عندما قال السيد (رضوان الله عليه) في خطابه الأخير إن الأولوية لمواجهة العدوان، فهو لم يوجه خطابه لفريق محدد أو هدف إلى نصرة فريق على فريق آخر، وإنما وجهه لكل القوى المناهضة للعدوان، وفي مقدمتها مسؤولو السلطة، خصوصاً أولئك الذين يدخلون مع الناس في معارك جانبية أو يتصرفون بعيداً عن هذا الهدف أو يُخلّون بمهامهم ويحيدون عن واجباتهم فيستفزون الناس بتصرفاتهم.
الأولوية لمواجهة العدوان، هدف عام ومسؤولية كافة المناهضين له. مع ذلك هناك تراتبية في هذه المسؤولية، فالمسؤول في السلطة أكبر مسؤولية عن سواه، وينبغي أن يكون أكثر حرصاً على تمتين الجبهة الداخلية لا تفتيتها، وينبغي أن يتمتع بالحكمة الصبر والتأني في اتخاذ مواقفه واختيار إجراءاته، وتقع عليه مسؤولية نجاح أو فشل المواجهة.
أنا أفهم توجيه السيد (الأولوية لمواجهة العدوان) بأنه موجه للجميع، ولم تكن غايته أن يتخذه عمرو أو زيد من الناس للإيحاء بأنه ينتصر له على آخرين. ولذا نصيحة لكل فرد في الصف الوطني المناهض للعدوان أن ينتصروا على أهوائهم ورغباتهم ونرجسياتهم، فلن تكون مواجهة العدوان أولوية، ناهيك أن ننتصر عليه، إلاّ من خلال الإيثار ونكران الذات ووحدة الصف من أجل إنجاز هذه المهمة الوطنية العظيمة.
* نقلا عن : لا ميديا