آخر الأخبار
ليلى عماشا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
ليلى عماشا
يوم الأسير الفلسطيني.. والطوفان
اليمن: أخٌ سخيٌّ لا يشبهه أحد
جيل ما بعد تموز 2006.. فطرة ووعي ومقاومة‎
التهويل.. صنعة الرماديين في الحرب
عن لغة
عن لغة "ضدّ المقاومة"
الإعلام عام 2023: الحرب امتحان!
الحرب الناعمة مستمّرة.. تحت النّار!
لا للحرب..؟ حقًا؟!
لا للحرب..؟ حقًا؟!
جنين الأسطورة.. والبطولة
اقتحام "الشفاء".. إنجازٌ صهيونيّ!

بحث

  
إنّا له منتظرون
بقلم/ ليلى عماشا
نشر منذ: 6 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2023 12:12 ص


بين صوت الغارات القاتلة فوق رؤوس المدنيين وصوت صراخ الجنود المهزومين على البرّ عند أبواب غزّة، مساحة تمتلىء بألف مشهد: بعضها مخزٍ، بعضها مفرح، وكلّها كاشف يوضح تموضع كلّ أحد في هذه الدنيا بين أحد المعسكرين: حق وباطل. هي معركة واضحة معيارها أخلاقي وإنساني أولًا.

منذ أن بدأت صور العدوان الوحشي على غزّة باحتلال شاشات الهواتف والتلفزيونات حول العالم، وفي كلّ المدن والبلاد أشخاص يحاولون إعلان تضامنهم مع أهل فلسطين ورفضهم للهمجية القاتلة التي يعبّر عنها الصهاينة، حتى أولئك الذين لا تربطنا بهم صلة دم أو رابطة ثقافية أو فكرية أو عقائدية، وأكثر من ذلك، حتى الذين ليس لديهم أي موقف سلبي عادة تجاه الكيان الصهيوني، خجلوا في لحظة إنسانية من هول ما يرتكب الكيان، فهرعوا للتعبير عن رفضهم لما يرتكب دفاعًا عن انسانيتهم أوّلًا. لم ينصر الكيان القاتل في هذه المعركة، أو يتجاهل ارتكاباته إلّا الأنظمة التي تشغّله وتلك التي يشغّلها: لذلك ليس غريبًا أن نرى دول الغرب تشجّعه أو دولًا عربية ترسل له العون، أو تفتتح مهرجانات فنية خلال العدوان الذي تضج بأحداثه الدنيا.

هذا المشهد المتناقض الذي يجري على الأرض ينقسم بين بعيد غريب يتضامن وقريب شقيق يحتفي، وينبغي أن يكون حين تنتهي الحرب معيارًا لدينا في تقييم إنسانية الآخرين، وليس فقط خياراتهم السياسية وتبعاتها.

في مشهد آخر، ضجّت به الأرض أيضًا، ولا سيّما إعلاميًا وعلى منصّات التواصل: فيديو قصير جدًا، السيد حسن والراية، كان كفيلًا بأن يشغل الإعلام العالمي ولا سيّما الصهيوني. قرأوا في الثواني القليلة ألف رسالة رعب، وقبل أن يبدأوا بالتقاط أنفاسهم ليلًا صدر الخبر اليقين الذي يعادل بالنسبة إليهم الإعلان عن يوم القيامة في "إسرائيل": إطلالة للسيد نصر الله يوم الجمعة القادم. بدا وكأن كلّ الدنيا شهقت في لحظة الإعلان، وانقسمت بين أهل الحقّ والحبّ الذين أثلج الخبر صدر شوقهم للسيّد، وأهل الباطل والحقد الذي بدأوا يتحسّسون رؤوس خياراتهم وقراراتهم، ويترقبون، ترقّب من مسّه جزعٌ بين رعب مضى ورعب قادم.

أما المشهد الثالث، فيكمن في الإعلام، حيث تخوض الماكينة الإعلامية المعادية، والناطقة بكل اللغات ولا سيّما العربية، حربًا موازية على أهل المقاومة عبر تعظيم القوّة الصهيونية المتهاوية والتخويف والتهويل وتغييب خسائر العدو عن الأخبار والاكتفاء بالبكائيات التي تصوّر أهل فلسطين وسائر المحور المقاوم وكأنهم مستسلمون بلا حول ولا قوّة، يتلقون الضربات ولا يردونها. وفي الحروب، يُعدّ هذا الفعل خيانة عظمى إذ يحاول التأثير على الناس عبر الترهيب والترويع، وزرع الخوف في قلوبهم وحثّهم على الاستسلام والانهزامية، وهو أمر يحتاجه الصهاينة الآن أكثر من حاجتهم للسلاح المتفوق الذي يمدّهم به العالم، فقد باتوا يعلمون جيّدًا أن تفوّقهم في هذا المعيار ليس كافيًا أبدًا لتحقيق أي مكاسب تُذكر. هذا الإعلام الموظّف بشكل علني في خدمة الصهاينة يرتكب اليوم ما يعادل المجازر بشاعة، فمسعاه لقتل الروح المقاومة الموقنة بالنصر لا يقلّ إجرامًا عن قتل الأطفال في غزّة، أبدًا، بل هو يسعى إلى إسكات دمهم وطمره في تراب الهزيمة، عوض المطالبة بالثأر له.

أما في الجنوب، هنا عند شمال فلسطين، فالمشهد يُدرّس في كلّ محافل العسكر: مقاومة تفرض على العدو قواعدها، تحاصره، تصيبه في كلّ يوم بمئة مقتل ويتكتّم، مقاومة ترفع الشهداء بعزّة، على طريق القدس، مقاومة تنصر كلّ المستضعفين في الأرض بقيادة سيّد يشخص العالم كلّه نحو موعد إطلالته، وينتظر، وإنّا له منتظرون.

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالمنان السنبلي
ما لي لا أراكم اليوم؟!
عبدالمنان السنبلي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد محسن الجوهري
أمريكا تخسر عسكرياً في الخارج وأخلاقياً على أرضها
محمد محسن الجوهري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
مطهر الأشموري
تكييف الأمركة والصهينة.. من عرفات إلى حماس!
مطهر الأشموري
مقالات ضدّ العدوان
خليل نصر الله
عجز العدو عن قتل الصورة
خليل نصر الله
د.أسماء الشهاري
على طريق الأقصى
د.أسماء الشهاري
نصر القريطي
سلاح الردع اليمني يحضر في ًمعادلة الحرب الإسرائيلية على غزة..!
نصر القريطي
إيهاب زكي
الكيان الزائل: "يا رايح كتّر من الفضايح"
إيهاب زكي
عبدالرحمن الأهنومي
سفور السعودية بالرقص على أشلاء أطفال غزة!
عبدالرحمن الأهنومي
عماد الحطبة
نهاية العصر الأميركي
عماد الحطبة
المزيد