رفعت القوات البحرية اليمنية من وتيرة هجماتها ضد الأهداف البحرية الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، بصورة ملحوظة، خلال الأيام الماضية، وأعلنت، مساء أمس، تنفيذها ثلاث عمليات بحرية طاولت سفناً تجارية خالفت الحظر الذي تفرضه صنعاء على الملاحة المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر والمحيط الهندي، بالإضافة إلى هجومين ضد سفن عسكرية أميركية في البحر الأحمر. وقال المتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، في بيان، إن «القوات البحرية والقوات الصاروخية نفّذت ثلاث عمليات مشتركة استهدفت خلالها السفينة الأميركية لاريغو ديزيرت في المحيط الهندي، والسفينة الإسرائيلية أم إس سي ميتشيلا في المحيط الهندي ، وكذلك السفينة مينيرفا ليزا في البحر الأحمر، لانتهاكها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة»، مشيراً إلى أن «سلاح الجو المُسيّر اليمني استهدف بعمليتين نوعيتين، مدمّرتين حربيتين أميركيتين في البحر الأحمر، وأن العمليات جميعها حقّقت أهدافها».وجاء بيان سريع بعد ساعات قليلة من اعتراف «القيادة المركزية الأميركية» بتعرّض سفينة تجارية لهجوم في البحر الأحمر، وذلك في بيان تحدّثت فيه عن أن قواتها البحرية اعترضت إحدى الطائرات المُسيّرة المشاركة في العملية. ورجّحت مصادر ملاحية في الحديدة، لـ«الأخبار»، أن يكون الهجوم الذي تحدّثت عنه «القيادة المركزية» قد استهدف إحدى السفن التي خرقت الحظر اليمني في البحر المتوسط ضمن المرحلة الرابعة من التصعيد، من خلال توجّهها إلى أحد الموانئ الفلسطينية المحتلة، عبر البحر المذكور، ومن ثم عبور قناة السويس نحو «الأحمر». وكانت «القيادة المركزية الأميركية» قد أكّدت، في بيانات سابقة صادرة عنها، وقوع عدة هجمات في البحر الأحمر خلال الأيام الماضية، وقالت إن صنعاء استخدمت في هذه الهجمات صواريخ باليستية وطائرات مُسيّرة. وأشارت تلك القيادة في بيان، أول من أمس، إلى أن القوات اليمنية استهدفت سفنها في البحر الأحمر بعدة صواريخ، مضيفة أن السفن الحربية الأميركية اعترضت صاروخين باليستيين من بينها، مجدّدةً القول إن «عمليات الحوثيين تعرّض حياة البحارة في البحر الأحمر وخليج عدن للخطر».
123 ناقلة غاز مسال أميركية غيّرت مسارها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح منذ مطلع العام الجاري
وفي إطار المرحلة الرابعة من التصعيد، أكّدت المنطقة العسكرية الرابعة في وزارة الدفاع في صنعاء، جهوزيتها الكاملة لمواصلة تنفيذ هذه المرحلة التي بدأت أخيراً ولكنها لم ترتدِ الطابع اليومي المكثّف بعد. وقال قائد تلك المنطقة، اللواء عبد اللطيف المهدي، خلال اجتماع مطلع الأسبوع الجاري مع قادة الألوية ومديري المديريات ومسؤولي الشِّعَب، إن الجميع على أتم الجهوزية للمرحلة التي أعلنها قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي. وأكّد «أننا مستعدّون للقتال انطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني والقومي في مواجهة الكيان الصهيوني، وتنفيذاً لتوجيهات السيد الحوثي».
وفي خضمّ ذلك، اعترفت واشنطن بعجز تحالف «حارس الازدهار» عن حماية سفنها. وأفادت مؤسسة «ستاندرد آند بورز» الأميركية للتصنيفات الائتمانية بأن نحو 123 ناقلة غاز مسال أميركية غيّرت مسارها من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح، منذ مطلع العام الجاري. وأوضحت المؤسسة، في نشرتها المالية الجديدة، أن هذه السفن كانت تعتمد في رحلاتها البحرية إلى الموانئ الآسيوية على قناة بنما، لكن جفاف القناة دفعها إلى سلوك البحر الأحمر قبل أن تغيّر مسارها بفعل الهجمات اليمنية، مؤكدة أن ذلك تسبّب برفع تكاليف النقل وتأخير وصول الشحنات لأيام إضافية.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية