراً عسكرياً.. وما أكثر ظنونها!
يعرف الشعب اليمني أن أي غارة يقوم بها تحالف العدوان هي عبارة عن صرخة ألم، تشبه تلك الصرخة التي يطلقها حيوان جريح. ونعرف جميعاً حينها أن هناك صواريخ يمنية قد وصلت إلى العمق السعودي، وأن هذه الصواريخ قد أوجعت السعودية ونالت منها، فقامت بالرد. وهذا ما أصبحت عليه من الضعف والهوان.
أصبحت السعودية في موقف المدافع، بعد أن كانت في موقع القوي المعتدي المتغطرس، بعد أن خسرت السيطرة على المعركة وأصبح قطب الرحى بأيدينا نحن، لكنهم لا يتعظون، لأن غطرستهم جعلتهم ينسون أن الدنيا أدوال، فاعتقدوا أن حصونهم وأسلحتهم ستمنعهم من بأسنا وصواريخنا.. ورغم كل هذا مازالت تبحث عن مخرج من هذه الورطة يضمن لها حفظ ما تبقى من ماء وجهها أمام التحالف العالمي الذي زجَّ بها في هذا العدوان لحلب خزائنها وأموالها التي تتدفق إلى بنوك العالم منذ سبع سنوات عجاف أثرت على ميزانيتهم ودخلهم القومي، وعلى سمعتهم التي لم تكن يوماً طيبة منذ فجر الإسلام وحتى اللحظة.
لم تعد السعودية تقوم بطلعات جوية محددة الأهداف، أو حتى قصف عشوائي، كما كانت تفعل في بداية العدوان، لأنها أصبحت مهزومة ومحرجة من قادة التحالف الذين ورطوها في حرب مع اليمن، والتزمت لهم السعودية بأنها ستنهي كل شيء خلال ثمان وأربعين ساعة.
كل إنسان عاقل حين يرى أن وضعه يتراجع يوماً بعد يوم، لا شك أنه سيتوقف ويسلك طرقاً أخرى، قبل أن يصل إلى نقطة لا يستطيع النهوض منها. لكن السعودية المتهورة لم تكن يوماً عاقلة، وإلا لما دخلت في حرب مع اليمن المسالم لتغطية نقصها والظهور بمظهر القوي.. فلو كانت عاقلة لعرفت أن هذه الحرب ستكون بمثابة الفأس التي تحطم قوائم عرشها، ولعرفت أن كتب التاريخ مليئة بالغزاة الذين حاولوا استعمار اليمن ولم يفلحوا، رغم أن السعودية وجيوشها المرتزقة أقل من أن نطلق عليهم صفة "غزاة".
* نقلا عن : لا ميديا