إن مشاهد النزاعات الدائرة في محافظة شبوة، تعتبر أوضح صورة للمشروع الذي أراد فرضه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على صنعاء، وأفنى في سبيل ذلك مئات المليارات من الدولارات.
إنه مصير مظلم حقاً، يجعلنا نحمد الله على نعمة الأمن والاستقرار الذي نعيشه في مناطق جغرافيا السيادة الوطنية.
هنالك في شبوة؛ فصائل مختلفة ينحر بعضَها بعضٌ كالحيوانات، كان قد جمعها في بداية العدوان حب الانبطاح والخيانة والعمالة، وسرعان ما فرقها الطمع في النصيب الأكبر من الكعكة.
طبعاً، هذا الوضع المزري ينطبق على كل المحافظات المحتلة، التي لم تذق طعم السلام منذ وطأت ترابها أقدام المحتلين.
أما هنا في صنعاء فتتجلى حرية الإنسان اليمني، ويتضح للجميع معنى الكرامة والسيادة والاستقلال، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو الاجتماعي هذه نعمة لا يجوز إنكارها أو جحودها، والفضل كله لله ثم لسيد الثورة وتضحيات المجاهدين العظماء، وهنا أقف على أمرين مهمين:
- الأول أن الوضع الإيجابي في صنعاء لا يعني أننا لن ننتقد فساداً أو عملاً سلبياً يصدر من حكومة الإنقاذ ومسؤوليها.
- والأمر الثاني أن النقد البناء لا يزعزع الصف الداخلي، كما أنه لا يعتبر خدمة للعدو لا من قريب ولا من بعيد.
وبعد هذه المقدمة الطويلة، أتوجه بالحديث إلى حكومتنا الموقرة.
هل لديكم علم بما لحق الناس في شملان من معاناة جراء السيول؟
نحن نتساءل لأننا لم نر أي ردة فعل حكومية تجاه غرق المواطنين وبيوتهم في شملان، فقط الرجال الأوفياء هم من تحركوا بما استطاعوا وفتحوا بيوتهم للأسر المتضررة.
ناهيكم عن ذلك.. هل تعلمون أن هناك بيوتاً تدمرت في صنعاء القديمة بسبب تصرفات خاطئة من قبل هيئة الآثار؟
سأضرب لكم مثلاً منزل صديقي “علي الكبسي”، والكائن في حي الطبري بصنعاء القديمة مطلاً على السائلة.
قبل ثمانية أشهر تقريباً أراد أصحاب المنزل إصلاحه وترميمه، إلا أن الهيئة العامة للآثار قامت بمنعهم من ذلك، بحجة أن ترميم البيوت الأثرية من اختصاصها حفاظاً على الآثار.
أخبرني صديقي بأن الهيئة وعدتهم (حينذاك) بإنزال لجنة مكلفة بالمسح الميداني، وعندما يأتي دور منزلهم سيتم إصلاحه.
طبعاً لم يروا أي لجنة أو شيء من هذا الكلام، وظلت الهيئة تماطلهم بذريعة انتظار الدعم المالي من حقوق الإنسان، حتى بدأ البيت بالانهيار على رؤوس ساكنيه إثر الأمطار الغزيرة الأسبوع الماضي..!
تخيلوا أن المنزل أصبح منهاراً بشكل شبه كلي، وأصحابه غادروه مضطرين، وهيئة الآثار لم تتجاوب معهم حتى الآن.
للأسف، مهما أطلت البحث لا أجد تفسيراً منطقياً لهذه التصرفات، فمتى بات الحفاظ على الشكل التاريخي أهم من أرواح الناس؟
إن كانت لديكم سيولة فامنعوا الناس وأصلحوا البيوت التاريخية وفق هواكم ورغبتكم، لا مشكلة.
لكن مادمتم مفلسين فاتركوا الناس وشأنهم، وكل واحد سيرمم منزله دون الحاجة إليكم أو إلى غيركم.
يا حكومة.. يا هيئة الآثار.. هل تسمعون الناس؟
أم أن التغطية عندكم ضعيفة؟
* نقلا عن : لا ميديا