ربما الساعة الثانية ظهرا أو مساء بتوقيت مكة المكرمة تحط الطائرة على مطار الإمارات العربية ؛ كان على ظهر الطائرة علامة نجمة سداسية وعلم الكيان الصهيوني المحتل للأرض الفلسطينية العربية، يترجل من على تلك الطائرة بكل ثبات وهو يضحك ويبتسم رئيس الكيان الصهيوني ؛ كما سبق وحطت طائرة مصر جمال عبد الناصر وترجل الرئيس عبدالفتاح السيسي وكل أهل الفخامات والجلالات . ماذا يعني ذلك ؛ أين أدبيات وجودنا ووعينا ..؟ أم أنها الهزيمة بتجليات هزيلة لعروبة يضحك عليها ويروج لها اختيار أعداء لم يكونوا ولن يكونوا البتة أعداءا ؟ هل فهم العرب المخطط الاستعماري الجديد فيقفون مقاومين له ومدركين ما سيأول حالنا من عدمية الحياة
لن تنجو الجزائر كما لن تنجو مصر كما لن تنجو دول الخليج إن تركنا سوريا واليمن والعراق والسودان وتونس وليبيا للاستعمار الجديد وأدواته دون مقاومة لم تكن إيران خطرا ولكن الغرب يفرضها كخطر بينما الخطر هي إسرائيل وأمريكا والتنفيذ عبر الأخوانية القطرية التركية . واليوم عبر الإمارات يستكمل المخطط .. متى نصحو وندرك أننا إذا لم نوجه مخطط التمزيق بتوجه الوحدة فإننا سنأول إلى وضع أسوء مما نحن فيه من تردٍ لا يسر ..
الدعوة للوحدة والتغلب على الجراح وتقديم التنازلات وإدراك طريقة العدو واستخدام الوسيلة المناسبة لدحره ومجابهته وصده هي سفينة النجاة لهذه الأمة وبغير ذلك فإن تجاهلنا لهذه المقاومة سيعين العدو على الانتصار وتنفيذ مخططه الاستعماري .
كما لي القول بثقة أن القومية العربية لا تتعارض مع القوميات الأخرى بل أنها قد تتفق وتشكل هوية واحدة جامعة بل يعلم الجميع أنه قد تتعدد القوميات في جسد واحد وفق إطار الهوية الواحدة لكن لا تتعدد الهويات في جسد واحد وهذا يقف عليه ويسوغونه متخصصون وفلاسفة عالميون ..
وكان وسيكون الإسلام هوية جامعة للقومية العربية والفارسية والباكستانية والتركية والماليزية والاندنوسية ووووو . في ظل تاريخ الهزيمة الذي يقوم على التكتلات والتجمعات كأوروبا ( الاتحاد الأوربي ) مثلا
وفي السياق المعيشي الواقعي وحين نشاهد وضعنا العربي وما يحدث فيه نتألم وكأننا نتوهم أن وجودنا هو عبر التمزق والتفكك .. بدلا من التوحد الذي سيعيننا - على أقلها تقدير - على الاحتفاظ بالحيز الوجودي المكاني الحاضر وذلك عبر السعي إلى التكتل الحقيقي والوحدة كسبيل كفيل بأن يحمينا من المخطط الغربي اللعين.. لماذا لم نستفد من وحدة الغرب والاتحاد الأوروبي ونحاول أن نكون مثلهم .. دينيا أو جغرافيا .. أم نكون بلا إرادة بما يخطط لنا الغرب وخطره ..كيف ننسى أن سبب إنشاء وزرع إسرائيل هو عدم تحقيق الهوية الإسلامية الواحدة وكذلك الهوية العربية كقومية ومنع حدوثها والآن فإن الأحداث تسير بنا لتمزيق وتفكيك الممزق والمفكك الذي يصب في خدمة الغرب المستعمر والمحتل..وبالتالي على دول الجوار ومن في حكمها التنبه لذلك وتدرك أن الخطر يكمن بالمخطط الغربي الذي يسعى لإنهاء هويتنا وإعدامها ويسعى لتمزيق القومية الواحدة كما ندرك أن الخطر ليس في تعدد القوميات ( وليس اليمن خطرا كما هي العراق وإيران ) وكذلك وحدة الهوية لهذه القوميات ليس خطرا بقدر ما تكون صمام أمان لوجود العرب جميعا ووسيلة ردع مناسبة للخطر المحدق بإنهاء كل وجود وسيادة وإرادة للعرب وللدول الإسلامية كند وحليف وليس تابع وخاضع .
إيران مثلها مثل الوطن العربي عرضة للمخطط الاستعماري الغربي كعصر ما بعد الكونيالية .. والأولى كما هو المنطق السليم يوجب من كل الدول العربية للحفاظ على وضعها قبل مسمى الربيع العربي دون تمزيق عليها التحالف مع إيران لا ممارسة الخضوع والانقياد للعدو الغربي بتسهيل مهمة تنفيذ الخطة الاستعمارية من خلال إبداء العداوة لها واعتبارها خطرا وعليها الاتفاق معها والتحالف حتى تدفع الخطر المحدق بالمنطقة الجغرافية بمختلف قومياته وهويتها الواحدة كأمة إسلامية. وعلينا التنبه إلى الأخطاء التي رسخها الاستعمار في أذهاننا ؛ والتي منها القول بطاقة الهوية في حين الأنسب هي بطاقة شخصية أو بطاقة قومية ؛ باعتبار الحقيقة السليمة والأصوب هو أنه قد تتعدد القوميات ولكن الهوية ينبغي أن تكون واحدة كونها الرابط الجامع للقوميات على أساس مثلا وحدة الدين ؛ ولهذا قال عز من قائل فسيأتي الله بقوم غيركم .. فالقومية قد تتعدد وليست مشكلة بل سبب للاجتهاد والتنافس في خدمة الهوية الجامعة الهوية الإسلامية .