كان خطباء حزب الاخوان المسلمين يرفعون أصواتهم بالدعاء لفلسطين والقدس يوم كانوا يجمعون التبرعات باسم فلسطين ، وعندما منعت أمريكا جمع التبرعات دفنوا رؤوسهم في التراب ! اليوم باتوا يكتفون بالدعاء لولاة أمرهم من اليهود والنصارى المقنعين والواضحين لأنهم باتوا محتاجين لمن يموِّلهم بعد انقطاع نهر التبرعات الذي كان يصب في جيوبهم ، والحمد لله أن سقطت كل الأقنعة وبات كل شيء واضحا ، أما فلسطين فلم تكن بحاجتهم لا الأمس ولا اليوم..
لأول مرة يتم التنكيل بإسرائيل بهذا الشكل المخزي ، وهو ما دفع اليهود الصهاينة ليفقدوا أعصابهم ويتخلوا عن وقارهم المزيف ، وها هم يقصفون بوحشية كعادتهم ، ولكنهم هذه المرة يتألمون كما لم يسبق لهم، وهم مرعوبون أكثر من أن تخرج الأمور عن السيطرة ، فقد اعتادوا أن يعاني الفلسطينيون بصمت ومرارة دون أن يكون هناك رد فعل مناسب لما يتجرعونه من ألم، ولأول مرة نجد أن اليهود يفكرون فعلا ماذا سيفعلون لو هزموا! وكلما توحد المسلمون أكثر وتحركوا بمسؤولية ستكون نهاية المعاناة والنصر أقرب.
محور المقاومة – كما أكدنا أكثر من مرة – يزداد قوة ، ونتائج هذه الجولة من الصراع ستحدد ما هي الخطوة القادمة والتي ستكون بالتأكيد حاسمة ، وقد تجلت قوة الرد بعد أن افتضحت أنظمة الخيانة بشكل غير مسبوق ، وبعد أن عرف الفلسطينيون أين كان الخلل ومواضع الضعف ، وبعد أن توحد الجميع على كلمة الحق وموقف الصدق ، ولأول مرة يرى الجميع بوضوح من يقف مع فلسطين ومن يقف مع كيان العدو الإسرائيلي البغيض ، فقد أصطف الإيمان وأصطف النفاق لأول مرة وقد أتضح الخط الفاصل بينهما بوضوح..
بالنسبة للشعب اليمني المظلوم فهو أكثر الشعوب تفهما لمعاناة إخوانه في فلسطين ، ورغم أن الشعوب التي تفرجت في الماضي على ما يفعله الصهاينة بالشعب الفلسطيني باتت تعاني بالدور وتفهم أن الخطر واحد ، إلا أن الشعب اليمني سيبقى الأقرب مما يجري ، فالله قد اصطفى هذا الشعب ليكون شعب الأنصار والمدد حتى زوال اليهود الأشرار من على وجه الأرض ، وليفهم الجميع أن الله ليس بحاجة لأحد ، ومن سيقف متخاذلا اليوم لا بد أن يصل الشر إليه عاجلا أم آجلا وهو في موقف الخزي والإهانة، أما من سيقف مع الحق والخير فهو من سينال العزة والكرامة وسيكون النصر حليفه بأمر الله ، وكان حقا على الله نصر المؤمنين .