بالتزامن مع دراسة إمكانية إدراج جماعة الأنصار ضمن قائمة الجماعات الإرهابية أعلن تحالف العدوان عن تدمير زورق "حوثي" مفخخ كان متجها إلى ناقلة تجارية يونانية، ولم يعرض تحالف العدوان أي صور للزورق بعد تدميره.
الهدف من هذا الإعلان الكاذب هو تعزيز موضوع التصنيف والتسريع به، وأيضاً الدفع نحو تحشيد آخر لحماية خط الملاحة الدولي.
ومن المؤكد أن خبر استهداف ناقلة النفط اليونانية (agrari) غير صحيح أبداً، كما لم يتم استهداف أي ناقلة أو سفينة تجارية في خط الملاحة من قبل. وبالنسبة لتهديد صنعاء فواضح أنه سيتم استهداف منشآت حيوية سعودية وليس ناقلات تجارية.
الهدف من هذا الخبر الكاذب هو تعزيز موضوع التصنيف والتسريع به، وأيضاً الدفع نحو تحشيد آخر لحماية خط الملاحة الدولي، بعد فضح كذبهم بشأن عذر التحشيد لحماية الحرمين، وكانوا هم أكثر من دنس الحرمين، سواء بالتطبيع مع الكيان الصهيوني أو بتلك الرؤية التفسخية اللامعقولة واللامقبولة في أي مجتمع مسلم فما بالكم ببلد الحرمين؟!
لا يوجد أي خطر على الملاحة الدولية إلا من تلك البوارج الحربية المتواجدة في المنطقة بعذر تشديد الحصار، بينما تتولى الأمم المتحدة مهمة تفتيش السفن والناقلات. وقد تعرض اليمن لعدة ضربات من تلك البوارج العسكرية وتسببت بعدة مجازر مثل مجزرة مستشفى الثورة بالحديدة. وبالنسبة لما دمرته القوات اليمنية من بوارج وعددها 8 منذ بدء العدوان فقد كانت بوارج حربية تقوم بأعمال عدائية تم استهدافها بعد دخولها مياهنا الإقليمية.
على الرغم من أن من حقنا منع كل الناقلات من المرور، لأن من غير المعقول القبول والرضوخ بأن نُحاصر تحت مسمى منع تدفق السلاح بينما منعوا تدفق كل مقومات الحياة وأفسحوا المجال لدخول كل ما يفتك بالأرض والإنسان من مبيدات زراعية مغشوشة ومجهولة المنشأ وأغذية فاسدة كشحنة الدجاج المجمد الفاسد التي لم تحتجز حتى لساعات والسجائر المهربة، بينما يحتجزون ناقلات الوقود والمساعدات الطبية لعدة أشهر إلى أن تصل الغرامات لتساوي نفس قيمة الشحنة.
لكن إغلاق خط الملاحة يبقى خياراً استراتيجياً أخيراً سيستخدم عند نفاد كل الخيارات الأخرى. ومن الملاحظ أنه وبعد ستة أعوام من العدوان باتت السعودية تستنجد لوقف الهجمات والضربات اليمنية ولم تلق استجابة كما حدث في بداية العدوان. وعدم التجاوب ليس ناتجاً عن صحوة ضمير عالمي بقدر ما هو ناتج عن أزمة مالية خانقة تمر بها السعودية جعلتها غير قادرة على شراء مزيد من الذمم واستمرار التأييد والدعم، فالخدمات تنتهي بانتهاء الرصيد، وقد انتهى رصيد السعودية واستخدمت حتى خدمة "سلفني"! وباتت مديونة وعجزها المالي يزداد مع استمرار عدوانها على اليمن رغم إجراءاتها التقشفية وزيادة الأعباء على مواطنيها والمقيمين في أراضيها وإثقال كاهلهم بالتزامات مالية لا طاقة لهم بها، حتى بات المواطن السعودي يبحث عن وطن بديل، وبدأت موجة الغربة العكسية، لاسيما بعد ما تعرض له كبار المستثمرين والأمراء من اعتقالات وإجبارهم على التنازل عن جزء من ثرواتهم.
لهذا هي بحاجة إلى عذر يجعل بعض الدول تدعم عدوانها وتتدخل وتشارك فيه بشكل مباشر لحماية مصالحها، ونقصد بذلك الدول المستفيدة من خط الملاحة بينما تعلم هذه الدول بأن تجارتها تمر بسلام ولا يوجد أي خطر يهددها، وهذا ما أثبته الواقع طوال سنوات العدوان.
فالأنصار مطالبهم واضحة وثابتة ولم تتغير، وهي مطالب مشروعة وقانونية، ولا يمكن أن تطالب مجموعة إرهابية باستقلال الوطن واحترام سيادته، إلا أن ذلك يعتبر إرهاباً، من وجهة نظر أمريكا وحلفائها، ويستخدمون هذه الأسطوانة كوسيلة ضغط لكل من يرفض الخضوع لهم ويرفض سياسة الهيمنة والاستكبار.
* نقلا عن : لا ميديا