حسن المرتضى
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed قصائد ضد العدوان
RSS Feed
حسن المرتضى
سلسلة روائع الأدب اليمني..
سلسلة روائع الأدب اليمني.."46" الشاعر يحيى عبدالرحمن المحطوري
سلسلة روائع الأدب اليمني..
سلسلة روائع الأدب اليمني.."45" الشاعر عبدالوهاب أحمد الشيخ
أهلّ محرمٌ..
سلسلة روائع الأدب اليمني..
سلسلة روائع الأدب اليمني.."44" الشاعر عباس الديلمي
سلسلة روائع الأدب اليمني..
سلسلة روائع الأدب اليمني.."43" الشاعر محمد حسين العابد
سلسلة روائع الأدب اليمني..
سلسلة روائع الأدب اليمني.."42" الشاعر زياد السالمي
سلسلة روائع الأدب اليمني..
سلسلة روائع الأدب اليمني.."41" الشاعرة أحلام إبراهيم شرف الدين
الفصلُ السادسُ من حديثِ الماء.. "عليٌّ بين فاطمتَينِ"
سلسلة روائع الأدب اليمني..
سلسلة روائع الأدب اليمني.."40" الشاعرة فاطمة القمادي
سلسلة روائع الأدب اليمني..
سلسلة روائع الأدب اليمني.."39" الشاعر أحمد عطاء

بحث

  
سلسلة روائع الأدب اليمني.."31" الشاعر سامي الحوثي
بقلم/ حسن المرتضى
نشر منذ: 7 أشهر و 24 يوماً
الأحد 18 فبراير-شباط 2024 10:54 م


سلسلة روائع الأدب اليمني.. (31) الشاعر سامي الحوثي.. إعداد حسن المرتضى

مجموعة من روائع الشاعر سامي الحوثي

 

 

| بوصلة الطوفان

أطلقتَ مُنتَصِفا طُوفانَكَ الأَنِفَا

على العدى يا سُلَيمانيُّ مُنجَرِفا!

أطلقتَهُ قبلَ أن ترقى إلى الشُهُدا

ومنذُ أطلقتَهُ في الأرضِ ما وَقَفا

ما زالَ في القُدسِ يُردي الغاصبينَ لها

ومِنهمُو يَسلِبُ الطُغيانَ والصَلَفا

وقيلَ: أطلقتَ طوفانًا بنا كِسَفًا

أقولُ: بل أنتَ مَن أطلقتَنا كِسَفا

بل أنتَ وحدَكَ طوفانٌ ومُكتَنِفٌ،

لمّا اكتسحتَ العدى طوفانُنا اكتَنَفا..

فَتَحتَ بابَ الجهادِ الحُرِّ ندخلُهُ،

لم ينفتح قَبلُ حتى للأُلى الشُرَفا

والحربُ كُرهٌ لنا إلّا هُنا دَعَةٌ

ففي فلسطينَ يحلو الموتُ مُرتَشَفا

والموتُ في الناسِ يجري غيرَ مُنتَصِفٍ

منهم، عدا في يهودِ القُدسِ مُنتَصِفا

إن كنتَ تسمعُ صوتي يا شهيدُ فلم

يَعُد لنا هدفٌ غيرَ الفدا هَدَفا

ولم يَعُد لانتصارِ اللهِ من مَهَلٍ

إلا خُطَانا فإن عارًا وإن شَرَفَا

في كلِّ شبرٍ لنا قُدسٌ وحُرمتُهُ

كحُرمةِ المسجدِ الأقصى، ووا أسفا

في كل شِبرٍ لها جُرحٌ نُقَدِّسُهُ

ولن نُفَرِّطَ في شِبرٍ لها نَزَفا..

***

لم نَترُك الثأرَ مذ عينُ الأسى عَمِشَت

وما تَرَكنا وأعمى الدمعِ قد ذَرَفا

أنترُكُ الأرضَ وهي الآنَ زلزلةٌ

لم يبقَ للفتحِ إلا خُطوةٌ وكفى؟!

في القُدسِ ما نُطفةٌ فينا مُدَاهِنةٌ

ومن يُداهِن فلا تَعجَب بهِ نُطَفا

مثلَ الذنوبِ غدا تحريرُها عَجَبًا

ونحنُ أوّلُ خَلقِ اللهِ مُقتَرِفا

إن عادةُ العُربِ في الخِذلانِ قد طُبِعَت

عهدُ اليمانينَ في الثاراتِ ما اختلفا

فيا لثاراتِ أقصانا الشريفِ وقد

أخزى بنا رؤساءُ الأُمَّةِ الضُعَفا

شتَّى المشاعرِ أَدَّت نحوَ غزَّتِنا

وكلُّ نبضٍ إلى تلويحِها انعَطَفا

وكُلُّنا اليومَ قُوّاتٌ مُسَلَّحةٌ

لو بالعِصِيِّ ولا عُذرٌ لمن خَلَفا

تقولُ غزَّةُ في شالِ الشهادةِ: قد

تَلَثَّمَ النصرُ لمّا العالَمُ انكشفا

إن كان حُرًّا فما حُكَّامُهُ انصرفوا

عن نصرةِ القدسِ حتى عادَ مُنصَرِفا!

***

تقولُ للناسِ والمَسرَى يُوَحِّدُهم

تَوَحُّدَ الصرخةِ الغضبى بمن هَتَفا

تَوَحُّدَ الرَشَقاتِ الراجِماتِ عِدًى

تَوَحُّدَ اللحنِ في أوتارِ مَن عَزَفا

تَوَحُّدَ التينِ والزيتونِ في قَسَمٍ

تَوَحُّدَ الروحِ في ياءاتِها أَلِفا

تَوَحُّدَ الأرضِ بالإنسانِ في (حَلَبٍ)

تَوَحُّدَ المُفتَدَى (صنعاءَ) و(النَجَفَا):

كالنخلِ غزَّةُ رغمَ القصفِ ما انقَصَفَت

ورغمَ مَن لم يَصُن يومًا لها سَعَفا

لنا الصواريخُ بل كلُّ التي ارتَطَمَت

بنا، وللناسِ في الأيامِ مَن قَصَفا

لا تَمدُدَنَّ لنا كفًّا نُصَافحُها

في الحربِ يا صاحِ بل أَمدِد لنا كَتِفَا

مِن فوقِ أنقاضِ هذا القصفِ كلُّ أبٍ

يُفَتِّشُ الأرضَ عن أبناءِهِ نِتَفَا

وتحتَ أنقاضِ هذا القصفِ كان يُرى

طفلٌ نجا، غيرَ أنَّ الوقتَ ما اعترفا!

لم يَرتَجِف أبدًا مِن ظُلمِ قاتلِهِ

بل إنَّهُ من نفاقِ العالَمِ ارتجفا

فكيف تبدو بعينِ الخَلقِ خِلقتُنا

حتى ليقضوا علينا بالردى سَلَفا؟!

وكيف سِرنا أمامَ الذُّهلِ في نَبَإٍ

ونحنُ نفنى؟! ولا مَن يُوقِفُ الخَرَفا!

بِيعَت قَضيَّتُنا لكنّنا أبدًا

لن ننحني للقُضاةِ البائعي اللَّهَفَا

يا قمّةَ السُخفِ في خِزيٍ لكِ انقعدي

وفي الحضيضِ اربِضُوا يا أيها السُخَفا

لن تشحذوا من سلاحِ الحزمِ عاصفةً

على اليهودِ وقد تطبيعُكم عَصَفا

لأنكم حلفاءُ المُفسدينَ، وفي

قيامةِ الأرضِ إنَّ الموتَ للحُلَفا

***

القُدسُ حُرٌّ بأبطالٍ وليس بِمَن

يبيتُ بيتُ حرامِ اللهِ مُختَطَفا

طيرٌ أبيابيلُ من تحتِ المكانِ متى

ما أقلَعَت لم تجد للهِ مُلتَقِفَا

20.11.2023 م

 

 "الشهيد القائد"

4.2.2024

تربَّوا على القرآن، واللهُ مَن ربّى

فلا ربَّ إلّا اللهُ مِن فوقِهم ربَّا

وشبّوا على القرآنِ واستعذبوا الهدى

وشابوا على الإحسانِ واستشهدوا حُبّا

دَعاهم فلبّوا فاستقاموا وإنّما

(حسينُ ابنُ بدرِ الدينِ) أوّلُ مَن لبّى

وأوّلُ مَن بالثائرينَ ارتقى إلى

مقامٍ يعزُّ الأمّةَ الفاقدَ النَكْبا

ومن قَتَلُوهُ كم يَبِتُونَ حسرةً

على حسرةٍ من عيشِهِ ماجدًا غَصْبا

أبى اللهُ إلّا أن يُتِمَّ بنورِهِ

(حُسينًا) شهيدًا قائدًا، كوكبًا، قُطْبا..

كأوّلِ مَن في الخالدينَ مُعانقًا

شهادتَهُ من دونِ أن يُسلِمَ اللُّبّا!

قضى نحبَهُ لكننا لم نَزَل نرى

ضياهُ، فأنّى وجهُهُ ما قضى النَحْبا؟!

ولا احتَجَبَت عنّا قيادتُهُ؟! ولم

يُفَارق خُطانا خطوُهُ أبدًا دَرْبا؟!

رأيناهُ في نارٍ من الحربِ ستةٍ

وسابعةٍ أضرى.. يسيرُ بنا وَثْبا

وها نحنُ في هذي نراهُ يقودُنا

بإيمانِ مَن للهِ في أمرِهِ العُقبى

بتقديسِهِ ربَّ السما، بشعارِهِ،

بتسبيحِهِ، استغفارِهِ، نبذِهِ العُجْبا

ومن خطرِ (الأمريكِ) أو من قَبُولِهم

يقولُ: أمَا حذَّرتُكم قَبلَها دَأْبا؟!

 

نراهُ إلى (الأقصى) الجريحِ يَحُثُّنا

ويستلُّ من آفاقِهِ صارمًا عَضْبا

على من طغوا في (غزّةَ) اليومَ قائلًا:

ببابِ مَضيقِ القُدسِ فلتُحكِموا الحَجْبا

ألا فاصرَخوا ثأرًا ستلقونَ بَعدُ مَن

سيصرَخُ معكم أو بصرختِكم يَعْبا

وقد صَرَخَ الإنسانُ مِن كلِّ وجهةٍ

وقد صَدَقَ ابنُ المصطفى بالذي أنبا

إذا ما (أبو جبريلَ) ألقى دروسَهُ

يفوهُ الذي أذكى بِفِيهِ الذي شبَّا

(حسينٌ) شهيدٌ حاضرٌ بيننا، وعن

(فلسطينَ) كم دمعُ الضريحِ أسًى صَبّا

شهيدٌ كهذا لم يغب.. آيةٌ، فمَن

كهذا شهيدًا لم يزل قائدًا شَعْبا؟!

ومن هي (أمريكا) أمامَ ثباتِهِ

إلى اليومِ فينا كلما أشعَلَت حَرْبا؟!

هوَ البحرُ هَديًا وهي في البحرِ قشّةٌ،

يُزلزلُها شرقًا ويَقذِفُها غَرْبا

ويَنهشُها موتًا لها ولأختِها

ويَضرِبُها قصفًا ويُبرِحُها ضَرْبا

فما زالَ حتى الآنَ يُشرِقُ بالهدى

علينا، ويُلقي أمرَهُ صافيًا عَذْبا

ونحنُ ككهفٍ وهو مِن أهلِهِ، ومَن

على البابِ ألقى نظرةً سيرى ذئبا

كم اطَّلَعوا فينا عليهِ ببغيِهِم

فَوَلَّوا فرارًا منهُ، وامتلؤوا رُعْبا..

لنا عزّةٌ باللهِ ثُمَّ شهيدِنا

(حسينِ ابنِ بدرِ الدينِ) يا عَرَبًا عَرْبا

وليس لنا أجرٌ على العزّةِ التي

حبانا بها (إلّا المودّةَ في القُربى)

 

وأن نسلُكَ النهجَ القويمَ مَسيرةً

وأن نتحدّى المُستحيلَ أو الصَعْبا

بهِ نخطُبُ الهيجاءَ والنصرُ مَهرُها

ومَن يخطُبِ الهيجاءَ يَهدِ لها القَلْبا

وإن لم تكن حسناءَ هيجاؤنا التي

خَطَبنا فإنّا نحنُ نعشُقُها جَرْبا

وما دهرُنا إلا غبيٌّ بحربِهِ

علينا، ومِن أيامِهِ خَصمُنا أغبى

إذا اللهُ مولانا - وما الدهرُ غافلٌ -

فمن ذا الذي من بينِنا يُحرِزُ الكَسْبا؟!

ألا يا رفاقَ الدربِ.. فلتجعلوا دمي

لمن كانَ فينا أُمّةً، لم يكن حِزْبا

وروحي وعمري وانتمائي وغُربتي

فداءً لهُ عِشقًا بهِ كَلِفًا صَبّا

فداءً لمن لم يعرف الجُبنَ عُمرُهُ

ومن قال حقًّا، لم يقل كِلمةً كِذْبا..

وقد أقبَلَت للناسِ دُنيًا وقُبِّلَت

ومِن بينِ كلِّ الناسِ كان الذي يَأْبى

فلولا يقيني بالكمالِ ل(أحمدٍ)

لقلتُ: (حسينٌ) عمرَهُ ما جنى ذَنْبا

هو الطاهرُ الزاكي هو العَلَمُ الذي

أتانا يزكّينا، يُعَلِّمُنا الكُتْبا

ولم يُثنِهِ فقرٌ وجَدبُ سلاحِهِ

وليس الهدى ما يُورِثُ الفقرَ والجَدْبا

فحسبي من الآلاءِ أني مجاهدٌ

على نهجِهِ، أُزجِي الولاءَ لهُ سِرْبا

مذاقُ المعاناةِ التي في مسارِهِ

لذيذٌ كهذا الموتِ تبًّا لها تبّا

 

صنعاء.. ميلاد النور

....

إليكَ كما هاجرتَ إنّا نُهاجرُ

ونمضي وإن دارت علينا الدوائرُ

وثمَّةَ ميلادٌ لكَ اليومَ ضائعٌ

وثمَّةَ يا طه بأرضِكَ فاجرُ

لنصرتِكَ الشعبُ اليمانيُّ واقفٌ

ولم تُثنِهِ يومًا إليكَ الطوائرُ

إليكَ.. وإن كنّا رَأَينا بلادَنا

مُحَاصَرةً بالموتِ إنّا نُغامِرُ

فما فرَّقَتْنا عن تجمُّعِنا على

هواكَ صواريخُ العِدا والمَجازرُ

كأنَّا بَنَينا جِسرَ عشقٍ إليكَ من

دمِ الشُهَدا، والطيفُ بالجسمِ زائرُ..

أغادرتَ لمّا أَطفَأَوا منكَ (طَيبةً)

وأنتَ بها في مرقدِ المجدِ ثائرُ؟

كأنَّكَ مبعوثٌ فهاجرتَ نحوَنا

وأنَّكَ في (صنعاءَ) حيٌّ وحاضرُ

أرى الشعبَ مثلَ البحرِ صلّى تَمَوُّجًا

على المصطفى، والشوقُ في الدربِ زاخرُ

عزائمُنا خضراءُ والعيشُ قَفرةٌ

بحُبِّكَ في صحرائنا الصبرُ ناضرُ

ب(صنعاءَ) إنَّ النورَ في الكوكبِ انجلى

لميلادِكَ الكونُ "المُصَنعَنُ" باهرُ

ب(صنعاءَ) إنَّ الغارَ يَفتَرُّ باسمًا

لذكراكَ، والدمعَ المُحِبَّ يُسافرُ

يمانونَ يا (طه)، وعندَ صلاتِنا

عليكَ يُصلِّي دهرُنا وهو كافرُ..

عليكَ نُصلِّي أيّها الحُبُّ مَوطنًا

يُزَلزلُ مَن يَجفوكَ أو يتآمرُ

أتخذُلُكَ الدنيا قُرَيشِيَّةَ الدُّجى

وأنصارُ هذا النورِ نحنُ النَواصرُ؟!

قَدِمنا كَسَيلٍ نحوَ أعلى جبالِها

وقد جُرِفَت قبلَ الوصولِ المَخاطرُ

معاركُنا بيضاءُ مِن نورِ آيةٍ

بها كادَ يُشفى جُرحُنا المُتَنَاحِرُ

ولكنّما شيطانُ (واشنطنَ) ارتدى

وجوهَ شقيقِ الأرضِ، والثوبُ عاهرُ..

(قُريشُ) وما أدراكَ يا سيّدي بِمَن

تُحَيِّيكَ مولاها وتدعوكَ: ساحرُ!

ب(مكةَ) لا أصنامِها (نَجْدُ) أصبَحَت

يُجاهرُنا إيمانُها المُتَظاهرُ

وتَدهَسُ قُرآنًا بتنكيسِها الهُدى

كما يَدهسُ التقوى إلى الظُلمِ جائرُ

فمن عَجَبٍ أن يُحرِقَ النورَ مُشرِكٌ

ولا عَجَبٌ أن يُحرِقَ النورَ ناكرُ!

بِدُورِ الدعاراتِ (السعوديّةُ) اغتَدَت

تُفاخرُ، بئسَ الفخرُ والفخرُ داعرُ!

ونحنُ بصُنعِ السيفِ للحربِ فخرُنا

إلى (القُدسِ) يَحدونا النبيُّ المُفاخِرُ

(مُحمّدُ) يا أُمَّ الحضاراتِ والعُلا

فنهجُكَ للعُليا العَلِيُّ المُعاصرُ

كعادتِنا جئنا لِنُحيِيْكَ مولدًا

فأحييتَنا، والحُبُّ في الرُّوحِ عاطرُ

متى (نَجْدُ) في ميلادِكَ اغتابت الإبا

لساني كشعبٍ كلُّهُ اليومَ شاعرُ!

نُناديكَ: لبّيكَ النُفُوسَ وما لها

وإن لم يُضافرنا إليكَ مُضافرُ

بأرواحِنا لبّيكَ في الناسِ سيّدي

وإن كثَّفَ التجويعَ فينا المُقامرُ

صواريخُ (بدرِ الدينِ) مُشرَعَةُ الهدى

عدوُّكَ يا طه لكَ اليومَ صاغرُ

8.9.2023 م

 

- قصيدة: بشرى لغيرِ غزّة

14.2.2024

بُشرى لغيرِكِ: شعبُ (مصرَ) صَحا!

وكما نَحَا (يمنُ) الجهادِ نَحا!

وعليكِ عينُ الشعبِ باكيةٌ

والكَيلُ مِن أحرارِهِ طَفَحا!

(سِيسِيُّهُ) بكِ غيرُ مكترثٍ

والشعبُ عن (سِيسِيِّهِ) جَمَحا!

فدماءُ أهلِ القدسِ قد عَبَرَت

هذا السياجَ، أنينُهم نَضَحا

ثأرًا سيكتسحُ الحدودَ إليكِ

وإنْ إليكِ الحدُّ ما سَمَحا!

وإذا تراجعَ فاعذروهُ فما

شعبٌ سوانا بالهدى اتَّشَحا..

***

في (مصرَ) بابٌ خلفَهُ مَدَدٌ

للناسِ حتى الآنَ ما انفَتَحا!

حيثُ المجازرُ والحصارُ دُجًى

ودماءُ أطفالِ (القِطاعِ) ضُحَى

مَن لم يَمُت بالقصفِ ماتَ أسًى

ومجاعةً حتى وإن نَزَحا!

عارٌ على أهلِ (الصعيدِ) إذا

بإبائهم لم يفتحوا (رَفَحا)!

***

والشعبُ إن ثارَ امتطى قَدَرًا

شعبٌ لغيرِ النصرِ ما جَنَحا

شعبٌ على فرعونِهِ غَضِبٌ

سيُزيحُ هذا الخائنَ الوَقِحا!

رَبَّ العدا الأعلى مُداهنةً

وعمالةً، وعميلَها الشَبَحا!

أسرى إلى شرِّ الورى سُفُنًا

من كل شيءٍ هانئٍ مِنَحا!

أمّا إلى جَوعاكِ (غزّةُ) - يا

أسفي - فما أسرى لها قَدَحا!

***

سُمِعَت ل(إسرائيلَ) جعجعةٌ،

ورئيسُ (مصرَ) من الطحينِ رَحَى..

لو كنتُ مصريًّا لما انبَطَحت

نفسي قَبُولًا بالذي انبَطَحا!

لو كنتُ مِصريًّا لكنتُ إلى

عينيكِ أوّلَ ناصرٍ صَدَحا

ولكُنتُ أوّلَ واطئٍ لثراكِ

لكُنتُ مَن لَعَنَ العدا ولَحَى

ولكنتُ أولَ مَن فداكِ، ومَن

بفدائهِ يا (غزَّةُ) انشَرَحا!

لو كنتُ مصريًّا لَثُرتُ على

مُحتلِّكِ الموقوتِ مُذ سَنَحا!

لو كنتُ مصريًّا لخُضتُ إلى

تضميدِكِ الدربَ الذي ذَبَحا

لقتلتُ مَن قتَلَ الطفولةَ في

ميلادِها، وجرحتُ مَن جَرَحا

وسَفَحتُ كلَّ دمٍ بمُديَتِهِ

أدماكِ هذا القتلَ أو سَفَحا

لو كنتُ مصريًّا وظلَّ دمي

اليمنيُّ فيَّ.. لما الفتى قَبُحا!

ولما غَدَت تبكي شوارعُ

(غزّةَ) والنساءُ تجوبُها كَدَحا!

حيثُ افتدى اليمنيُّ أُمّتَهُ

صارَ اسمُهُ للعزِّ مُصطَلَحا

لو أنّ (إسرائيلَ) منطقةٌ

بالقُربِ منهُ لما طَغَت مَرَحا

لاغتاظَ منها واستطارَ إلى

أسوارِها واجتاحَ واكتَسَحا

مُستَفرِدًا بالظالمينَ هُدًى،

وَلِهَ الشهادةِ، بالوغى فَرِحا

وَلَخاضَ معركةَ السِّهامِ هوًى

حتى تَرَي مِن قَوسِهِ قُزَحا

***

جُغرافيا اليمنيِّ تَصفَحُ عن

أعداءِ (غزّةَ)، وهو ما صَفَحا..

في البحرِ ما مرّوا ولا هَجَعوا

ويَداهُ تصفعُ كلَّ مَن نَبَحا

ما زالَ يسعى للوصولِ إلى

أعتابِكِ الثكلى وما بَرِحا

شعبٌ إذا أعداؤكِ اكتتبوا

لغةَ الطغاةِ أتاهُمُ وَمَحا

فهو الذي من أجلِكِ انتَفَضَت

يُمناهُ ثُمَّ برأسِهِ نَطَحا

لا، لستِ وحدَكِ إن خُذِلتِ، غدًا

يَصِلُ اليماني يَشطُبُ التَرَحا

أترينَ للدنيا سُواكِ هُنا

أُمًّا؟! فإنَّ الصبرَ قد نَكَحا..

***

السِلمُ أبلغُ ما نرومُ، ودربُ

الحربِ أنقى الرأيِ مُقتَرَحا

يا من أُبشِّرُكم بخيبتِكم

للقدسِ في (سيناءَ) مُمتَدِحا!

حيثُ الطُمُوحُ لغيرِكم وَطَرٌ،

ما العِزُّ إلّا للذي طَمَحا

 

بِضعَةٌ منك...

في رثاء الرئيس الشهيد | صالح الصماد..

أعيُنُ الضوءِ نحوَكَ الآنَ نَهْرُ

كُلُّ نبضٍ بِحَقْلِ رانيكَ زَهرُ

غيرَ أنَّ ارتباكيَ ارتاعَ عِلمًا،

أنتَ رَغمَ الذي أرى الآنَ سِرُّ

يا احتمالًا.. وفيكَ ظنّي يقينٌ

ليس لي غيرَ طيفِكَ الآنَ شِعرُ

خُذْ بدمعي وشوقيَ الآنَ، قلبي

ليسَ إلّا إليكَ ظَبيًا يَفِرُّ

كيف للعينِ أن تَقَرَّ وروحي

- يا مَعَالي الشهيدِ- في الدربِ بِكرُ؟!

جئتُ مِن آخِر الكلامِ اتقادًا

حيثُ مِن أوّل المقاماتِ جَمرُ

يا مَجَازًا وأنتَ تَدري بأنّي

لم أَقُل غيرَ واقعٍ وهو سِحرُ

رُحتَ فَخرًا وأُبْتَ فَخرًا.. فأنّى

في المسافاتِ أنتَ فَخرٌ وفَخرُ؟!

لم يَرَ الدهرُ بعدُ مثلَكَ بل لن

يُنجبَ الدهرُ والخياناتُ عُقرُ

لا تَسَلْ عن مدى الردى، كلُّ مجدٍ

بضعةٌ منكَ والأماجدُ كُثرُ

ليلةُ القَدْرِ أنجبتْكَ وإلّا

ما لها في دمِ الدياجيرِ قَدْرُ

صالحٌ أنتَ كاسمِكَ الدُّرِّ إلا

أنه صالحٌ لأنّكَ دُرُّ..

ما استطبتَ الأُفُولَ عنا احتجابًا

رغم أنَّ الذي يُغطِّيكَ قبرُ

يا وداعًا وأنتَ مَجدٌ وفِكرٌ

يا لقاءً وأنتَ غَيبٌ وذِكرُ

يا شُمُوخًا وأنتَ فَقْدٌ أليمٌ

للأماني وأنتَ فَتحٌ ونَصرُ

من بَوَاكيرِ هذه الحربِ.. شعبٌ

أنتَ للشعبِ وهي كالحَسمِ حَشرُ!

حُلمُنا (اليُوسُفيُّ) أنتَ افتقادًا،

أَوصَلُ الحُلمِ في المتاهاتِ صبرُ

حين لامَ المُلُوكُ ذئبًا بريئًا

أجدبوا، إذ مَنَصَّةُ المُلكِ بئرُ

ها هنا الآن إخوةٌ لكَ خرُّوا

شطرَ (صنعاءَ) سُجَّدًا حيثُ خرُّوا

كيف لا يَستفيقُ للعدلِ قومٌ

والإبا مِن يديكَ كالسيفِ فجرُ؟!

قمّةُ البِّرِ أن تُعَادي طغاةً

ولعمري لأنتَ فينا الأَبَرُّ

***

بضعةٌ منكَ حين (طَومَرُ) وافى

كأعاصيرَ بالمُحيطاتِ تذرو

لانتشالِ الغريقِ مِن فَجِّ موتٍ

مَدَّ أنفاسَهُ الأخيرةَ بحرُ

فنسى الموتُ أخذَ (طومرَ) ذُهلًا

من دمِ البذلِ حيثُما الرُّوحُ نَذرُ!

غاصَ في الموتِ وهو لُجِّيُّ حَتفٍ..

كيف ما صابَهُ من الموجِ قَطْرُ؟!

غاصَ كالنورِ في بحارِ المنايا،

عاد أدراجَهُ كما لاحَ بِشْرُ

ثُمَّ لمّا افتدى الفتى مرةً أخرى

وأخرى.. شهادةُ اللهِ شُكرُ

***

يا الفداءاتُ أنتَ، والناسُ تصحو

حُرَّةً حينَ يفتدي الناسَ حُرُّ

لستُ أبكي.. وشمعتايَ وليلي

يُدركانِ، البِعادُ حُلوٌ ومُرُّ!

آخِرُ الخَلقِ راثيًا، أدُمعُ الشِّعرِ

إلى الآن مِن دمي فيكَ حُمرُ

أيها الخالدُ المَجيدُ.. مَصُونٌ

كالكتابِ الحكيمِ أنتَ ووِترُ

ما استطاعوا بأخذِ جسمِكَ يومًا

سَلْبَنا روحَكَ التي هي ذُخرُ

دُمتَ للشعبِ مُنقذًا رغم أنَّ الوصلَ

حُبٌّ، وبيننا الآن هَجرُ

دُمتَ للشعبِ عاشقًا رغم أنَّ الموتَ

- وهو الحياةُ- للعشقِ حِجرُ

لم تَفِ الوعدَ باللقاءِ مِطَالًا..

ولِطُولِ المِطَالِ في الموتِ عُذرُ

***

بضعةٌ منكَ (ابنُ السُوَيديِّ) عهدًا

أن يَصُدَّ الفِراقَ بالرُّوحِ كَرُّ

كان ألفى مِن البُرَاقِ اجتيازًا

بالجريحِ القريحِ، والوقتُ وَعْرُ

ثانيَ اثنينِ وهو ماضٍ وحافٍ

ليس إلا الفراغَ في الموتِ سِترُ

يُسعِفُ الأرضَ كِتفُهُ مُستمرًّا

في طريقٍ طويلةٍ تستمرُّ

رَغم أنّ الردى على كلِّ شِبرٍ

للخُطى.. إنَّ عينَ ربّي المَقَرُّ

مثلُ صَرحٍ مُمَرَّدٍ لُطفُ ربّي

والردى بين كلِّ شِبرٍ يَمُرُّ!

***

يا سليلَ الإباءِ فَذًّا بما لم

يأتِهِ قبلَكَ الأبيُّ الأَغَرُّ

نَسلُكَ الجيلُ (أَشتَريًّا) فجيلٌ

أنتَ مِن حاضرِ الفداءِ مُصِرُّ

قد أضعناكَ مِن يدينا وإنا

والفِدا جُهدُنا بهذا نُقِرُّ

كان غدرًا، وكيف يُدفَعُ موتٌ

بعد فَوتٍ وآلةُ الجُرمِ غدرُ؟!

ليتَ مَن آثَرَ الرَمِيَّةَ فيهِ

قد دَعَانا لها.. وفينا تضُرُّ

أمَلَ الشعبِ كنتَ وحدَكَ.. لو لم

يُفقِدُوناكَ ما غزا الجُوعَ كُفرُ

بِضعةٌ منكَ (قاصفٌ) وهو حامٍ

جبلًا مِن غُزاتِهِ وهي مَجْرُ!!

حين لم يَبقَ للدفاعاتِ إلا

حَجَرٌ كالشهابِ يرميهِ ثأرُ

لم يُجارِ الحِجارةَ الغِيدَ غازٍ

بسلاحٍ ولم تَقِي النذلَ جُحرُ

بضعةٌ منكَ كلُّ نصرٍ.. ولو لم

يَقتلوناكَ ما لدى الحَربِ عُمرُ

غيرَ أنّا نُجَرِّعُ الغزوَ كَسرًا

يا (أبا الفضلِ) ما لهُ الدهرَ جَبرُ

*نقلا عن : المسيرة نت

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى قصائد ضد العدوان
قصائد ضد العدوان
أحمد المؤيد
أحد1
أحمد المؤيد
أحمد عبدالرحمن
أحد2
أحمد عبدالرحمن
أحمد الشرقاوي
أحد3
أحمد الشرقاوي
حسين شرويد
ترجمان_الحق
حسين شرويد
بسام شانع
يفتح رفح والا فتحنا فلسطين
بسام شانع
حمزة الديلمي
فوج الرجال
حمزة الديلمي
المزيد