يا للمتعة! الصهيوني «عومير آدم» يغني على حدود غزة، دعماً للصهاينة الذين يستعدون لاجتياح غزة! وهو بالمناسبة حاصل على الجنسية الإماراتية! والسفاحون هؤلاء يتناولون البطاطا التي أرسلها أردوغان إلى ميناء حيفا بسفينة مساعدات «طارئة» تحمل 4500 طن من المواد الغذائية، فيما «فرعون» يستعجل تجهيز سيناء لاستقبال النازحين من غزة بعد أن استلم من ابن زايد وابن سلمان تكاليف المشروع!
أي مشروع؟! لا تقولوا لي إنكم لم تسمعوا بعد عن مشروع توطين أهل غزة في سيناء قسرا! العالم كله قد علم بالأمر، فكيف لم تسمعوا أنتم عنه؟! منذ سنوات والصهاينة يتكلمون بتبجح عن «صفقة القرن»، والأخبار تتوالى من بعد هذا الإعلان، حتى صار الأمر خبر الموسم، وأصابت أنظمة العمالة حمى «التطبيع»، فهذا يعطيهم سفارة، وذاك يعطيهم عمارة، وآخر أعطاهم حيّاً بأكمله في المنامة، وآخر يعطيهم مفاتيح المدينة المنورة بعد تفريغها من أقدم ساكنيها... حتى وصلنا لمن أعطاهم بلداً كاملاً مليئاً بالمباني الزجاجية ليتحكموا بمقدراته كيفما أرادوا!
أما المشروع الذي سيبنيه الصهاينة بأموال عربية في أرض عربية فهو عبارة عن مخيم لاجئين ليستوعب جميع سكان غزة، كما أعلنه عدد من مسؤولي الكيان أكثر من مرة. ولسنوات مضت تم تهجير سكان سيناء من أهلها لهذا الغرض، وقد تم إحاطة الموقع بأبراج وجدران وبوابات حديدية وأسلاك شائكة، وإنشاء مبانٍ تستوعب نصف العدد المستهدف توطينه في المخيم. أما الثمن فهو أن تسدد دول عربية ديون مصر!
أما لماذا يريد الصهاينة تهجير أهل غزة فلسببين: الأول هو أنهم يحلمون بأن يهجروا الفلسطينيين كلهم؛ أما الثاني فلأنهم ينوون بناء قناة بديلة لقناة السويس تمر من غزة وصولاً إلى البحر الأحمر، سموها «قناة غوريون»، ومَن لا يزال يشك في الأمر فليعد بذاكرته قليلاً إلى الصفقة المشبوهة التي سمحت للسعودية بالحصول على جزر «تيران» و»صنافير» المصريتين، والتي كان من أخطر نتائجها أن تحول الممر على الضفة الشرقية لسيناء من ممر مصري بحت إلى ممر دولي خاضع لقوانين الملاحة الدولية!
كما ترون، التنفيذ يتم بالقلم والمسطرة، ويتعدى ما اعتدناه من تخطيط عشوائي في بلداننا، وهذا ما يؤكد الجهة المخططة. يبقى السؤال هو: ماذا نفعل نحن؟ وأجيبكم بأمانة أننا سنظل نشجب وندين حتى يأتي اليوم الذي نُمنع فيه من الشجب والإدانة، بل حتى تصبح مسألة أن تشتري علم فلسطين جريمة أمن دولة، كما هو حاصل في عدة بلدان عربية اليوم! أما الخيار الثاني فهو لن يعجب الكثيرين منا، والذين أصبحوا ضحية التعصب والعنصرية والمناطقية وكل أنواع التفرقة التي جعلتنا لقمة سائغة لليهود!
والحل في رأيي الشخصي هو أننا محتاجون أن نتحرك جميعاً، وألا نقبل تلك القيود التي وضعوها على ظهورنا وعيوننا ليسهل انقيادنا.
المظاهرات الداعمة جيدة، ولكنها ليست الحل! فهي أشبه بعلاج الـ»بلاسيبو»، الذي يعطى للمريض لتتحسن حالته النفسية ريثما يتضح مرضه الحقيقي. والمعنى واضح، فلا تعتقد أنك إذا ما شاركت في مظاهرة داعمة لفلسطين فإنك قد أديت واجبك الكامل، بل إن ما فعلته هو رسالة نبيلة تؤديها ليعلم إخوتنا وأعداؤنا أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وهي وسيلة لشحذ الهمم، ويبقى أن تحرض نفسك والآخرين، وأن تشارك في كل نشاط لتحويل هذه الرسالة إلى فعل.
مشروع «إسرائيل الكبرى» يستهدفنا كلنا، واحدا تلو الآخر، وهو مشروع فاشل؛ لأننا لو عطسنا جميعا في لحظة واحدة لحزم المستعمرون أمتعتهم وتركوا بلادنا وفروا بجلودهم. تذكروا أن التحرك الفعلي بالمال والنفس هو الحل، التحرك بثورة لكسر القيود وإسقاط أنظمة الخونة الأقزام، والتحرك جميعا مع القادة الحقيقيين الشرفاء (وهم موجودون بالفعل)، والباقي مضمون بإذن الله.
* نقلا عن : لا ميديا