عدوان الكيان الصهيوني متواصل على غزة والشعب الفلسطيني بدون توقف استخدم سياسة الأحزمة النارية بهدف الإبادة الكاملة، هدم المباني على رؤوس ساكنيها، أحرق الشجر، اقتلع إسفلت الشوارع، دمر المساجد والكنائس، استهدف المدارس والمرافق الصحية، قتل النازحين في مقرات "الأونروا"، اقتحم المستشفيات، باغت الخدج في حضانات الرعاية خوفاً من بقائهم فيكونوا مستقبلاً في مواجهته المحتومة، قتل الأطباء والممرضين. مئات المجازر التي تحصل كل دقيقة في مواقع متعددة، لا يفرق بين رضيع ومريض، يمارس القتل بلا استثناءات، أسر بأكملها قُتلت وحُذفت من السجل المدني.. قطع الكهرباء وعطل الخدمات ومنع الماء والغذاء، ولو كان بمقدوره لقطع الهواء عن أهل غزة الصامدين.
مع كل ما يحصل سفه عربي رسمي مخز، لم تُعقد قمة المهزومين الخاضعين لمشيئة الصهاينة وجمعهم وعلى رأسهم الشيطان الأكبر أمريكا إلا بعد مرور قرابة الثلاثين يوماً. إتاحة للمجال أمام الصهاينة لتحقيق أهدافهم، ليجتمع بعد ذلك الأدعياء مدعين أن جمعهم لمواجهة ما يرتكبه القتلة في حق غزة أرضاً وشعباً.
زار وزراء خارجية أنظمة العار ممن لا خير فيهم متجولين وفوداً من الصين إلى موسكو يلتقطون الصور التذكارية، ولا أدري ما هي الجدوى، فكلا الدولتين لهما علاقات متوترة وسيئة مع الأمريكان؛ نزاع مصالح وعض أصابع في أوكرانيا وتايوان.
زيارات دولية لرفع الحرج عن أنفسهم وليُقال إنهم عملوا وفعلوا أمام وسائل الإعلام، مقتنعين أنهم ضعفاء عن مواجهه عدوان الصهاينة وأمريكا على غزة وأهلها، لذا ماذا يُنتظر من مثل هؤلاء؟ وماذا ستفعل الدولتان اللتان تمت زيارتهما؟ وهل كل لحظة تمر على من يُقتل في غزة تتحمل التجوال وترحال الجبناء الذين لم يقدروا على اتخاذ موقف لمواجهة المعتدين والاحتلال من داخل بلدانهم موقف سياسي كمقاطعة اقتصادية وإغلاق الأجواء أمام طيران الكيان الغاصب والتلويح ولو من بعيد بورقة النفط والغاز وقطع العلاقات مع دول الغرب الداعمة للاحتلال، لم يقدروا بحشدهم وهليلة جمعهم ضمان فتح معبر رفح بشكل دائم لدخول المساعدات التي كان من الممكن أن تنقذ البعض ممن ارتقوا شهداء.
فشل ما تسمى المنظمات الدولية في القيام بدور يُذكر في الأعمال الإغاثية، ونتوقف أمام إصرار مطالبة الاحتلال الأيام الماضية بضرورة زيارة الصليب الأحمر الدولي لأسراه، وكأن الفلسطينيين ليسوا بشراً ولا حقوق إلا للصهاينة.
أين ما تسمى منظمات حقوق الإنسان والمرأة والطفل مما تعانيه النساء والأطفال المعتقلون في سجون الكيان لسنوات وبعضهم لعقود؟
يخرج صبي ملك ناحية (البحرين) طفيلي العمالة الصاعد مصرحاً بحق الصهاينة في الدفاع عن أنفسهم، مديناً ما حصل للعدو يوم الـ7 من أكتوبر، موقف واضح وصريح واصطفاف علني في صف الكيان والغرب ضد القضية الفلسطينية، فماذا ننتظر إذا كان هذا الموعود بلعنة عرش ما تسمى مملكة البحرين، نموذج للتربية الماسونية ونتاج فاضح للمدارس الداخلية الصهيونية التي ربتهم وعلمتهم مبادئ العُهر المطلوب تنفيذه للبقاء على عرش سلطتهم المرهونة بالولاء لتيجان الصليب وشياطين الهيكل.
نُشر تحقيق قبل أيام لصحيفة (الغارديان) البريطانية، ورد فيه تصاعد البحث لدى الشباب الأمريكي والبريطاني حول الإسلام والقرآن الكريم، وأنهم يجرون بحوثا معرفية لفهم الإسلام.
موقف اليمن أرضاً وقيادة وشعباً من القضية الفلسطينية وما يحصل في غزة اليوم هو ما جعل الصهاينة والغرب يستهدفون اليمن قبل تسع سنوات تقريباً مستخدمين أدواتهم، خوفاً من المشروع الثوري الذي استنهض الشعب ويبني اليمن بلداً حراً بسيادة وطنية لا تخضع للوصاية الخارجية التي تحكمت بمصيره لعقود مضت.
هدنة الاحتلال
الهدنة المعلنة لأربعة أيام لا تسمن ولا تغني من جوع، كيان الاحتلال كان في أشد الحاجة لها أكثر من أهل العزة في ظل تواصل الضغوط الميدانية لأهالي الأسرى الصهاينة والقوى السياسية للاحتلال، إضافة لتوتر موقف رئيس حكومه العدو، فعملية تبادل الأسرى والإفراج عن دفعة من المستوطنين يمنح نتنياهو وحكومته مساحة وشوطا إضافيا لتهدئة الوضع الداخلي في الوسط الصهيوني.
من المعروف أن العدو لا يفي بأي وعود ولا يلتزم بعهود، وهناك العديد من الأسئلة تحتاج لإجابات: هل سيسحب العدو أسراه وبعدها يصعد؟ وهل سيستمر تدفق المساعدات الإغاثية ولا يتم توقيفها؟ أم سيعمل على عرقلة دخولها وممارسة المماطلة ولا تدخل كميات بالشكل الذي يلبي شيئا من احتياج أهل غزة؟ وهل يضمن الاتفاق دخول الدواء والوقود أم أن الشاحنات ستحمل المناديل ومشروبات البيبسي؟ لماذا لم يتم تحديد المساعدات بالطن لا بوسائل النقل (الشاحنات)؟ وهل سيتم إسعاف الحالات الحرجة من الجرحى إلى خارج غزة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الضحايا الذين استهدفهم الاحتلال؟ وهل صفقة الهدنة التي لا تتوافق مع حجم الكارثة في الميدان لحفظ ماء الوجه المهدور للدول التي خذلت غزة وأهلها طيلة العدوان وإلى اليوم؟!
وهل سيستمر العدو الصهيوني في جرائمه على غزة إذا افترضنا التزامه بأيام الهدنة الأربعة، وبعد أربعين يوماً جديدة سيتم التفاوض على هدنة أخرى لأربعة أيام، بمعنى أن ما تم هو هدنة لصالح الكيان، وهذه مجرد وجهة نظر شخصية، لتخفيف الحرج والضغوط الشعبية في أوروبا من تظاهرات وتفاعل الأحرار في أمريكا والغرب، أي أن الهدنة هي لامتصاص السخط المتنامي ضد الاحتلال الصهيوني وما يقوم به من جرائم، وقد سبق أن أشار الرئيس الأمريكي بايدن لهذه النقطة، لأول مرة تفقد ماكينة الكيان الهيمنة الإعلامية والانفراد بالسردية الماسونية والعجز عن السيطرة على واحدية الرواية وتنكشف الجرائم الصهيونية لشعوب العالم وهذه الحزئية تمثل مصدر قلق للكيان وسقوط صورته الزائفة التي رسخها لعقود مضت في ذهنية الشعوب.
هل حقق كيان الاحتلال بفقاعة الهدنة المعلنة، تحت تركيز الإعلام أنها إنسانية، القفز والخروج من مربع الإدانة الذي أحاط به طيلة الأيام الماضية على المستوى الدولي شعبياً، وهل هدنة الأربعة أيام كافية لانتشال ضحايا غزة الذين مازالوا تحت أنقاض وكوم الدمار؟ وما الذي أسقط تمنع الأمريكي والصهيوني من القبول بأي هدنة ووقف لإطلاق النار وكان يُقال إن وقف إطلاق النار سيمنح المقاومة الفرصة لترتيب صفوفها، لأن الهدنة احتياج إسعافي لترميم صورة الكيان في كل الملفات والاحتياجات؛ عسكرية وإعلامية وسياسية؟ الهدنة هي هروب من الإقرار بهزيمة الكيان الصهيوني وانتصار المقاومة.
بعث الله من في القبور
لا قوانين دولية ولا حريات ولا حقوق إنسان يُعنى بها الغرب عموماً وأمريكا والكيان الصهيوني خصوصاً، عقود تمضي وهذه القوانين الورقية لا تساوي حتى أوراق تواليت لديهم إلى أن تم احتجاز سفينة الكيان قبل أيام ليتم فتح الأرشيف وإخراج القانون البحري أو ما يخص المياه الدولية الذي في الأساس تمت صياغته وإقراره لتغطية وتأمين مصالح الصليبيين ومنحهم الحق في التحرك عبر المحيطات والوصول إلى شواطئ دول العالم المستهدف من قبل أساطيلهم بمسوغ قانوني، كما يُقال، من الدول العربية والإسلامية وأفريقيا وغيرها، من الذي يمتلك القدرات للتنقل بحراً بجيوشه ولديه الأساطيل العابرة للمحيطات والقادرة على التواجد في القارات؟ إنها دول الاستكبار وهذا قانونها الذي يرفع في وجوهنا اليوم لمصالحهم، ومع ذلك هذه القوانين ترفع كلها في وجه الدول الذي يريدون إذلالها والتدخل في شؤونها وهذا لا يخفى على أحد، كل هذه النصوص يجب إعادة صياغتها بما يواكب مصالحنا كدول وشعوب ترفض هيمنة الاستكبار وتدخلها في شؤوننا وسيادتنا وقرارنا.. أما السعودية والإمارات فلم يبق إلا أن تقولا "إن السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر".
* نقلا عن : لا ميديا