زينب عبدالوهاب الشهاري
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
زينب عبدالوهاب الشهاري
في مواجهة كورونا
أسطورة العودة ..
لا تسألوا… كيف؟
فتح قريب ..
أهلاً بك
خروقات تهدئة... تطهير... و CH4
الجنوب في ذكرى الإستقلال
ترجمان الروح
أمل ..
وحدها من تصنع رجالاً

بحث

  
وحدة المصير
بقلم/ زينب عبدالوهاب الشهاري
نشر منذ: 8 سنوات و 3 أشهر و يوم واحد
الثلاثاء 23 أغسطس-آب 2016 11:55 ص




"يقولون بأنك لست مني و أني لست منك و أننا جد مختلفان... فلم تزهر أحلامي على أغصانك و لم تتلاشى أحزانك على شطآني... يقولون بأنك لست مني و أني لست منك و أننا جد مختلفان. .. فلم يمطر غيمك على ثراي و تملؤ ثماري أرضك... يقولون بأنك لست مني و أني لست منك و أننا جد مختلفان. ... فلم دمعة طفلك تؤرقني و بسمة كهلي تبهجك..."

رن جرس المدرسة معلنا انتهاء اليوم الدراسي... طوى أحمد ورقته التي كتب عليها تلك العبارات و وضعها بعناية جوار قلمه المفضل فيم لم تفارق عيناه الكرسي الخالي المركون جواره ثم أخذ حقيبته و غادر.
عند طريقه إلى البيت تأمل البحر أمامه، ما بال البحر ينظر إليه و يعاتبه و يسأله عن سبب اختفاء البهجة التي كانت تزين ثرى ضفته الذهبية.... ما بال موجه الهادر قد خبا في سكون خانق.
وحيدة على البحر تنظر إليه تشكو ألم النوى بعد أن ألفت تشاركهما أحاديثهما و أحلامهما تلك هي الصخرة التي اعتادا الجلوس عليها و من هناك من البعيد تطل قلعة صيرة التي لطالما كانت ملهمتهما في الصمود و الثبات و من هناك تزهو الصهاريج التي لطالما كانت عنوانا لهما في الابداع و الابتكار.
هنا و من هذا المكان كم سرد عليه حكايات أحياء مدينته و أسواقها التراثية و جمال بيوتها العالية المزخرفة بالأحزمة، و كم حدثه عن هيبة الجامع الكبير و بهاء باب اليمن العريق فجذبه الشوق و تزايد في قلبه المنى لرؤيتها و أسر إلى صديقه عزمه أن يصبح يوما مدرسا في إحدى مدارسها فأهداه القلم كتذكار و الذي منذاك أصبح صديقا لا يفارق يده....
عاود السير نحو بيته ، لكن الطريق التي ألف أن يخطوها أصبحت مكفهرة موحشة و الهواء صار ملوثا حد الاختناق...
و في المساء فتح حقيبته و تناول قلمه و فتح ورقته و أضاف:

"يقولون أنك لست مني و أني لست منك و أننا جد مختلفان فلم أظلمت دنياي حين أجبروك على الرحيل و لم سكبت الدمع حين غادرت.... يقولون بأنك لست مني و أني لست منك و أننا جد مختلفان فلم ملأ الرعب أرجاء مدينتي و اختفت السكينة حين أتوا بغيرك مكانك، و لم زاد بؤسي حين أخبروني بأن فرحي سيزيد بعد رحيلك... يقولون بأنك لست مني و أني لست منك و أننا جد مختلفان فلم يعتصر فؤادك على حالي المؤلم رغم بعدك عني..... أبدلوا غيرك مكانك من في كل لحظة يجهز قبري بيديه بينما حرصت أنت أن تهديني الحياة،،،،
سنبقى روحين في جسد واحد نتقاسم وحدة المصير إلى الأبد..."

توقف عن الكتابة و وضع قلمه بجانب ورقته على الطاولة و سبحت الغرفة في السكون.


22-5-2016
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
زينب عبدالوهاب الشهاري
غياث
زينب عبدالوهاب الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
عهد الوفاء
زينب عبدالوهاب الشهاري
د.أسماء الشهاري
ليلى و البحر
د.أسماء الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
المصيدة
زينب عبدالوهاب الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
إرادة شعب
زينب عبدالوهاب الشهاري
زينب عبدالوهاب الشهاري
رسالة شهيد
زينب عبدالوهاب الشهاري
المزيد