|
سلسلة روائع الأدب اليمني.."4"الشاعر الراحل وليد الحسام
بقلم/ حسن المرتضى
نشر منذ: 11 شهراً و 11 يوماً الإثنين 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 10:48 م
سلسلة روائع الأدب اليمني.. (4) الشاعر الراحل وليد الحسام .. إعداد حسن المرتضى
مجموعة من روائع الشاعر الراحل وليد الحسام
(القدس والزيتون)
والقدس والزيتون ،
والأقصى الحزين .
ومآذنٌ .. ما عاد يُسمعُ ... في حناجرِها سوى وجع الأنين .
والقدسُ
والزيتون،
والأقصى الحزين.
ومآذنٌ..
ما عاد يُسمعُ ...
في حناجرِها سوى
وجع الأنين.
ومدامعُ الغيماتِ...
تغسلُ ما تبقى
مِن دمِ الشهداء
في يافا،
وغزة،
والجليل،،
تسقي بها الأطفالَ ...
بأساً لا يلين.
يا قدس
يا وجعَ السنين.
يا قِبلة الأحرار،
والقرآن،
والتوراة،
والإنجيل،
والحقّ المُبين.
يا قدس..
يا روح الكرامة..
يا قضيتنا المقدسة التي ...
حُكَّامُنا باعوكِ
في سوق العمالةِ
مثلما باعوا كرامتهم
ليبقوا حاكمين
(اختارك الله)
اختاركَ اللهُ يا نورَ الذي اختارا
كي ينهلَ الكونُ مِن معناكَ أَنوارا
مِيلادُكَ الفجرُ.. يانهرَ الضياءِ ويا
طُهراً.. تدفقتَ في الأرواحِ أنهارا
مِن فيضِ ذكراكَ مازالت قصائدُنا
تَرْوى، فتنسابُ فِي معناكَ أشعَارا
نحنُ _اليمانين_أبناءُ الذين مضُوا
بالفتحِ.. جاؤوكَ قبلَ النّاسِ أنصارا
جِئنـاكَ بالأمسِ يا طـهَ ، وحكمتُنـا
تزيـــدُنـَا فِيـكَ إِيمَــاناً وإِصــرَارا
أبطالُنَا اليومَ في جبهـاتِ عزَّتِنـا
هبُّوا معَ اللَّهِ ، بالإيمـــانِ أحرارا
في كلِّ شبرٍ يمانيٍّ لهم وطنٌ
يَحكي البطولاتِ للأجيال تذكارا
(ومن آياته)
ومِن آياتِهِ البأسُ اليماني
وجيشٌ ساندته يدُ اللجانِ
وجنـدٌ آمنـوا بالله حقَّــاً
فهبُّـوا للجهــادِ بلا هوانِ
رجالٌ أخلصوا قولاً وفعلاً
لتترى فيهمُ السبع المثاني
ومِن آيـاتِـهِ نصــرٌ وفتـحٌ
قريبٌ قد تجسَّــد للعيانِ
نِلْتَ اكْتِمَالَكَ يَا شَهِيدْ ..
عَرَجَتْ بِرُوحِكَ
فِي السَّماوَاتِ المَلَائِكُ ،
وارْتَقَتْ بِكَ لَهْفَةً ...
حَتَّى بَلَغْتَ المُنْتَهَى
حَيَّاً ...
سَمَوتَ إِلَى الخُلُودْ .
وَأَتَاكَ صَوتٌ مِنْ بَعِيدْ ..
نَادَاكَ جِبْرِيلُ الأَمِينُ مُبَشِّراً
هَذَا مَقَامُكَ عِنْدَ رَبِّكَ ...
يَاْ وَلِيَّ اللَّهِ ،
وَالفَوزُ العَظِيم .
هَذَا ..
هُوَ الْوَعْدُ الإِلَهيُّ الَّذِيْ
يُؤْتَى لِمَنْ ...
صَدَقُوا مَع رَبِّ الْوجُوُدْ .
(أشتــــــرُ العصـــــر .. صمـّـــــادُنـا)
بعــتَ واللّـهُ خيــــــرُ مَـن يشتــري
اشــــربِ الآن كأســـكَ الكـوثـــــري
بعـــتَ للّـــهِ كــلَّ شـــيءٍ ، نعــــم
صِــرتَ في الخُلــــدِ عند ربي ثري
حلِّـــقِ الآن فــي السمــــاوات يـا
أشتــرَ اليــوم .. طِبـــتَ مِن أشتـرِ
هكـذا يا رئيــس شعـــب الفـــــدى
يرتقــــى كــلُّ مؤمــــنٍ حيـــــدري
هكــــذا يـا ابـنَ صعــــدة العــزِّ لا
يكســـــرُ الحُـــــرَّ أيُّ مُستكبـــــــرِ
فـي الميــــادين عشــتَ صمـَّادنــا
ترشــــدُ النَّـــــاس مِـن على المنبرِ
بالهـــدى عشـــتَ قــائداً مؤمنــــاً
تفتــدي الأرضَ بالـــدَّمِ الأطهـــــرِ
سيفُـــكَ الحـــــرُّ قد ترقّـــــى إلى
رأسِ صـــــاروخِ قـــــاهر المنكـــرِ
صـــار بُركــــانَ شعبنــا ، إذ غـدت
للـردى (نَجــــدُ) مِن حِمــى خيبـرِ
نادِهــــا الآن مــلء بـوحِ الصـــدى
يا منصّــــات في مــــداكِ انفـــري
يـا صواريخَنــــا التـــي صُنّعـــــت
دمِّـــــري قـــوّة العــدى دمِّـــــــري
اضــربي البغـيَ واشعلي النّار فــي
قـــرن شيطـــــان حلفِهِ البـربــــري
يا (أبـا الفضـل) يا شهيـد الهــــدى
طِبـتَ فـي روض مجــدِكَ الأخضرِ
طبـتَ، والجنـــدُ في خُطــاها على
منهـجِ الحـقِّ في المَـدى المزهـــرِ
طِبـتَ .. مـازال منـكَ في شعبنــــا
نصــــف مليـــــون صــالحٍ أشتـــرِ
(دمُ الشهداء)
يحملني تدفقه
إلى الجبهات ...
إقداماً على الأعداء
مثل النهر ...
يحملني
وفي ذاتي ..
من الإصرار ...
ما يكفي شعوب الأرض
ما يكفي الجميع إباء
في ذاتي ..
يصلي المجدُ للإنسان ،
والإنسانُ باسم الحبِّ ...
يسكنني ..
إذن سجل ...
أنا يمني .
(موكـب الشهـــادة؟)
يَا شهيــــداً .. مَـوكـــبُ البُشـــرى تهيَّـــا
إنَّـهُ الرحمــــــنُ قـــد نـَــــــاداكَ هيَّـــــا
فُــزتَ بالجنَّـــاتِ فَاصعَـــــدها شَهيــــداً
في رِحـــابِ الخُلــــدِ عنـــدَ اللَّـــهِ حيَّــا
اصعــــد العليـــاء فـي أسمـــى مقـــــامٍ
عنــد ربِّ الكـــونِ ، هيّـا اصعـــد وليّــــا
يَا شهيـــدَ اللَّـــهِ ، فينا عِشـــتَ حُــــــرَّاً
مُؤمنــــاً ، مُستَبسِــــلاً ، بـــــرَّاً ، تَقِيَّـــــا
عِشـــتَ فينـــا روحَ إيمــــانٍ ، وطُهـــــرٍ
سيــــرةً أرقــى ،، وإنســـــانـاً نَقِيّـــــــــا
في سبيـــل اللَّـــهِ ، في دربِ المعــــالي
قــد طويتَ الــدربَ نحــــو العـزِّ طيّــــا
في خُطــى الأعـــلامِ ، في نهــجِ التولِّي
سِــرت تُحيـي الحـــقَّ منهـــاجاً سـويَّــا
سِــرت تُفنـي العمـــرَ في الدنيـا جهــاداً
واثقَـــــاً باللَّــــهِ مِقـــدَامَــــاً ،، أَبِيَّـــــــا
في ميــاديـنِ الإبَـــــا مَـزَّقـــــتَ حِلفــــاً
حقــــدهُ قـــد زاد طُعيـــــانـاً ، وغَيَّــــــا
ثابتـــاً كالطَّــــودِ في الجبهـــاتِ يا كــم
كُنـتَ _ بســـم اللَّـــهِ _ بأســــاً حيـدريّـا
يا عظيمــــاً .. أنـتَ يــا أزكـــى وفـــــيٍّ
لـم تــزل في الأعيـــن الثكلـــى وفيّـــــا
لـم تــزل في الأرض للمُــــولى تعـــــالى
روحَ درسِ البَــذلِ،، معطـــَاءً ، سخيّـــــا
محـــض آيـــــاتٍ وأخــــــلاقٍ ، رأينـــــا
فيـكَ نُــــورَ الحــــقِّ وضَّـــــاءً جليَّـــــا
يَا شهيـــداً .. دمــتَ للأحــــرار فخـــــراً
خـالـــدَ الذكـــرى ، ومجــــداً سـرمـديّــا
هكــذا خَلَّــــدتَ للأجيـــــــالِ روحَـــــــاً
حقهــــا في الـدَّهــــر أن تُبقيــكَ حيّــــا
(روح الكرامة)
رُوحُ الكَرَامَـةِ أَنتُــــم أَيُّهَـا الشُّهَـــــدَا
مِن وَحيكِم نَتَرَجَّى البَــأَسَ والمَــدَدَا
أَروَاحُكُــم .. صَلَـوَاتُ العِـــزِّ فِي دِمِنَا
نَمضِي بِهَـا ، وَلَنَا فِيكُم يَقِيـنُ هُــدَى
هَـذَا العَطَــــاءُ سَيَبقَى فِي جَوارِحِنَـا
رُوحَــــاً نُقَدِّسُــهَا نَهجَـــاً ومُعتَقَـــــدَا
لِلَّـــهِ ، لِلـوَطَــنِ الغَــــالِي ، لِأُمَّتِنَــــــا
أَزكَى النُّفُـــوسِ بَذَلتُـم لَهَفَــةً وَفِـدَى
جَبهاتِكُم ،، وَجُنُـــــودُ اللَّـــهِ وَاقِفـَـــةٌ
فِيهَــا تُلقِّــنُ حِلــــفَ المُرجِفِيـنِ رَدَى
أَنتُــم يقيـنُ تَسَـابِيح الصُّمُــــودِ عَلَى
تِلكَ"المَتَـارِسِ"فِي مِيـدِي وَكُلِّ مَـدَى
أَنتُــم صَــلَاةُ نَفِيـرِ الشَّعـبِ ، خَلَّدَهَـا
صَوتُ الأَذَانِ ، وَمِنَّـا التَّلبِيَاتُ صَـدَى
أَنتُــم نَشِيـدُ رِجَــالِ العَــزمِ .. زَامِلُنَا
لِلنَّـصـرِ مَا صَدَحَ الحَـادِي وَمَا نَشَــدَا
كُلٌّ يُسَــابِقُ فِي دَربِ الجِهَـــــادِ إِلـَى
نَيلِ الخُلُـودِ ؛ يَصَون العِرضَ وَالبَلَـدَا
هَانَحنُ حَيثُ يَفُوحُ الرَّملُ مِن دَمِكُم
عِطــرَاً تَفِيـضُ بِـهِ ذِكرَى الوَفَـاءِ نَدَى
هَانَحنُ حَيثُ دِمَاكُم أَزهَــرَت وَطَنـَــاً
يَسمُــــو بِنَــــا شَرَفَاً لَا يَنتَهِـي أَبَــدَا
(في سبيل الله)
هـــم فـي سبيــلِ اللَّــهِ أوفَـى
عهـداً ، وهــم بالنَّصــر أحفَــى
هــم سِيـرةُ الأحــــرارِ ، هـــم
للحـــقِّ ، والإيمـــــانِ مرفَـــــا
هـــم جَسَّــــدُوا القــرآنَ مـــا
أبقُــــوا مِــن الآيــــاتِ حرفَـــا
هـم .. يا معــاني الوصـفِ مَن
فاقُــوا خيــالَ الشعرِ وصفَــا
سَــــاروا علـى دربِ الهُـــــدى
أرواحُهـــــم .. للَّـــــهِ لَهفَـــــى
(رجال الرجال)
هكذا يرتقي رجالُ الرجالِ
بين كفيكِ يا دروبَ النِّضَالِ
هكذا يرتقي الرئيسُ شهيداً
في سماوات عزّنا، والمعالي
يمتطي الخيل فارساً حيدرياً
لا يبالي وكم مضى لا يبالي
واجه البغيَ قائداً ما رأينا
منهُ في لحظةٍ هوانَ انخذالِ
(الشهيد القائد)
مازال في دمِنا الشهيدُ القائدُ
روحَ الجهادِ ، ومايزالُ يُجاهدُ
مازالَ في الجبهاتِ ينْفُخُ صرخةً
في الصُّورِ .. يرهبُها العدوُّ الحاقدُ
مازال يعطينا دروسَ الحقِّ مِن
وحي الهدى ، وهداه فينا خالدُ
مـازال للشهــداءِ نهــرَ كرامــةٍ
يَمضي بهم ، والكائناتُ تشـاهدُ
مازال في الأرواحِ يُشعلُ ثورةً
كُبـرى ،، ولهفتُنـا لها تتصاعدُ
مازال يحشدنا ،، فكم نادى وكم
لبَّت بكيلٌ بالشُّمـوخِ ، وحاشدُ
مازال منهجُــهُ حسينيـاً ، ومـا
زال الحسينُ على الجهاد يُعاهدُ
هذا صـداهُ يضجُّ في كلِّ المـدى
جيشـاً له بــأسُ اللجــانِ يُسـاندُ
والشعبُ يحشده النفيرُ العامُ في
دربِ الإبـاءِ ، وكـلُّ شعبي صـامدُ
("الحسيـن" نِــداءُ العِـــزِّ )
حتَّـــــى دمــــوعُ الأَنبيـــــاءِ
تَنسَــــابُ حُزنَــــاً كَربَــــلائِي
تَبكـــي على سِبــــطِ النبـــيِّ
ولا تَكُــــفُّ عــــنِ البُكَـــــــاءِ
تَبكِــــي ولــــيَّ اللَّــــهِ .. يــا
ذِكــــرى إِمَــــامِ الأَوليـــــــاءِ
هــــذا الحُسيــنُ فكيــــف لا
تَبكِـــي مَلَائِكَــــةُ السَّمـــاءِ؟!
هـــذا نِــــداءُ العِـــــــــزِّ مَـــا
أَزكَـــــاهُ فينــــا مِن نِــــــداءِ
هــذا امتــــدادُ الحَـــــقِّ فـي
نهــــجِ الـولايـــــةِ ، والــولاءِ
نـــــورٌ مِـن الهَـــــدي الـــذي
بالنُّـــورِ جَــــاءَ ، وبِالضِّيـــاءِ
مِـن سِـــدرَةِ الطُّهـــرِ الهُــدى
مِـن آلِ طَــــهَ ، والكِسَــــــاءِ
بِالثَّــــــورةِ الأَسمَــــى أَتــى
بِــدءاً ، وصَـــارَ بِلا انتهــــاءِ
قد جسَّـــــدَ القُـــــــرآنَ والــ
آيــــاتِ بَـاهيـــةَ الجَـــــــلَاءِ
نَهجــــاً حُسينــيَّ الخُطَــــى
حــيَّ علـى خيـــرِ انتِمــــــاءِ
نيـلُ الشهـــــادةِ خيــــرُ مــا
فـي إرثِ مُـولَــى الأَتقِيـــــاءِ
والتَّضحيــــاتُ تَفـــــوقُ في
إعجـــازها حــــدَّ الفَنَــــــــاءِ
اللَّــــــهُ يــا روحَ الحُسيــــــ
ــن!! اللَّــهُ يا أزكـى الدِّمَـــاءِ!
خلَّــــدتِ تاريخــــــــاً بِـــــهِ
أرقـى أسـاطيـــرِ العَطــــــاءِ
في الطَّــــفِّ علَّمـــتِ الـورى
معنــى الشَّجــاعـةِ والإِبَــــاءِ
علَّمتِنــــا معنـــــى الفِــــــدَى
دَرسَــــاً حُسينـــيَّ الفِــــــداءِ
عَلَّمتِنــــــا مِـــن كِبـريـــــــــا
ءِ الحُـــرِّ أَقـــــدسَ كِبرِيَــــاءِ
عَلَّمتِنـــــــا مِــــن نهجـــــــــهِ
سِــــرَّ التَّجلَّـي فـي الدُّعــــاءِ
عَلَّمتِنــــــــا .. نمضـــي علــى
دربِ الحسيـنِ بِـــلا رِيـــــــاءِ
فـي دَربِـــــهِ نمضــــــي ، ولا
نخشَـى قُـوى حِلـفِ العِــــداءِ
نمضــي إلى الجَبهَـــــاتِ في
أنفاسِنــــا شَـــــوقُ اللِّقَــــــاءِ
نمضــي ، وسيــدُنـا الحُسيــ
ــنُ لشعبِنـَــا عَلـــمُ ارتِقَـــــاءِ
يمضـي الرجــالُ ، وعزمُهـــم
كــم زادَ مِـن صبـــرِ النِّسَــــاءِ
كـم زادَ هــــذا الشَّعـــــبَ مِن
صَبــــرٍ علـى كُــلِّ البَــــــــلَاءِ
كـــم زادنــــا بَـأسَــــاً ، وإِيــــ
ــمَـــــانـاً بنصــــرِ الأوفيــــــاءِ
بَـأســــاً يمانيَّــــاً ،، وفـي الـــ
الأرواح نبــــــــضٌ كربــــلائي
(الشهيـــــد القــــائـد)
نلتَ الشهــادةَ قـــــائداً وإمــــــامـا
وصعــدتَ جنب الأنبيــــاء مقـــاما
أرواحنـــــــا ،، للــه كـــــمْ لقّنتهــــا
درسَ الكرامــــةِ منهجـــاً ونظـــاما
أَخْـرَجتَ مِن روحِ المسيـــرة أمــــةً
بالحــقّ فـــي عليائهــــا تتســـــامى
والصرخـةُ الكُبـرى تُـدوِّي في المدى
أَسمعتَهـا مَــن عـن هُــداكَ تعــــامى
يــا سيدي..وثقافـــــةُ القرآنِ قـــــدْ
صــارتْ أحــبَّ إلى الشفـاهُ كــــلاما
ومواكــبُ الشهـــــداءِ مِنّـــا تَقْتَفِــي
شوقـاً خُطـــاكَ إلى الخلــود كــراما
مرَّانُ أصبحَ في الخريطةِ مَعْلَمَ الــ
أحــرار ..(جَرْفُكَ) جاوزَ الأعلامـــــا
يا سيــدي أضحى الشعــارُ مُعَلَّقـــاً
في كـلِّ ذرَّات الرمــــالِ وســــــاما
وحي المــلازم في جوارحنا غـــدا
ضوءاً يُبـــددُ في الوجــودِ ظــلاما
أصـــداءُ بوحكَ أنتَ تُشعلُ ثـــورةً
فيهـــا إبـاؤكَ يُسقِــــطُ الأصنــــاما
هانحــن نفخــرُ أنّنـا ننســـــابُ في
معنـــــــاكَ أنت تبتـــــلاً وقيـــــاما
ياسيـــدي ويخـــافك الأعــداء كم
قصفــوا الضـريح ليدفنوا الإسلاما
في كـــلّ يـــــومٍ يعلنـــــــون بأنهم
قامــوا بقصفـــك .. أعلنوا الأوهاما
يا قـائد الشُّهــــداء ، والشرفاء والـ
ـثّــــوار والأعلام .. عِمــــتَ سـلاما
خابَ الأُلى اغتالوكَ..ماقتلوكَ بــــل
أحيـوكَ فينـــــا قائــــــداً وإمــــاما
(لا تنتظر)
لا تنتظرْ شخصاً رآكَ ، وأهملَكْ
أنْ يسألَ الأيامَ عنكَ ، ويسألَكْ
لا تنتظرْ أحداً يفكّر كيف لا
يعطيكَ وقتاً ؛ كي ترى مستقبلَكْ
لا تنتظرْ وطناً حمَلتَ هواهُ في
أغلى الدِّماءِ ، وقد أبى أنْ يحملَكْ
لا تنتظرْ قلباً يحنُّ عليكَ إنْ
جارَ الزمانُ ، وبالمواجع أثقلَكْ
لا تنتظرْ أملاً مِن الدنيا ، ولا
تسمحْ لها ، ولزيفها أنْ يشغلَكْ
لا تنتظرْ حلماً يراوغُ لهفةً
في مقلتيكَ ؛ ليستبيحَ تأمُّلَكْ
لا تنتظرْ صوتَ الحياةِ وإنْ شدا
لحنَ انفعالِكَ مرةً ، أو زَومَلَكْ
لا تنتظرْ أنْ تستغلّكَ فكرةٌ
آمنتَ أنَّ بها ضميرَكَ أرسلَكْ
لا تنتظرْ يوماً يجيئكَ فيه مَنْ
يحيا ، ولمْ يعرفْ مَدى أنْ يجهلَكْ
لا تنتظرْ شيئاً يُذلُّك لحظةً
لا شيء غيركَ يستحقُّ تذلُّلَكْ
لا تنتظرْ أبداً ، وإنْ شِئْتَ انتظرْ
حتَّى انتظارُكَ قدْ دعاكَ ليقتلَكْ
(لغير الله ما خضعوا)
لغيرِ اللَّهِ ما خَضَعُوا وذَلُّوا
ولا قَاموا ولا رَكَعوا وصلُّوا
وما اتخذوا سوى ربي ولياً
فهم للَّــهِ أصدقُ مَن تَوَلّوا
ولا وثقُـوا بغيـركَ يـا إلهـي
فأنتَ لجُندِكَ الحـقُّ الأجَــلُّ
على نهجِ النَّبي والآل سَارُوا
فمَا ضَلُّوا السَّبيلَ ولا أَضَلُّوا
وفي دربِ الجهادِ مَضُوا بِعَزمٍ
كَسَيــفٍ حيـــدريٍّ إذ يُسَـــلُّ
بإيمــــانٍ يمــــانيٍّ تَصَـــــدَّوا
لكلِّ قوى العِدى ، وهمُ الأقَلُّ
رجالٌ جسَّدوا الإِيمـانَ قــولاً
وفعـلاً ، بالشجاعة كم تحلّوا
لشعبي يصنعون المجدَ فجراً
على التَّاريخِ في شغفٍ يُطـلُّ
(أم تزف شهيدا)
للهِ مِن أُمٍّ تزفُّ شهيدَها
عزّاً يردد في الخلود نشيدَها
للهِ مِن نبضِ الحنانِ ، وربُّنا
بالصبرِ يملأُ قلبَها ، ووريدَها
للهِ تبذلُ فلذةً مِن روحها
شوقاً تقدِّم للإله وليدَها
إن عاد في ركبِ الشهادة زعردت
فخراً ، وللتاريخ تُعلنُ عيدَها
بشرىً فمِنها اللهُ قد قِبل الفدى
والمجدُ إن كان الفداءُ وحيدَها
للهِ مِن أمِّ الشَّهيدِ ، ولا أرى
بذلاً يُضاهي في العطاءِ رصيدَها
(حتَّــــى الحيــــــــــــــــاة مُسَــرَّبَـــــــة)
حتَّــــى أنـــا .. أصبحـــتُ لا أتـذكـــرُ
معنــىً بــهِ الحلــمُ القـــديمُ يُفَسَّــــرُ
حتَّـى أنـا مـَا عــدتُ أبصـــرُ للأســى
وجهــاً أراهُ .. كمــا يَــــراهُ المُبصِـــــرُ
حتَّى الحيـــاةُ بِكـلِّ مـا في أهلِهـا الـ
ـبُؤسَــاءِ مِن وَجَـعٍ _ غَـدت لا تشعـرُ
حتَّـى تفاصيـلُ المَــلامحِ _ لـم يَعُــد
في روحِهــا هَمــسٌ ، وبـَوحٌ مُضمَـــرُ
حتَّــى الغيـــومُ تمـــرُّ مَا عـادت_كمـا
كانت _ لِظَامِئــــةِ الحنــايـا تُمطِــــــرُ
حتّـى الزَّمــانُ الآنَ يَبـــــدو قَـاحِـــلاً
مَـا عَــادَ فـي كفَّيــــهِ عُشـبٌ أخضــرُ
حتَّـى الفصــولُ غريبــةٌ مَـا عـادَ في
أنفاسِهــا عبـــــقٌ ،، وفصــلٌ مُزهِـــــرُ
حتَّــى صديقــي لــم يَعُـد فـي بـِالِــهِ
طيــفٌ كأحـــلامِ الطفــولةِ يخطـــرُ
حتَّى القصيـدة لم يَعُـد في شَــدوِها
لحــنٌ ، ولا الوتــرُ الحــزيـنُ مُؤثِـــــرُ
مَـاذا بوسعـي أن أقـولَ ، وفـي يدي
حَــرفٌ بِـلا روحٍ يشِــبُّ ، ويَكبُــــرُ؟!
مَـاذا؟! ويسبقُنـي الفــــــراغُ مُلوّحــاً
بالصَّمتِ ، هل صمتُ الإجابةِ مُنكَـرُ؟!
في الليـلِ كم شُنِقَــت علـى أجفـانـِهِ
مِن دَمعَـــةٍ ،، والدَّمـعُ حـزنٌ يُعصَــرُ!
كم فيـهِ مِن وطـنٍ ، ومِن مُقَـلٍ على
أشجانِ مَن صَلَّاهُ _ فَرضَاً _ تَسهَرُ؟!
كم في الدُّجى المنسيِّ مِن عَينٍ إلى
فَجـرِ الصَّبَــاحِ المحضِ بَاتت تنظـرُ؟!
يا عمـرَنــا الآتي .. لِوَقــعِ خُطـاكَ فـي
إيقـــاعِ هَجعــاتِ الشِّفـــاهِ _ تَـذَمُّـــرُ
هأنتَ تَمشي في الخَريطـةِ عكسَ ما
تَنــوي الخُطى .. بِخُطَـاكَ قـد تتعثَّــرُ
قِف في مكانِكَ حيثُ أنتَ ، فإنَّ لي
حَدسَـاً _ لمـا تُخفـي وراءَكَ يُظهِــــرُ
مَـازالَ لي يا ليلُ _ في حَلقِ الصدى
شَجـوٌ .. لِوحـي الأمنيـــاتِ تَحسُّــــرُ
مَازالَ في قَلَقِـي خَيـــــالُ قصيــــدةٍ
تسقيـهِ مِن فمـــي اللُّغَــاتُ ، فَيُثمِـــرُ
مَازالَ في قَصَـصِ الحيــاةِ لنــا رؤىً
فَـوقَ الخيـــالِ ، وفـوقَ مـا نتصـــوَّرُ
لا الصَّمتُ ، لا شَغفُ الكلامِ ، ولا فَـمٌ
يُجدي ، ولا الصوتُ المهـدهـدُ يجهَـرُ
ما عادَ بعضُ الصـوتِ يُشبِــهُ نفسَــهُ
هل مَـــاتَ فيـهِ ضميـــرُهُ المُتَسَتـِّرُ؟!
*نقلا عن : المسيرة نت |
|
|