ظل البعض خلال الفترة المنصرمة يدافع عن التعيينات في مواقع المسؤولية لعمر أو زيد من الناس بأنه مؤمن مجاهد وعندما صار الوضع مزريا بسبب سوء الاختيار ذهب هذا البعض إلى ذريعة خشيتهم من أن تفضي التغييرات في مواقع المسؤولية لآثار سلبية على جبهات القتال.
وهذه الخشية من مواجهة الفساد والفشل الداخلي وإحداث تغييرات أو إصلاحات تحت ذريعة ترابط الجبهتين السياسية والعسكرية، وأن سلطة صنعاء تكونت منذ بداية الحرب العدوانية من مراكز قوى لعبت دوراً في التحشيد للجبهات، وأن أي تغييرات تحدث في السلطة السياسية سيكون لها أثر سلبي على تماسك جبهات القتال، مع أنه يفترض أن غالبية الذين تقلدوا مناصب مسؤولية خلال مرحلة العدوان كانوا من المؤمنين جداً، والمؤمن الحقيقي في عمله لا يرجو إلاّ رضا أرحم الراحمين عن عمله، أي المؤمن لا يقايض عمله بفوائد دنيوية.
وعليه فإن إحداث تغيير في السلطة السياسية سيكون أكبر اختبار لمدى صدق إيمان هؤلاء هذا أولاً.
وثانياً: إذا كنا نشكو من وجود فاشلين في إدارة الشأن العام، فما أقبح أن نخشى عدم تغييرهم للحفاظ على سلامة جبهات القتال، لأن هذه الذريعة تؤكد أننا إزاء براجماتيين يتخذون من بطولات المجاهدين في الجبهات وسيلة لابتزازنا، وهل يعقل أن تغدو تضحيات وبطولات عظيمة بأياد غير أمينة على المستقبل؟
وأخيراً: من المغامرة الانتصار على العدوان في ظل معادلة كهذه، إذ سيكون الانتصار في المعركة العسكرية ناقصاً وعرضة للضياع، لأن ما سطره الشهداء والأبطال سيفضي إلى نظام يقوده الفاشلون، وهؤلاء سيعيدون إنتاج نظام الفساد والإفساد، وبذلك ستذهب كل هذه التضحيات هباءً منثورا!
وعليه أختلف مع مثل هذه الذرائع المضللة، وأعتقد أن كل تغيير في السلطة وتحسين في أدائها سيقوي الجبهات ويعزز من قوتها!
* نقلا عن : لا ميديا