حينما يشاهد المرء ما يجري في ثغر اليمن الذي لم يعد باسماً على الإطلاق يدرك أن السلام لا يمكن أن يأتي على يد هؤلاء..
بين أدوات الرياض وأدوات أبوظبي تدور معارك بين مرتزقة العدوان تظهر بوضوح وجلاء أن قوى العدوان غير قادرة على ضبط اتفاق فرضته على أدواتها فكيف يمكن أن يتصور المرء أن يكون هؤلاء قادرون على إدارة دفة سلامٍ شاملٍ في بلادنا يريدون أن يفرضوه عبر إملاءاتٍ لم نقبل بها طيلة ستة أعوامٍ من الحرب المجرمة فكيف سنرتضيه باسم السلام.
تعيش عدن اليوم حالة من الوسواس القهري بين المواطنين فالكل يخشى من انفجار الوضع بين رفاق الأمس اعداء اليوم ولا تزال ذكرى احداث يناير تحوم فوق ذاكرة الناس الذين تأذوا كثيراً من حروب التصفيات التي تمت باسم الولاء الزائف لغير الوطن..
بين مجلس الانفصال الانتقالي الذي مكنته أبوظبي من السيطرة على مدينة عدن وبين جماعات الإخوان الذين لا يحطون على أرضٍ إلا وكانوا ناقوس خطرٍ عليها تعيش عدن على ايقاع التآمر وكلٌّ يتحين لحظة الانقضاض على شريكه في الحكومة الكرتونية التي تحرك خيوطها الرياض وأبوظبي..
تتواتر الأنباء القادمة من عدن عن مغادرة وزراء من يسمونها زوراً بالحكومة الشرعية للمدينة بعد تهديدات من مجلس الانفصال الانتقالي الذي يسيطر على المدينة على الرغم من أن كلا الفريقين يدعي أنه ينفذ اتفاقية المهزلة المسماة باتفاقية الرياض التي ترعاها السعودية بين رفقاء الارتزاق..
وفقاً لمصادر إعلامية محلية فإن مغادرة جميع وزراء الحكومة غير الشرعية لعدن باستثناء الوزراء المحسوبين على مجلس الانفصال الانتقالي يأتي بطلبٍ من العميل المدعو معين عبدالملك الذي يدين بدوره بالولاء للإمارات..
تدعي السعودية بأنها ترعى اتفاقاً للم شمل الاخوة الاعداء لكن الحقيقة انها تستخدمهم في مزيد من تفتيت النسيج السياسي والاجتماعي في هذا البلد حتى بين أدواتها التي يفترض بها أن تكون حريصة عليهم لكن هذا يؤكد بأن قوى الاحتلال والغزو تستهدف اليمن.. كل اليمن وليس فصيلاً واحداً فحسب..
ما يظهر حقيقة المؤامرة هو التناغم في التصريحات بين قوى العدوان والناطقين الغربيين الذين صار السفير البريطاني مايكل آرون المتحدث الرسمي باسمهم..
ففي مقابلةٍ مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة من لندن، قال “آرون” بأن الالتزام بتنفيذ اتفاق الرياض هو المخرج الحقيقي للسلام..
على ماذا تنص مهزلة اتفاق الرياض وإن كانت حقيقية وجدية فهل من ضمن بنودها أن يظل الوزراء التابعين لهادي رهائن بيد أدوات أبوظبي من الانفصاليين الانتقاليين.
نحن لا ندافع عن هؤلاء الوزراء الكرتونيين الذي لا يخجلون وهم ينتقلون بأمر أسيادهم من المنفى إلى المعتقل لكن هذه المهزلة المسماة باتفاقية الرياض ليست أكثر من وثيقة وصاية سعودية إماراتية على الجزء الذي يسيطرون عليه من البلاد..
لذا فإن تصريحات السفير البريطاني المتناغمة مع التصريحات السعودية والإماراتية تؤكد بأن ما تسمى شرعية هادي واقعة بين فكي قوى العدوان ومرتزقته الانفصاليين ولأنهم حمقى فأنهم يستمرون في السير إلى الأمام معصوبي العينين ولم يعتبروا من كل ما جرى ويجري لهم منذ بدء العدوان..
هذه الحالة العبثية التي تعيشها عدن هذه الأيام تحت يافطة اتفاق الرياض تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن قوى العدوان أبعد ما تكون عن البحث عن سلامٍ دائمٍ في بلادنا فلو كان هناك نوايا صادقة لهذا العدوان لإنهاء هذه الحرب العبثية لكان الأحرى بهم أن يبدأوا بأدواتهم قبل أن يفكروا في التصالح معنا..
بين اتفاقية الرياض الهزلية ومبادرة آل سعود التآمرية يقف اليمن شامخاً على أعتاب العام السابع من هذا العدوان ورسالة اليمنيين التي لم يكن احداً يلتفت اليها صارت اليوم حقيقةً واقعة على أرض الميدان..
النار التي اشعلتموها في بلادنا لن تحرق طرف ثوبكم فحسب بل ستصل الى عمق بلادكم فليس من العدل ان تظل اليمن تحترق بنيرانكم فيما أنتم تفتحون جزيرة العرب على مصراعيها للصهاينة الذين أخرجهم منها رسول الله قبل ألفٍ وأربعمائة عام.