سلسلة روائع الأدب اليمني.. (19) الشهيد الشاعر محمد ملفي الرزامي .. إعداد حسن المرتضى
مجموعة من روائع الشاعرالشهيد محمد أحمد ملفي الرزامي
استشهد في الحرب الأولى 2004م
لبيك يا حيدر
1. ألا في حفاظِ الودِّ هل يَصْدُقُ الوَعْدُ
وهل لوفاءِ العهدِ في شَـرْعِهِمْ عَهْدُ
2. فجوزوا بنا نحو الربوعِ التي بها
منازلُ في الأحشاءِ في حشوها وَقْدُ
3. أبتْ منزلًا إلا الفؤادَ فَأُنْزِلَتْ
[سُوَيْداءَهُ] شوقًا يذوبُ له الجلدُ
4. سكنَّ بعظمى واختفين بخافقي
وفوق جبيني من معالمهمْ سدُّ( )
5. ملكتُ الهوى من غيرهمْ غير أنني
أسيرٌ لهمْ ما دمتُ في هذه أعدو
6. لهمْ كلُّ حبي والولاءُ وطاعةٌ
وصدقُ عطاءٍ حين تختلطُ الجرْدُ
7. فَمَنْ غَيرُهم أرجو النجاةَ بهم ومَنْ
فروضُ ولائي عندَ غيرهمُ رشْدُ
8. فَجُزْ بي على تلك الربوعِ فلي بها
ملاذٌ وأمنٌ والتجاءٌ ومُعْتَدُّ
9. وقَبِّلْ ثرى أرضِ الغَرِيِّ وبُلَّهَا
بدمعٍ [هَـمَـى هَتْـنًا] ففي أرضِها القصدُ
10. ومَرِّغْ بذاك التربِ جسمَك ناحــبًا
وسلِّمْ على تلك المراقدِ ثُمَّ اشْدُ
11. سلامٌ على نفسِ الرسولِ وصنوهِ
ووارثِه من بعدِه العلَمُ الفرْدُ
12. إمام الهدى الحامي لدين محمدٍ
وخير الورى من بعد طه فلا ندُّ
13. ومَنْ ذا يضاهي حيدرًا في مقاله
وناهيك عن أفعاله إنْ بدا الجدُّ
14. بكعبةَ مولودٌ وما كان قبله
وليدٌ بها [نِعْمَ الولادة و الوُلْدُ]
15. هو النائم الفادي إذا القوم جرَّدوا
عوالي المنايا نحو طه وقد جدّوا
16. مؤدي أمانات الرسول وسـرّه
وزوج ابنة المختار والذائد الجَلْدُ
17. وسائل ببدرٍ والرقابُ بسيفه
تطيرُ [وصار] الموتُ في السيفِ لا الحدُّ
18. ومَنْ ذا بأحدٍ كان سيفَ محمدٍ
وقد ولَّتِ الشجعانُ والكربُ ممتدُّ
19. فصوَّتَ في أفْقِ السماء مناديـًا
ألا لا فتى إلا عليٌّ هو الفردُ
20. ولا سيفَ إلا ذو الفَقَارِ فسيفُهُ
قطوعٌ [فلا] ينبو ولم يُثْلَمِ الحدُّ
21. إذا هزَّهُ خِلْتَ المنايا موَالـيًا
وفي زنده أمرٌ عليها ومرتدُّ
22. وما هزَّه إلا علي رأس كافرٍ
وما مدّه إلا ووارهمُ لحدُ
23. همامٌ بلا سيفٍ وقوة عزمه
بإيمانه بالله فهو له عبدُ
24. وفي غزوة الأحزاب مَنْ ذا لجمعهمْ
وفارسُهمْ نادى البرازَ أَلَا نِدُّ
25. تكممتِ الأفواه والرعبُ جاثمٌ
وصوتُ ابنِ ودٍّ في الفضاءِ ولا ردُّ
26. سوى حيدرٍ في القوم صاح أنا له
فأرسله طه وفي قلبه وجْدُ
27. لقد برز الإيمانُ للشـرك كلِّهِ
وأنصتتِ الدنيا وصلصلتِ الهندُ
28. وجلجلَ في أذنِ الزمانِ لحيدرٍ
صدى ضـربةٍ حتى القيامةِ تمتدُّ
29. فخرَّ ابنُ ودٍّ للترابِ ممرغـًا
وولتْ قريشٌ وابنُ صخرٍ بها يعدو
30. كأنَّ علـيًّا يجهلُ الموتَ [لو] ترى
شجاعته وهو العليمُ به الفردُ
31. ألم تأتِكمْ أخبارُ خيبرَ والتي
تقهقرَ عن أبوابها الصحبُ وارتدوا
32. فقال رسولُ الله إنيَ في غدٍ
سأعطي راياتي لفارسها فاغدوا
33. فأعطى علـيًّا فاعتلى رأس مرحبٍ
وألقى ببابٍ كَلَّ عنْ حملِه حَشْدُ
34. فدعني [لِقَوْلِ] الشعر في مدح حيدرٍ
ففيه يطيبُ الشعرُ والنثرُ والحمدُ
35. إذا شاعرٌ لم يبنِ ثلثي قصيدِه
بمدحِ عليٍّ فاته الشعرُ والمجدُ
36. ولا كان شعرٌ لم [يُزَيَّنْ] بحيدرٍ
ولا كان نثرٌ لم يكنْ منه يمتدُّ
37. نجيُّ رسولِ الله والدُ نسلِهِ
وحامي حماه والمناصـرُ والجلدُ
38. كفانيَ فخرٌ أنَّ مولايَ حيدرٌ
وحسبيَ مجدٌ مَنْ ولايتُه مجدُ
39. وليّ ومولى المؤمنين مُؤَمَّـرٌ
بِخُمٍّ بأمرِ الله جلَّ له الحمدُ
40. فلهفي وقد راموا به سَلْبَ حقِّهِ
ولهفيَ إذْ وَلَّوا سواه وما عدُّوا
41. تبايعها قومٌ كأنْ لم يكنْ بها
من الله نصٌّ والنبيّ ولا عهدُ
42. ولو لمْ يكنْ نصٌّ فأولى بعقدِها
عليٌّ وهلْ مثلُ ابْنِ طالب إنْ عدُّوا
43. أخو المصطفى قربـًا ونفـسًا وحامـيًا
وعلمًا وسبقًا كيف عنْ مثلِه صدّوا
44. مع الفضلِ والقرآنِ والحقِّ والهدى
يدورُ فأنَّى دارَ دارَ به الجدُّ
45. إذا لم يكنْ نصُّ الولاية واردًا
فكيفَ تلقّى نصّها آخرٌ فردُ
46. هل العقلُ يرضى أنَّ خيرَ مبلِّغٍ
سيتركُ هذا الأمرَ غوغاءَ.. لا يبدو
47. فصبرًا أميرَ المؤمنين ففي غدٍ
إلى الله ملقى الخلِّ والخصم (والندُّ)
48. وادهى الدواهي أنْ ينازِعَ أمرَكمْ
كمثلِ ابنِ هندٍ وَيْلَها وابنها هندُ
49. فما أسخفَ الدنيا إذا كان دُرُّها
يُقاسُ بحصباءِ الفيافي ويُعْتَدُّ
50. لقد هُزِلَتْ حتى بدا مِنْ هُزالِها
بأنَّ ابْنَ هندٍ صارَ للدينِ يُعْتَدُّ
51. إذا ما دعا للدينِ نسلُ أميةٍ
وقالوا لآلِ المصطفى دينُكم ضِدُّ
52. وأصبحَ حامي الدينِ مثلَ معاويٍ
ومثلُ عليٍّ ما له في الهدى رُشْدُ !
53. وآكلةُ الأكبادِ قالتْ لفاطمٍ:
لنا آيةُ التطهيرِ والقربُ والودُّ
54. وجاء يزيدٌ للحسينِ [ليهتدي]
وباهي زيادٌ: مَنْ كآبائنا ندُّ
55. فيا ربِّ عَجِّلْ بالقيامةِ أَوْ فَخُذْ
نفوسـًا [كأنَّ الموتَ – مِنْ شوقِها -]شهْدُ
56. ويا ليلةً للغدرِ بَيَّتَ أهلُها
على فَعْلَةٍ كادتْ لها السَّبْعُ تَنْقَدُّ
57. فللهِ ما اشقاكِ مِنْ ليلةٍ أتتْ
بأشقى الورى والخائنُ الغادرُ الوغدُ
58. فسلَّ حسامًا أثقلَ السمُّ حدَّهُ
وكانَ له في هامِ حيدرةٍ غِمْدُ
59. على هامةٍ أعلى الإلهُ مكانَها
فكان لها نورٌ وكان لها رفدُ
60. وخرَّ فخرَّ العلمُ والجودُ والتُّقَى
وطاحَ فطاحَ الركنُ للدينِ والعُمدُ
61. [لقد ناحَ] محرابُ الصلاةِ و[قَدْ بَكَتْ]
مساجدُها والسيفُ يبكيه والجردُ
62. و[تَنْدُبُ] ساحاتُ الجهادِ زعيمَها
وفارسَها هذا لَعَمري هو الفقدُ
63. وتنتحبُ الأفلاكُ مِنْ أجْلِ حيدرٍ
ووجهُ السما من أجل حيدرَ مسودُّ
64. وينتحبُ القرآنُ مَنْ ذا لِحَمْلِهِ
وصاحبُه أودى به الغدرُ والحقدُ
65. فشُلَّتْ يمينٌ لابنِ ملجمَ صوَّبتْ
حسامَ المنايا [فارتـمـى] الدينُ ينهدُّ
66. فيا سيدي تبكيكَ كلُّ فضيلةٍ
ويبكي عليك العدلُ والعزمُ والزهدُ
67. ويبكيكَ أشياعٌ كرامٌ ومعشـرٌ
لهمْ حبُّكمْ يا آلَ ياسينَ مُعْتَدُّ
68. ويرجون في يومِ الزحامِ شفاعةً
تُنَالُ بها الأخرى ومن حوضكمْ وِردُ
69. ويا سيدي تبكيك أرضٌ سليبةٌ
ويبكيك قدسٌ تحتَ وَطْءِ العِدا عَبْدُ
70. ويبكيك في الأقصـى رجالٌ وفتيةٌ
تُذَبِّحُ إسـرائيلُ فيهمْ وتمتدُّ
71. عليهمْ بنى جيشُ اليهودِ حصونَهم
وساموهمُ قتلًا وعذَّبهمْ قردُ
72. فخيبرُ عادتْ يا عليُّ فَمَنْ لها ؟!
سواكَ وهذي العُرْبُ من خيبرٍ تعدو
73. أَلَا سوأةً للعُرْبِ مِنْ يومِ جانبتْ
علـيًّا.. إلى أنْ عاثَ في أرضهمْ قردُ
74. فلا الحكم قد نالوا ولا النصـر حققوا
ولا سِلْمُهُمْ سِلْمٌ ولا حربُهُمْ قدُّ
75. فَعُدْ يا صدى الكرَّارِ إنَّا [لحيدرٍ
ظِماءٌ] طوانا الهمُّ والضيمُ والفقدُ
76. إليك تحنُّ المكرماتُ ويشتهي
عُلاك العُلا والكَرُّ والضَّـرْبُ والحدُّ
77. فَـعُدْ طهِّرِ الأقصـى ودمِّرْ حصونَهمْ
فأنتَ لها أهلٌ وغيرُك لا نعدو
78. سلامٌ وتسليمٌ وروحٌ وراحةٌ
لروحِك موصولاً به دائـمًا نشدو
79. رفعناهُ من أرضِ اليمانين شيعةً
إلى أنْ يضمَّ الضلْعَ في ضِلْعِهِ اللحدُ
80. ومِنْ صَعْدَةَ الهادي إليكَ يَزُفُّها
فَتىً مِنْ بَنِي هَمْدَانَ ما عَنْكُمُ يَعْدُو
81. لَهُ شَـرَفٌ أنَّ الذي مِنْ جُدُودِهِ
سُعِيدُ بْنُ قَيسٍ والذي قَبْلَهُ سَعْدُ
|
82. شَـرِبْنا بِهِمْ حُبَّ الوَصِـيِّ وِراثَةً
وَحُبُّ عليٍّ خَيْرُ ما يَرِثُ العَبْدُ
83. لقدْ أَرْضَعُونا حُبَّهُ فارْتَـوَتْ بِهِ
ضَمائِرُنا وَاللَّحْمُ وَالعَظْمُ والِجلْدُ
* * *
لِـمَ لا أهيمُ إلى ولاك ؟
مهداه إلى الإمام علي ( عليه السلام ) -20رمضان، و 18 من ذي الحجة 1423هـ
1. لِـمَ لا أهيمُ إلى ولاك وأولعُ
وأذيبُ فيك حشاشتي وأقطِّعُ
2. وأظل مملوكـًا لديك وتابعـًا
وأعبُّ من بحر الجلال وأترعُ
3. لم لا وأنت من المعالم عالمٌ
أكوانه عن ذي العوالم أوسعُ
4. فبك الهدى وبك النجا وبك الرجا
والأمنُ والـسـر الذي يُستودعُ
5. العدلُ يحجمُ عن تقـصـي كلِّهِ
إذ فيه أسـرارُ النبيِّ تجمَّعُ
6. فهو الوصـي هو النجيُّ هو الذي
نفسُ الرسولِ لنفسِه تستودعُ
7. هو صفوةُ الرحمنِ بعدَ نبيه
وهو الكتابُ الناطقُ المستنزعُ
8. وهو العليمُ الفردُ والكهفُ الذي
يستدفعون به المعاضل إن دُعوا
9. وهو الذي فاق الشجاعةَ باسُه
فبكلِّ هامٍ منه حدٌّ قاطعُ
10. وهو الرحيمُ على الضعيفِ بعطفِه
حتى يهمَّ به الخصومُ ويطمعُ
11. وهو الذي ملأ البرايا ذكرُه
ذكرًا يفيضُ عن المشيم فيونعُ
12. ذكرًا تـخـرُّ له الجبالُ تواضعًا
وتميدُ عندَ جلاله وتَصَدَّعُ
13. ظهرت فضائله وكم عمل العدا
في طمسها فَرَبَتْ على ما يصنعُ
14. مَنْ مثلُ حيدرَ في الرجالِ تكاملًا
بعدَ النبيِّ ومَنْ سواه المرجعُ
15. [فالمرتـضى الكرارُ] أفضلُ قائمٍ
بعدَ الرسولِ وخيرُ مَنْ يُستشفعُ
16. وله الولاءُ على العبادِ [و]حجةٌ
عظمى وأمرٌ للبريةِ جامعُ
17. وبأنَّ مَنْ يرضى سواه مخالفٌ
لله والنصِّ الجليِّ الأنفعُ
18. يا سيدي أنا من رفعتُ ودادَكم
وعلى ولائكمُ أموتُ وأجمعُ
19. تعـسًا لعبدٍ لم يفز ْبولائِكم
إذ فيه نبعٌ للحياةِ ومرتعُ
20. وبهِ تعودُ إلى العقولِ عوازبٌ
إنْ لم تحزْهُ [فما] سواه تضيِّعُ
21. هذي حياتك [مكرماتٌّ] كلُّها
حُجَجٌ تُصَبُّ على العبادِ وتُـشـرعُ
22. في الكعبةِ الغراءِ مولدُ فجرِهِ
ما زال في كوفانَ [هَدْيًا] يصدعُ
23. في بَدْر في أُحُدٍ ترى في خندقٍ
سيفًا يذودُ ومهجةً تتوزعُ
24. يحمي شـريعةَ أحمدٍ بفؤادِهِ
ليصابَ كي تبقى الشـريعةُ تونعُ
25. نزلًا بخيبر واسألوا أخبارها
مَنْ هَدَّ بابَ الحصنِ أم من يقلعُ
26. رجعت رجال بالهزيمةِ بعد أن
عَجَزُوا عن الحصنِِ الكبير وأُفزعوا
27. أعطاهمُ طه اللواءَ ليفتحوا
تلك الحصونَ الشامخاتِ ويقلعوا
28. رجعوا برايةِ أحمدٍ مهزومةً
شـرفٌ لهم لو أنهم لم يرجعوا
29. إما [لنيل] الفتح من أعدائهم
أو أن يموتوا علَّ موتـًا يشفعُ
30. إني سأعطي رايتي رجلًا له
حبٌّ من الرحمن لا يتراجعُ
31. فدعا الرسول أخاه قيل بأنه
يشكو [سقامًا أرمدٌ يتوجعُ]
32. [نَفَثَ] النبيُّ الريقَ داخلَ عينِهِ
أعطاه رايتَه فهبَّ الأنزعُ
33. وطوى الحصونَ ومرحـبًا في ليلةٍ
والبـشـر عادَ لوجهِ أحمدَ يسطعُ
34. عَجَزُوا فَلِم لا في السقيفِ تطاولوا
وتناوشوا في أخذها وتدافعوا
35. وعلى مسامع كل شخصٍ منهمُ
صوتُ النبيِّ بيومِ خُمٍّ يقرعُ
36. مَنْ كُنتُ مولاه فإنَّ وليَّه
هو ذا يشيرُ إلى [الوصيِّ] ويرفعُ
37. قالوا بلى وأقولُ هذي بيعةٌ
تَـمَّـتْ ولكنَّ الرجالَ تبايعوا
38. باعوا هُداهم بالهوى وتبايعوا
من كان يهرب في الحروب ويجزعوا
39. تركوا مَن اختار الإلهُ وبايعوا
مَنْ كان يهربُ في الحروبِ ويجزعُ
40. لله مَنْ كان المزكِّي منهمُ
أَعَدِيُّهُمْ أمْ تَيْمُ كان الراكعُ
41. مِنْ يومِها جَرَتِ المصائبُ والأذى
جَرْيـًا على آلِ الرسولِ تقطعُ
42. كلُّ المصائبِ [ضِدَّ] آلِ محمدٍ
كانت نتاجـًا [للسقيفة تُشـرعُ]
43. تيمٌ عديٌّ ثُمَّ بعدُ أميَّةٌ
[منعوا علـيًّا إرثَه بل ضَيَّعُوا]
44. لولاهمُ ما كان يحكمُ في الورى
مثلُ ابنِ هندٍ واليزيدُ [الأفظعُ]
45. فبهم على الطلقاء حتى مُكِّنُوا
من قتل أولاد النبي وشنَّعوا
46. هذي فلول العرْبِ تُعْرِضُ جهرةً
عن ذلك التاريخ فيه وتتبعُ
47. هُزِمُوا وتَلُّ أبيبَ حصنٌ شامخٌ
يعلوا على هاماتنا ويُقطِّعُ
48. الساحُ خالٍ من خيالِ محاربٍ
آلُ السقيفةِ كلُّهم متراجعُ
49. قاداتُنا إنْ هدَّدوا أو أوعدوا
وبنوا الجيوشَ على العدوِّ ووزعوا
50. قال العدو مقالةً عربيةً:
(أبشـر بطولِ سلامةٍ يا مِرْبَعُ)
51. الثائرون إلى [الحضيض] جهادُهم
أخذُ الجهودِ وهمُّهم مستمتَعُ
52. الزاحفون على البطونِ ليفتحوا
حرم البلاد على العدو ويوسعوا
53. الآخذون حقوقنا لعدوِّنا
الضاغطون على الشعوب ليركعوا( )
54. الغاضبون إذا تأذى شعبهم
اللاهفون ليرضى عنهم طامعُ
55. القامعون لكل حرٍّ فاضلٍ
القابعون على الخنا والـخُـنَّـعُ
56. الحامدون لفضل أمريكا وما
حمدوا سواها خاضعون وخشعُ
57. اللاعقون حذاءَ (بوشَ) تذللًا
حتى يكادَ حذاؤه يتقطَّعُ
58. الخائفون هديرَ شارونَ الذي
ما كان لولا خوفُهم يتشجَّعُ
59. البائعون لقدسنا ولأرضنا
فالدينُ في أنحا العروبة بلقعُ
60. عُدْ يا عليُّ فلستُ أرضى عيشةً
إن لم تكن فيها الوليّ المرجعُ
61. الآخذُ الحق السليب وخيرُ مَنْ
هزمَ العدا والقائدُ المترفِّعُ
62. عُدْ كي تديرَ بذي الفَقار مراحـبًا
وتكونَ للإسلامِ حصنًا يمنعُ
63. (أمريك) ( ) ما تعني لقوة قاهر
إن كنت تؤمن بالإله وتخضعُ
64. (أمريك) وهمٌ لو توثَّقَ حبُّنا
لله لكنَّ النفوسَ تَضعضعُ
65. (أمريك) أجبنُ أن تورِّقَ نومَنا
لو لم نحنْ دينَ الإلهِ ونخدعُ
66. قسمًا لو انَّ المسلمين تمسكوا
بالذكر والآل الكرام لأوضعوا
67. بوشـًا بأمريكاه تحتَ حذائهم
بل لم يكن بين اليهود مقارعُ
* * *
في محراب الوصي
عيد الغدير السعيد 1421هـ
1. كم ذا التمني والمنى أحلامُ
وجميل ظنك في الهوى أوهامُ
2. كم للهوى من مدنفٍ ومعذبٍ
غدرت به الأحلام والأيامُ
3. لا اليأس أقنعه بجرم نوالهم
ووصالهم قالوا عليه حرامُ
4. خذ ما استطعت من الزمان فما له
أمنٌ وحاذرْ فالهوى إيهامُ
5. لله كم أسبى وكم ألهى وكم
أفنى وكم في قيده ضـرغامُ
6. فدعي التدللَ أقـصـري يا هذه
إن النفيس يحوطه [الإسلامُ]
7. وخذي بعيدًا عن مضاربنا فما
عندي لممشوق القوام قوامُ
8. قالت: تكابر في الهوى إن الهوى
فضح المحبَّ و[فاضت الأقلامُ]
9. قلت: الهوى في أعظمي وبأضلعي
لسواك والحب القديم هيامُ
10. قالت: أراك متيَّـمًا في حبه
قلت: الحياة بدونه إظلامُ
11. قالت: فأنَّى قد بلغت بحبه؟
قلت: العدول لمن سواه حرامُ
12. قالت: لعل تباطؤًا في فضله
قلت: المعالي في يديه زمامُ
13. قالت: لقد غرْنا وأوغر صدرنا
قلت: الغيارى غيركم كم راموا
14. قالت: فبعض من مودتكم له
قلت: الوفاء على الكرام لزامُ
15. قالت: أراك لغيره لا تنثني
قلت: اي وربي لو [تطيرُ الهامُ]
16. قالت: فَصِفْه لنا فقلت: هو الذي
قد أُجهدت في وصفه الأقلامُ
17. هذا الذي خضع الزمان لفضله
وأناخ تحت ركابه الإقدامُ
18. و[تعلمت منه] الشجاعة [وارتوت]
إذ منه منبتها وفيه تقامُ
19. الفارس الكرار والسيف الذي
ما فرَّ قطُّ ولو غشاه لئامُ
20. والضارب الأقران عند نزاله
ضـربـًا تشيب لهوله الأحلامُ
21. [أسدٌ يدك] الظالمين ووالدٌ
للبائسين [براحتيه] قوامُ
22. والمعطي الإفطار عندَ صيامه
والفارس الكرار والصوَّامُ
23. قالت: لقد غاليت في أوصافه
فالمكرمات على العبيد قسامُ
24. قلت: الـمُـغـالي من يقولُ ويدَّعي
مِنْ غيرِ برهانٍ له قوّامُ
25. كل الصفات العاليات لوصفه
وصفٌ وعن إنصافه إحجامُ
26. قالت: أبن فلقد أثرتَ حفيظتي
مَنْ ذا يكونُ الفارس الصوامُ
27. قلت: الذي يفدي الرسول بنفسه
ويبيت تحت ردائه وينامُ
28. وقريش تستل السيوف صوارمًا
ولقتل طه [أجمع الحُكَّامُ]
29. قالت: أمفردة الفضائل هذه
قلت: الفضائل ما لهن ختامُ
30. من ذا سواه قريش ألقى جمعهم
نحو ( القليب ) ومن سواه حسامُ
31. في بدرٍ ابتدرَ الرؤوس كأنها
بِدَرُ الدراهم [في الدماء تُسامُ]
32. وعلى سما أُحُدٍ تفرَّع مجده
[إذ لاح] مِنْ حَدِّ الفَقارِ ضـرامُ
33. هذى الكتيبة [حين جلَّى شـرها]
عن وجه طه والفضاءُ حِمامُ
34. في حين ولى الآخرون وقهقروا
تركوا الرسولَ تحوطه [الأقزامُ]
35. مَنْ ذا لِعَمْرٍ والنفوسُ رواجفٌ
والخوف بادٍ والنفوسُ [تُرَامُ]
36. إلاه أسدى لابن ودٍّ ضـربةً
شماء من كفٍّ [لها إسهامُ]
37. فتفتحت من بعدها أم القرى
فتـحًا هوتْ من هوله الأصنامُ
38. هذا ابنُ عمِّ محمدٍ ونجيُّهُ
زوج البتول الفارس الضـرغـامُ
39. نفس الرسول وصنوه وصفيُّه
مَنْ نسله نسلُ الرسولِ يُقامُ
40. هذا الذي أصفيته بعد النبي
حبي فهل في حبه سأُلامُ
41. هذا عليُّ إذا ذكرتُ حروفَه
هتفتْ به الأكوانُ والأجرامُ
42. وتمايلت شم الجبال لشأوه
وتضوَّعت من عطره الأنسامُ
43. قالت: أجدتَ ولو عدوتَ لغيره
فيما وصفت لنالك الإحجامُ
44. مَنْ لامَ مَنْ يَهَبُ الوصـي ولاءَه
خـسـر [النجاةَ] وحاله إظلامُ
45. قلت: الهوى صعبٌ إذا ركبَ الفتى
والحقدُ داءٌ معضلٌ وسقامُ
46. نالوا حقوق أخي النبي ونصّبوا
غيرَ الوصـيِّ وما سواه إمامُ
47. [ما زال ] مِنْ طه كهارونٍ له
حقُّ الخلافةِ شـرعةٌ ولِزامُ
48. أو لم يكن خلفٌ لموسـى صنوُه
في قومه فاستضعفوه وضاموا
49. وكذاك حيدر جردوه وطوَّقوا
بالأمر قومًا آخرين فقاموا
50. هضموا الوصـي تراثه وحقوقَه
وتداولوها دونه وتراموا
51. أعلمت ما فعلَ الزمانُ بحيدرٍ
قالت : وهل مثل الوصـي يُضامُ
52. قلتُ: استباحوا حقَّه وهو الذي
كُسـرتْ بقائم سيفِه الأصنامُ
53. ولورثِ فاطمةَ استباحوا ورثها
وتقول ورثي والدموع سِجامُ
54. لكنها لم تُعْطَ بعضَ حقوقِها
مكلومةً والجرح لا يَلْتامُ
55. ما كان أقساهمْ وبنتُ محمدٍ
ترجو العدالةَ منهمُ فتعاموا
56. قد كان أجدر منهم أن ينصفوا
أو أن تراعى منهمُ الأرحامُ
57. صعدت إلى الباري وصوتُ ضميرِها
يبكي دمـًا ويقولُ والأيامُ
58. صُبَّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنها
صُبَّتْ على الأيامِ [عَمَّ] ظلامُ
59. مَنْ ذا تلذُّ له الحياةُ وفاطمٌ
خصمٌ له والحاكمُ العلَّامُ
60. هذى المآسـي مِنْ عميقِ تراثنا
بعضٌ وفي تاريخنا الإلمامُ
61. قالت وقد غلبَ البكاءُ حديثَها:
أَتُضامُ سيدةُ النسا أَتُضامُ
62. وبأيِّ وجهٍ [يلتقون محمدًا]
وهمُ لفلذةِ كبدِه قد ساموا
63. قلت: العبادُ إلى الخبير وحسبهم
عدلُ الخبيرِ وعندَه الأحكامُ
64. قالت: فزدني عن [ وصيٍّ] ذكره
يجلي الهموم [لنا وهنٍَّ] جِسامُ
65. قلت : ان نسيت فلا نسيت مواقـفًا
فيها لتنصيب الوصـي مقامُ
66. فاصدع بحادثة الغدير ولايةً
[للمرتـضـى] شهدتْ بها الأقوامُ
67. وقف النبيُّ وقد دعا مَنْ أسـرعوا
نحو الديار فذاك شأنٌ هامُ
68. واستُوقف الباقون كي لا يذهبوا
والشمسُ تلهبُ والعبادُ قيامُ
69. ما كان للتأجيلِ أدنى محملٍ
في الأمرِ إذ تبليغهُ إلزامُ
ُ
70. فالله يختارُ الأمورَ بحكمه
ولغاية سبحانه العلَّامُ
71. وتكدَّستْ تلك الجموعُ وفكرُها
يغلي وما لفضولها إلجامُ
72. ماذا هناك ؟ أغزوةٌ أم غارةٌ ؟
أم [جاء يغزو أرضنا الأقوامُ]
73. وأتى الجواب من النبيِّ فأرهفوا
سمعًا كأنَّ على الرؤوس حمامُ
74. فبنى من الأقتاب أعلى منبرٍ
ليُرى جلـيًّا مَنْ عليه يُقَامُ
75. ولكي يشاهدَ كلُّ فردٍ فيهمُ
مَنْ يرتقيه وينتهي الإيهامُ
76. وعلى ذراه محمدٌ ووصيُّه
صعدا [بِخُمٍّ] والجموعُ زحامُ
77. فنعى الرسولُ إلى الجموعِ حياتَه
إنَّ الحياةَ بدايةٌ وختامُ
78. فتفجَّرتْ أحزانُهم وعيونُهم
عبرى وشبَّتْ فيهمُ الآلامُ
79. ويقول وهو بزندِ حيدرَ رافعٌ
والكلُّ يسمعُ والكلامُ حرامُ
80. مَنْ كنتُ مولاه فهذا حيدرٌ
مولىً له نعمُ الوليُّ إمامُ
81. علموا بها علمَ اليقين وبخبخوا
الله كيفَ عن الغدير تعاموا
82. أعلمْت أمرًا شأنُه هذا [غدا]
[رَهْنَ الخفاءِ] فما له إعلامُ
83. قالت : عجبتُ وفي الزمانِ عجائبٌ
ضاعت لهول حدوثها الأحلامُ
84. أيشكُّ في نصِّ الغديرِ وحشده الـ
آلاف قد علمت به [الأقوامُ]
85. ويُقَرُّ أفرادٌ رووا تحريمَهمْ
ورثَ البتولِ ويُهْضَمُ الأيتامُ
86. قلت: انها الدنيا وعندَ الله ما
يشفي الغليلَ وعندَه الإنعامُ
* * *
مع الكرار
في عيد الغدير17 من ذي الحجة 1420هـ - 22/3/2000م
( 1 )
لا تسأليني أينَ أصدافُ المحارْ؟
[ لا تسأليني ] أينَ لؤلؤةُ المدارْ ؟
لا تسأليني عن سفارْ.
لا تسأليني عن هوى حوريَّةٍ
سكنتْ بأعماقِ البحارْ.
لا تسأليني عن قتيلٍ
ذابَ في عَيْنَي ( بُثَينةَ ) أو ( نَوَارْ ).
أو مُنْتَشٍ لعبتْ به الصهباءُ
من كأسٍ يُدارْ.
أو ممتطٍ للثأرِ صهوةَ خيلهِ
مِنْ أجلِ قافيةٍ تُثارْ.
أو هائمٍ للسلبِ يقبعُ في الوكورِ وفي القفارْ.
أو مستلذٍّ نشوةً خرقاءَ تُدعى الانتصارْ.
من بعد قتْلِ بني العمومةِ
بعد ما نهبَ الديارَ
وبعدما خفر الجوارْ.
زمنٌ معاليه انكسارٌ
كلُّ رفعتِه انحدارْ.
وكل وحدته انشطارْ.
وكل عزته انتحارْ.
ولتسأليني [ يا ابْنَتي ] :
عن مفردات الانتصار الحرِّ !
عن صبح النهارْ.
فلقد أطلَّ الصبحُ مبتهجًا على كل الديارْ.
من جوف غارْ.
ليصيحَ كلُّ الكونِ يا مرحى
فقد طلع النهارْ.
وضح النهارُ وزالَ ليلُ الاجترارْ.
مذْ جاءَ فجرُ نبوَّةِ المختارِ
يدعمه بمالِ خديجةٍ
ويذودُ عنه بذي الفَقارْ.
ومضى النهارُ
محمدٌ فيه المنيرُ على المدارْ.
و[المرتضى الكرَّارُ] صنو المصطفى فيه المنارْ.
لا غروَ أنهما المسارْ.
إذ لا خيارَ ولا اختيارْ.
إذ لا خيارَ ولا اختيارْ.
( 2 )
هذى البداية للكبيرْ.
وهجٌ منيرْ.
من جوفِ غارِ حراءَ يُعلنُ للمسيرْ.
للدعوةِ الغراءِ للإسلامِ
للحقِّ المنيرْ.
بالسلمِ أو نفخِ النفيرْ.
حقًّا وكان محمدٌ للعالمين هو البشيرْ.
واستكمل الصبح المسيرْ.
واستكمل الأمر النذيرْ.
فدعا الأميرُ جنودَه أتْباعَهُ
إذْ قامَ في الحشدِ الغفيرِ
لِيعلنَ الأمرَ الأخيرْ:
إني أرى أني اقتربْتُ إلى المسيرْ.
فكما أنا فيكم من الله الأميرْ.
[هذا عليٌّ يا أولي الألبابِ] من بعدي الوزيرْ.
فاشهدْ عليهم يا خبيرْ.
وهج الشـروق على حِرَا
وجلالُ غيبتِه على يومِ الغديرْ.
( 3 )
أسفاهُ يا يومَ السقيفةِ
كيف حوَّلْتِ القضيهْ ؟!
ورنينُ أصداءِ الغديرِ تدقُّ في أذنيكِ !!
تصـرخُ في الألوفِ من البريهْ.
هذا [ الوصـيُّ ] إمامكم هذا وصيهْ.
أَوَلم يكنْ درعًا لكم في خوضِ معتركِ المنيهْ ؟!
مذ نام فوقَ فراشِ أحمدَ ليلةَ الغدرِ الوبيهْ.
في بدر في أُحُدٍ
وقد هربَ الكثيرُ بلا رويَّهْ.
وهو الذي يطوي الرقابَ
على نصالِ المشـرفيَّهْ.
أولم يكن في غزوةِ الأحزابِ
مفتي العامريهْ؟!
من بعدِ أنْ جَبُنَ الشجاعُ
وضَيَّعَ القوس الرميَّهْ.
أَوَلم يكنْ في خيبرٍ سـر الإلهِ
وصيحةَ المختار واليمنى القويَّهْ.
والفارسُ الكرارُ ينزعُ بابَ خيبرَ
بالذراعِ الحيدريَّهْ.
من بعدِ أنْ رجعَ الكبارُ عن الحصونْ.
والقهرُ بادٍ في العيونِ
وفي الجباهِ اليعربيهْ.
أولم يكن يتلو [الـ] ـبراءةَ
في قريشَ وكلُّهم قدْ نالهم
من سيفِهِ كلُّ الأذيةِ والبليهْ.
أولم يكن يومَ الغديرِ هو الأميرُ
وكان ربانَ القضيهْ.
أسفاه يا يوم السقيفةِ
كيف حولْتِ القضيهْ ؟!
( 4)
يا أيها الجمل المجد بسيره نحو الإمام
ارجعْ بحملك يا جملْ.
وإلى الوراءِ خُذِ الزِّمام
يا رافعي قمصان يوسفَ
والدموعُ على المقلْ.
كفو عن الخلق الخصام
وخذوا الجملْ..
رُدُّوا الجملْ !!
من قبلِ إفلاتِ الزمامِ
وقبل إفسادِ العملْ.
وقبل تفتيت القللْ.
فأمامَكم حقٌّ وعدلٌ لا ينامُ ولا يسامْ.
وأمامَكم موتٌ زؤامٌ
[سال] من حدِّ الأسلْ.
لكنها الأغراضُ يا لله كم أعيتْ مناداة السلامْ..
وإلى أبى الحسن الهمامْ..
زَحَفَ الجملْ.
عُدْ يا جملْ.
خرسَ الكلامْ.
وتصافحتْ بيضٌ وهامْ.
واجتُثَّتِ الأرواحُ في الأمرِ الجللْ.
سَقَطَ الجملْ.
وتفرقوا من حوله فزعًا كأسـراب النعامْ.
صبرًا أبا حسنٍ لو انَّ الجرحَ دامْ.
أنتَ الذي تتحمَّلُ الأعباءَ من عهدِ الطَّفَلْ( )
صبرًا أبا حسنٍ عليك آلافُ السلامْ.
( 5 )
يا شامُ قدْ اسكنْتَ في أحضانِكَ الجهلَ الذريعْ.
جيشًا يقودُ زمامَه الفاني الصـريعْ.
الحيَّةُ الرقطاءُ والذئبُ الذي نَـهَـشَ القطيع
يا شامُ رُدِّيهم وعودي بالقطيعْ..
لكنها الأموالُ...
كم للمالِ من جيشٍ صـريعْ.
لَـمَـعَـتْ دنانيرُ الذهبْ.
والجيشُ من خلفِ البريقِ قدِ انسكبْ.
جيشًا مطيعْ.
وعلى ثَرَى صِفِّينَ أوقدتِ الحَطَبْ.
ووقودُها الهاماتُ خَطْفُ الروحِ نَزْعٌ للرَّقَبْ.
من جيشِ كوفانَ المنيعِ
يقودُه من كانَ يجلو عن رسولِ الله آلافَ الكُرَبْ.
يا شامُ مهلًا لا طريقَ إلى موازنةِ الرُّتَبْ.
أَيُقاسُ بينَ الكوثرِ الدَّفَّاقِ
والـمُـهْـلِ الضـريعْ ؟!
هذا ابنُ هندٍ وابنُ نابغةِ الطَّرَبْ..
مسخانِ للشيطانِ
خبثٌ
[ صاغه الأرجاس ]
من نارِ اللهبْ.
سُمٌّ مريعْ.
أَيُقاسُ بالدرِّ الحجرْ ؟!
ما أسخفَ الدنيا ! وما أعتى البشـر !
و[يظلُّ] حلمُ اللهِ من فوقِ الجميعْ.
( 6 )
يا سيدي ما حالُنا بأقلَّ مما قد لَقِيتَ
مِنَ الخَوَارِجْ.
والناكثين بنكثهم والقاسطينْ.
والمبتغي مِنْ دينِه ذَهَـبًا ومالا.
[بل] نحن مليارٌ.. ولا نعطي النتائجْ.
صفرٌ بناحيةِ الشمالْ.
وهزيمةٌ في كلِّ حالْ.
وتَـمَـزُّقٌ كلٌّ له ضادٌ ودالْ.
مثل النجومِ ومثلنا عددًا
تعددتِ المناهجْ.
أعدادُ[ نا في الأرضِ ] هائلةٌ
نَعَمْ
لكنْ كمزرعةِ الدجاجْ.
غوغاءُ ينقرُ بعضُنا بعـضًا
وقد طفئ السـراجْ.
والغرْبُ جزارٌ يُذَبِّحُ كلَّ خارجْ
عَنْ شـرعِهِ المأفونِ.. [ يأبى ] الاحتجاجْ.
نفطٌ مُسَالْ !
جيشٌ سواعدُهم كأعناقِ الجمالْ !
وعتادُهم مِلْءُ الصحاري والجبالْ.
لكنَّ قدسَهُمُ [ يدَنِّسُهُ جنودُ الاحتلالْ]
لكنَّ طفلَهُمُ يموتُ بلا علاجْ.
سَخِرَ الزمانُ رثتْ لحالتنا المهانهْ.
وبكى السنانُ وشُيِّعَتْ فينا الأمانهْ.
والجاهلية وَلْوَلَتْ فَزْعَى
وتستجدى الأمانْ !
إذْ لم تبعْ عِرْضـًا لها
بزجاجتينِ بجوفِ حانهْ.
إذْ لم [ تَجدْ ] فرسانَها يومـًا تُقَبِّلُ للعدوِّ
يَدَيْهِ تستجدي حنانَهْ.
وتَـخِـرُّ راكعةً مُهانَهْ.
وهو الذي يسبي العذارى والكواعبَ
في امتهانْ.
كلَّا فللعربيِّ - إنْ فقدَ [الهدى] -
دمُهُ ونخوتُه وغيرتُه مُصانهْ !!
ويحومُ كالأسدِ الجريحِ على الخباءِ
ينطُّ في يده السنان
لم يثنِهِ موتٌ ولا عطفٌ
( لِسُعْدَى ) أو ( جُمانَهْ ).
ويلاهُ أينَ تُرَى سيرمينا الزمان ؟!
لَعِبَ العدوُّ بِنا ونحنُ ما زلنا نُغَنِّي
( ليلَ دانْ ) !!
رَقْصٌ ودانهْ !!
أَمِنَ العدوُّ لِأَننا خنَّا الأمانْ.
أَوَليسَ مَنْ قدْ ضيَّعَ الإسلامَ مِنْ أهلِ الخيانهْ ؟!
أَوَليسَ مَنْ أعطى اليهودَ الأرضَ مِنْ أهلِ الخيانهْ ؟!
أَوَليسَ مَنْ شادَ الحصونَ وبابَ خيبرَ مرةً أخرى – جبانْ ؟!
أَوَليسَ مَنْ أهلِ الخيانةِ و[هو للأعداءِ] قدْ أرخى عِنانَهْ ؟!
**
يا سيدي [فـ]ـالحصنُ عادَ مرصَّـعًا بالموتِ
من كل الجوانبْ.
نحنُ البُناةُ له
ولا نخشـى النوائبْ.
شجعانُ تُفْزِعُنا ( العناكبْ ).
يا سيدي وإذا بَرَيْتَ لمرحبٍ رأسـًا
يبينُ عنِ الـمَـنـاكـبْ.
فلقدْ أعدْنا نحنُ آلافَ ( المراحبْ ).
ويلاهُ يا مولايَ
يا مفني الكتائبْ..
ما كلُّ ما صـرنا إليه من النوائبِ والمصائبْ.
إلَّا لأنا قد دَفَنَّا ذا الفَقارِ
ألمْ تَرَوْهُ اليومَ غائبْ ؟!
عُدْ ذا الفَقارِ
فأنتَ بالرحمنِ
منصورٌ وغالبْ.
عُدْ كي تديرَ عليه هاماتِ ( ابنِ وُدٍّ )
( والمراحبْ ).
فلقد أضـرَّ بنا الزمانُ
وجفَّ في آفاقِنا طيفُ المحاربْ !
* * *
يوم الولاية
1. الحقُّ عادَ وجيشُ الحقِّ جرَّارُ
فَمِنْ هنا جاءَ مقدادٌ وعمارُ
2. ومن هنا دعوةُ الإسلامِ قد غلبتْ
وقامَ من يثربَ الغراءِ أنصارُ
3. ومن هنا شـرعةُ المختارِ قد عُرِفَتْ
يحمي حِماها بيوم الرَّوعِ أطهارُ
4. هنا سيوفُ عليٍّ صلصلتْ وحمتْ
شـرعَ الإلهِ فولَّتْ عنه كفارُ
5. هنا عليٌّ فَقِفْ فالكونُ قد خَشَعَتْ
أفلاكُهُ وتكادُ الأرضُ تنهار
6. هذا عليٌّ أميرُ المؤمنين ولي
أعلنْ ولايته العظمى فقد جاروا
7. إذْ قيل بدعًا بأن نحيي ولايتَه
وأنْ نشيدَ بـ [ـما المختار يختارُ]
8. بَلِّغْ وإلا فما بَلَّغْتَ شـرعَتَهُ
والعاصمُ اللهُ إنَّ اللهَ قهَّارُ
9. في كلِّ قلبٍ غديرُ الُخمِّ قد نُقِشَتْ
حروفُهُ وعلى الشـريانِ كرّارُ
10. وفي الدماءِ مَزَجْنا حُبَّ عترتِه
تجري ولاءً وعرقُ القلب فوَّارُ
11. أَحْيَوْا تراثـًا دخيلًا لا أساسَ له
أعيادُ غربٍ بهم تحيا وإشعارُ
12. إنَّا لنحيي حياةَ الدينِ فانتبهوا
وراجعوا فكرَكمْ يا قوم واختاروا
13. هذان دربان دربٌ قدْ أضـرَّ بكم
خمسين عامـًا ولم [تُوقَدْ] لكم نارُ
14. خمسين عامـًا وإسـرائيلُ تحكمكمْ
غصبًا وأنتم بهذا الدربِ فُرَّارُ
15. جربتموه فحيدوا عنه و[التمسوا]
دربـًا هو الحقُّ وهو النصـرُ والثارُ
16. دربـًا عليه لواءُ المصطفى خفقتْ
أعلامُهُ وعليه اليومَ كرَّارُ
17. يحبه الله [ يُنهي ] حصن خيبرهم
والباب يقلعه عنهم لينهاروا
18. لن تدركوا النصـرَ إلا تحتَ رايتِه
ألم تعدْ قبلُ راياتٌ وأحبارُ؟
19. هذا الغديرُ فحيوا اليومَ مقدمَهُ
سيروا عليه كما آباؤنا ساروا
20. يا سيدي في غديرِ الخمِّ عِزَّتُنا
[إن كان] للعرْبِ أسماعٌ وأبصارُ
21. السابقون تعدَّوا في سقيفتِهمْ
والآخرون على أسلافِهم [ساروا]
22. وهذه اليومَ إسـرائيلُ [تطلبُهمْ]
إلى البِرازِ وهم عن صدِّها حاروا
23. أللبرازِ فما فيهم أبو حسنٍ
أم للخضوع فهل ترضاه [ أحرارُ ] ؟
24. هذا اليهوديُّ في أوطاننا ملكٌ
والمسلمُ اليومَ في أملاكِه جارُ
25. يناشدُ السلمَ مِنْ قَتَّالِ إخوتِهِ
أين السلامُ وهم بالأهلِ [ قد جاروا]
26. ترجو السلامَ بمدِّ الكفِّ نَحْوَهُمُ
ويلاهُ كيفَ وهمْ للقتلِ أوكارُ
27. يستنجدون بأمريكا إذا قُصِفوا
هل غير أمريكا في صهيون أبرارُ
28. أيدي الضـراعةِ مدُّوها مسبِّحةً
[حمدًا وذكرًا لأمريكا التي اختاروا]
29 يخشون صـرخةَ (لا) في وجهِها جَزَعـًا
فأمرُها واجبٌ والحكم إقرارُ
30. لكنَّ صوتَ عليٍّ سوفَ يُسْمِعُهُمْ
صوت البراءةِ صخَّابٌ وهدَّارُ
31. الله أكبرُ مِنْ كُلِّ الطغاةِ وإنْ
[عاثوا بمكرٍٍ ] فإنَّ اللهَ مَكَّارُ
32. الموتُ [نارٌ] لأمريكا [تزلزلها]
والموتُ [يغشـى] بني صهيونَ والعارُ
33. والنصـر للدين للإسلام موعدنا
بالنصـر مهما تغشـى الصبحَ أستارُ
34. لبيك يا طفلنا المقدام نرفعها
لبيك أنت [الذي في البأس نختارُ]
35. أنت الضياء وصبح العرْب في حلكٍ
من الظلام فلا نورٌ ولا نارُ
36. إني أعيذك أن تُغرى بهم فهمُ
رقُّ الرقيقِ وأنت الحر والثارُ
37. ماتت بهم قيم الانسان وانتحرتْ
أدنى الكرامة واستهواهم العارُ
38. قالوا عروبتنا تحمي محارمنا
وقدموها وهم بالعرب كفارُ
39. حتى الدماء التي تجري بجلدتهم
غربيةٌ نوعها في الروع إدبارُ
40. قلبت كل وجوه العذر علّ لهم
عذرًا وإن لم يكن في العرض أعذارُ
41. لكنَّ واقعَهم صاحت وقائعُه
لا عذر بالقوم إلا أنهم باروا
42. هذى البنوك شَكَتْ من فحشِ ثروتِهمْ
وأرضهم ذهبٌ فالقوم تجارُ
43. أما السلاح فحدِّثْ دونما حرجٍ
تطورٌ مذهلٌ نارٌ وأزرارُ
44. والجيش ضاق به [الميدان] في عَتَدٍ
مدربٌ جاهزٌ للفتك جزَّارُ
45. إنَّ البنوكَ التي ضاقت مصارفُها
لم تكسُ طفلًا بأرض القدسِ مغوارُ
46. الجيشُ لم يحمِ لا قدسًا ولا هِضَبًا
إلا على الشعب فتَّاكٌ وبتّارُ
47. لنا الصواريخُ في الشاشاتِ تعرضُها
لكنها في أراضـي القدسِ أحجارُ
48. فيمَ [معداتُ] حربٍ لا أبا لكم
أللشعوب ؟ فيكف الشعب إنذارُ
49. أما العدو فلا يخشـى [سلاحكمُ]
خمسين عامًا ولم تلحقْ به نارُ
50. خمسين عامًا يدوس [القدسَ في صلفٍ]
يسبي النساءَ وللأطفالِ جزارُ
51. خمسين ما طلعت شمسٌ بمشـرقها
إلا دعاكم أما في العرب ثوارُ؟
52. فمرحبٌ عاد يدعو للبراز أَمَا
في العرْبِ ندٌّ لهذا الخصمِ مغوارُ؟!
53. ولا من البعض إنْ تذكرْ أبا حسنٍ
وهل سواه لهم في الروع كرَّارُ؟
54. أسدى لمرحب نجلاءً فاهلكه
و[دمَّرَ] الحصنَ فالأسوارُ تنهارُ
55. عد يا عليُّ فقد عادتْ جحافلُهم
والحصنُ عاد وتلمودٌ وزنَّارُ
56. إنا فقدناك نهـجًا في توحدنا
وفارسًا لرقاب الكفر بتارُ
57. ومعلمًا لو دجى في صبحنا غلسٌ
وحاميًا لو بغى في الدين كفارُ
58. لكن بدرك لا تخبو موارده
لا بد لليل أنْ يتلوه إبصارُ
59. وها هو اليومَ يبدي طيبَ عنصـرهِ
في ثلةٍ من حماة الدين أحرارُ
60. على الجنوب أنخْ يا صاحِ مركبَنا
ففي الجنوب لعمرِ الله أبرارُ
61. هناك صلِّ على أرواحِ رحلهمُ
وقل سلامٌ على الثوار ما ثاروا
62. بذلتموها إلى الرحمن خالصةً
نلتم جنانًا وإن يعفوا [فأحرارُ]
63. في قلةٍ من رجالٍ والعدا زخمٌ
من السلاح وجيش العرب غدارُ
64. حتى لقد قال من يرنو لقلتكم
هذا انتحارٌ فجيش الكفر جرارُ
65. ما فتَّ في عزمِكُمْ إرجافُ مرجفِهمْ
وكنتمُ الرقمَ الأقوى إذا جاروا
66. وأشـرقَ النصـرُ من آفاقِكمْ وَهَـجًا
يعلو وشمسُ بني صهيون إدبارُ
67. برغم أنف بني صهيون قد قُهرت
جيوشه عن ثرى لبنان [وانهاروا]
68. بعدًا لخيبر مدحورًا ومنكسـرا
هذا عليٌّ أتى والدهر دوَّارُ
69. قد جاء يهزمهم أخرى ورايته
تعلو مهاجرة جاءت وأنصارُ
70. قف باحترام لـ(نصـر الله) فارسنا
والثم يديه فداه الأهل والدارُ
71. هذا الذي قامت الدنيا لهيبته
والشـرق والغرب باسم النصـر هدَّارُ
72. هذا الذي ورث الأمجاد كاملةً
إذ قد نماه كرامُ الأصلِ أطهارُ
73. وقل له يومَ عيدِ الخمِّ يا حسنًا
الشامُ بُوركَ حــقًّا قال مختارُ
* * *
*نقلا عن : المسيرة نت
طباعة الصفحة
قصائد ضد العدوان
فيسبوك 
تويتر 
يوتيوب 