«قوارب صناعة يمنية تطارد سفناً حربية أمريكية». لو قيل هذا الخبر قبل أشهر لظن المتابع أن هذا جزء من قصة خيالية! لقد أفقدونا إيماننا، وكسروا نفوسنا، وزيفوا وعينا، وشوهوا تاريخنا لقرون، مارسوا خلالها أخطر وأقذر عملية تزييف في التاريخ، فإذا بالعرب أخيرا يرقصون في مواسم «الترفيه» لترضى عنهم أمريكا، ويتبرؤون من شعب فلسطين حتى يعفو عنهم الكيان الصهيوني! لكن لا، يأبى الله لنا ذلك، فإذا الموعظة تتكرر، وإذا بداوود اليمن يصرع جالوت أمريكا المتغطرس بحجر! فهل بعد هذا من عبرة لنعتبر؟!
المواطن العربي مسكين؛ ولكن أحيانا تعتقد أنه يستحق المصائب التي تصب على رأسه صبا ليل نهار، بسبب صمته! هو يعرف أن سبب معاناته هي أمريكا، كما يعرف أن أمريكا ذاتها بدون نفطنا ستفلس، وبدون الأنظمة العميلة سترحل، وبدون سكوت العرب المهين ستخاف وتقف عند حدها... الكيان الصهيوني أيضا ليس قوياً إلا بتخويفنا، ولا يستطيع أن يحاصر فلسطين إلا بعساكرنا، ولا يقوى على البقاء إلا بدعم الخونة والعملاء الذين يرتعون بيننا ويسرقون مقدراتنا... فلماذا نصبر على الذل والهوان والجوع والمرض والمصائب التي باتت من سمات بلداننا التي حباها الله بخيرات كانت تكفي لجعلها جوهرة العالم؟!
كان لا بد أن نرى بأعيننا وبارجات أمريكا تغرق في بحارنا حتى نصحو، فماذا بعد؟! لا عذر اليوم لأحد ليأتي ويقول إنه لم يكن يعلم، والعمليات اليمنية ومحور المقاومة قد أقامت الحجة على الجميع، ولو تحركت اليوم بضعة جيوش عربية، أو حتى جماعات صغيرة، لأنهت أسطورة «البعبع» الذي يقلق المنطقة منذ عقود! فكيف ترضى شعوبنا أن تظل أسيرة خوفها، تعاني من تسلط مَن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم الدين؟!
العمليات اليمنية المساندة لفلسطين أسعدت العالم، ولن تحرج إلا الجبناء والأذناب، ومَن يتحرك ليوقفها أو ليقلل مِن شأنها ما هو إلا خائن بليد؛ فلو كان له عقل يفكر به لفهم أنه ما دامت سيدته التي تخيفه (أمريكا) عاجزة، فماذا يستطيع أن يفعل وهو خادمها الذليل؟! وسيظل يتجرع الهوان مع كل عملية جديدة حتى يأتي الله بالنصر الذي سيخزي المجرمين وأذنابهم.
الشعب اليمني العربي المسلم، ومن معه من الصادقين في محور المقاومة، سيواصلون عملياتهم ضد من يقتلون ويحاصرون الشعب الفلسطيني المظلوم، وضد كل من يدعمون المجرم الصهيوني ليواصل إبادة الفلسطينيين، وشعوب العالم تفاعلت بعد مشاهد الإجرام الذي يحصل في غزة منذ أكثر من 100 يوم، وتحركت الشعوب والضمائر في العالم أجمع فيما عدا «إسرائيل» وبعض الدول العربية!!
فإذا كانت أنظمة الخيانة قد أصبحت مواقفها مفضوحة، فما عذر الشعوب؟! هذه الشعوب التي باتت تعرف مدى ضعف وهوان أنظمتها، أليس من المعيب أن تخشى الشعوبُ هذه الأنظمة الخائنة المنبطحة وهي ترى العالم كله يتضامن ويقف ويتكلم ويدعم قضيتها؟! وإذا ما تجاهلنا هذا الأمر، أفلا تخشى الشعوب العربية من غضب الله ونقمته عليها فيما لو ظلت ساكتة عما يحدث في فلسطين؟! إذا لم تتحرك الشعوب اليوم ولو على مستوى الدعم المالي وبالكلمة والمقاطعة الاقتصادية، فمتى ستتحرك؟!
* نقلا عن : لا ميديا