* يتعامل العدوان السعودي الأمريكي معنا نحن اليمن -دولة وحكومة وشعباً –من منطلق تعنتي مطلق مفاده (محو الآخر والقضاء عليه تماماً) ،فهو لم يقبل بمبادرة السيد الرئيس مهدي المشاط ،بعد الضربات المؤلمة التي أوجعته في العمق ،بل لم يعترف بكونها وجهت إليه من اليمن الذي يقصفه ويدمره ويقتل أبناءه منذ مارس 2015م ،وهو يعلم يقيناً أن اليمن هو من ضربه في العمق، بدليل انتقامه الحاقد بارتكاب المجازر ضد أبناء الشعب اليمني ،بعد أن أصبحت خارطة أهدافه العسكرية صفراً.
* العدوان السعودي الأمريكي ،منذ بدايته يحمل الفكرة الغبية نفسها (القضاء التام على اليمن) بدليل أن 40 يوماً من عدم الرد على عدوانه في البداية لم يجلعه يرعوي ويقوم بإيقاف عدوانه.. وبعد أن بدأ الرد من قبل اليمن بدأت الحوارات ،وكان العدوان في تحاوره مع اليمن ينطلق من منطلق أغبى وهو ما يطلق عليه “حوار نفي” يؤدي إلى ما يسميه “إدوارد سعيد” تصادم الجهل الذي يعبر عن النظرة الأحادية المطلقة، التي بدورها تشجّع على إطلاق التعميمات والاسقاطات العامة لنفي الآخر والقضاء عليه.
* إن التشعبات التي راح يفتعلها العدوان باتهام إيران بضرب المنشآت النفطية السعودية ،في الوقت الذي يعترف بها عملياً انها من اليمن عبر الانتقام بقتل لأبرياء عبر جرائم الحرب بالضربات الجوية التي نفذها بعد ضرب بقيق وخريص ،توحي بوهن كبير وصلت إليه قوات وإدارة التحالف المتخبط ،ودرجة الارتباك الكبيرة التي وصل إليها هذا التحالف، ربما ضربات أخرى أكثر إيلاماً مستقبلاً ستدفعه إلى الاعتراف كون اليمن هو من يضربه، ليدفعه ذلك مجبراً إلى الجلوس على طاولة المحاورات لإيقاف هذا العدوان، ولكن، هل سيظل منطقه – أي العدوان- في المحاورات القادمة هو المنطق نفسه الذي حمله في محاورات سابقة،وهو (حوار النفي)؟ فها نحن نرى أن الامارات ما تزال تدفع بآلاف المغرر بهم للزج بهم في هذا العدوان الارعن، والذين تلقوا تدريباتهم في “اريتريا والامارات” وغيرهما.
* إن المنطلق لهذا العدوان من أساسه منطلق غبي، وباهت المعالم، وليس له أي مبرر سياسي، ولا يعبر إلا عن رغبة أمريكية حثيثة لالتهام خارطة شبه الجزيرة العربية بما فيها من ثروات، عبر زجها في حرب بين تكتوناتها الديماغوجية المسماة دول الخليج وبين اليمن الذي أصبحت خيوط اللعبة الدولية الآن في يده والكرة في ملعبه ،فهل تشهد الأيام المقبلة التحول الذي سيغير الخارطة برمتها، لصالح اليمن؟، فالعدوان لا يزال يقاتل بأساليبه التقليدية ، بينما اليمن يدافع عن أرضه وشعبه بتقنيات حديثة ،بل بالتقنيات الحديثة والأحدث من حيث الأسلحة ،وكذلك من حيث التخطيط والإدارة ودقة التنفيذ، مع أخذه بمعطيات المبادرات السلمية للتحاور من منطلق القوة لا من منطلق الضعف ، وهو كل يوم ينتقل نقلات نوعية في تطوير السلاح وزيادة أثره، والتقدم في ضرب العمق بما يؤلم بعنف العدو المتعنت ،وستتضاعف مثل هذه الضربات حتى ينتصر اليمن، فليس من سبيل لوقف العدوان إلا القوة، فهي كل ما يؤمن به العدو، وما أخذ بالقوة لا يستعاد بغيرها.