لماذا نحتفل ؟
تجيبكم فرحة الطفل بثغره الباسم حين يُسعد بأمسيات تٌرفع فيها الصلوات على الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) وكله شوقًا ولهفةً لأي معلومة يتلقاها من البرنامج المُعد للأمسية ليُغذي معلوماته ليزداد معرفةً عنه.. من يكون هذا الرجل العظيم، الذي زانت له الدنيا اخضرارًا وتسابق الجميع ليظهروا فرحتهم بقدوم ذكرى مولده ، ليرصدها في مخزون ذكرياته ويرتبها في بنك معلوماته ليكون من ضمن الجموع المواليين و المرتبطين والمتعلقين بالمشاعر الحميمة والمتدفقة لخاتم الأنبياء والرسل ، ويضع نفسه ضمن من حصنوا أنفسهم من أي اختراقات ضلالية ، ويعد نفسه ليكون من المتحملين للمسؤولية والمستعدين للدفاع عن سيد البشر ، ومن خلال الفقرات المتنوعة يعرف أين يجب أن يكون مكانه ويرسم هدفه ويكتشف أين تكمن مهارته ، ليكون إما مشاركاً أو يعد نفسه للمشاركة في المرات المقبلة ، ويتعلم كيف يحمي دينه ويبني مسقبل وطنه.
تجيبكم نظرات الشيخ الحنونه التي تحكي تعلقها بزين البشر ، وتهطل دموعها فرحة بقدوم ذكرى مولد أشرف وأعظم الرسل ، تجيبكم كلماته التي تهمس قائلة روحي وقلبي وفؤادي ودمي وبشري ولحمي وعظمي يصلي على سيدنا محمد وعلى آله ، ليجعلها فرصة ومحطة ليحط كل رحال سنينه ولحظات عاشها في عمره تقديسًا وتعظيمًا وإجلالًا لسيد البشر ، لينقلها لأحفاده وكل من يسمعه ، قبل رحيله لتضيء له بقية حياته ، ويطمئن بما يجب أن يكون من توارث لحب من أضاء الظلام وأنار الأكوان وأحيا القلوب ، للجيل الذي يجب أن يبقى النبي بعظيم شأنه منهج يحتذى به في جميع شؤون حياتهم ، ليؤكد لهم عظيم مقام سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنه هو القدوة و الأسوة ليرسخ في أذهانهم قول الله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِـمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا )
لماذا نحتفل ؟
ترد عليكم الأوقات التي جند الشباب فيها أنفسهم وهم يعملون على قدم وساق تزيينًا ورفعًا للشعارات وإعدادًا للقاعات والأحياء ليكونوا هم المعنيين بربط حبل الوصال والمحبة بين العُشاق وحبيب قلوبهم ، آخذين بيد كبيرهم ومعتزين بربط الصغار بنبيهم ، ومستفيدين من كل اللحظات الغنية بتنوع الفقرات مابين إنشاد ومشاهد هادفة ، وأهازيج تراثية ، و فقرات متخصصة في توضيح السيرة النبوية ، والأحاديث والدروس التربوية التي ذُكرت عن رسول الله ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم) .
تجيبكم الأنوار الخضراء التي لولا هذا الإحتفال لما أضاءت ولا ظهر بريقها المعانق لضوء القمر ليزداد شعاعه المحب لكل البشر الذين جعلوا من هذه الأيام أيام تسعد وتأنس فيها النفوس وتطمئن القلوب المحمدية ، لتكون مناسبة للخروج والترفيه عن النفس لتنفس الصعداء وتغيير الأجواء ، ليقشع عنها كل ضيق ويغسل منها كل كرب .
تجيبكم كل الموالد التي تفرد وتميز بتوارثها الإنسان اليمني ، لتترنم بها الألسنة العاشقة للصلوات على النبي وآله ، وما تحمل من أجواء عظيمه تحف فيها الملائكة الحضور بفضل ذكر الله وصلوات على الرسول ، التي أقيمت في كل حي رفعًا للمقام الذي رفعه رب الأكوان ،
وتحل البركات ويعم الخير وتتيسر المعسرات ، تصديقاً لقوله تعالى (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) .
لماذا نحتفل ؟
ترد عليكم هذه الآية المباركة :
( فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ )
ليكون هذا الإحتفال ردًا على كل المحاولات الشيطانية التي قدمت الرسومات المشوهة والمسيئة لشخص الرسول الأعظم (صلوات الله عليه وآله وسلم )
لنقول لهم أنهم لن يستطيعوا فصلنا عن رسولنا ولا استنقاص عظمته في قلوبنا وقيمته في أرواحنا ، ستجيبكم الحشود المليونية المحتفلة في كل الساحات تعزيرًا ونصرة لأشرف الرسل .
لماذا نحتفل؟
ترد عليكم الأرواح التي تآلفت وجعلت من هذه المناسبة بداية لتحقيق وحدة الأمة ، لتقدم الرسالة الموجهة للعالم أجمع أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هو المحقق للوحدة الإسلامية وجامع للمؤمنين تحت راية واحدة ليتحقق منها الخير وتكون خير أمة أخرجت للناس
تصديقًا لقوله عز وجل ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ ).
لماذا نحتفل؟
استنكارًا لما وصلت إليه المسوخ من البشر في إعلان المنكرات البشعة من تحليل الحرام القذر الذي ترفضه الفطرة البشرية السليمة وتشمئز منها النفسية الطاهرة ، لندين كل من أعلنوا حماية الشواذ ونجسوا النفس البشرية واستباحوا المحرمات ، وقد وصل بالسخفاء منهم إلى أن ينكروا نعمة الله على الخلق وتكريم الله لبني آدم ليضعوا أنفسهم في أحط مستوى وأدنى حال حتى من الحيوان ، ليصل بهم الحال أن يتمنوا أن يكونوا حيونات ممسوخة
كلابا وخنازير ،
نحتفل لنشد انتباه العالم أنه لا مخرج من هذه الجهالات التي وصل إليها العالم إلا بالعودة للقرآن والرسول ،
قال تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَـمِينَ )
نحتفل لأننا نعلم أنه لا مخرج للناس من التيه والظلام إلا بالتمسك بالقرآن والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ).
(الٓر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُـمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) .
أجبناكم لما نحن نحتفل
وجاء دورنا لنسألكم
لماذا أنتم لا تحتفلون .