تستمر السعودية في السير في النفق المظلم الذي أدخلهم فيه ابن سلمان.. فالذي لم يفعله الأمريكان للرياض لن يفعله غيرها لها.
ما يلوح في سماء السعودية اليوم يؤكد بأن التخبط صار سياسةً بالنسبة لحكام المملكة وعلى وجه التحديد ولي عهدها الذي يقود الشعب السعودي نحو حافة الهاوية وهم معصوبي العينين.
لم تحم الأنظمة الدفاعية الأمريكية المتطورة الرياض من صواريخنا ومسيراتنا فكيف يمكن أن تفعل ذلك أنظمة مستنسخةٌ منها.
لقد أثبتت الأيام أن مخططات ابن سلمان منذ أن صار وليّاً لعهد المملكة ووزيراً لحربها ليست أكثر من مجرد أوهام.
لم تجد توسلات رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق في ثني الأمريكان عن مخطط سحب جزءٍ واسع من منظومات الدفاع الامريكية الصاروخية المعروفة عالمياً بـ”الباتريوت”.
كل تلك التوسلات التي أطلقها تركي الفيصل على الملا وعبر شبكة “سي ان ان” الإخبارية الأمريكية أدخلها الأمريكان من إذن وأخرجوها من الأخرى ما دفع حكام السعودية للتخبط يمنةً ويسرةً علّهم يجدوا من يسد الفجوة التي سيخلفها انسحاب الأمريكان ولو جزئياً من المشهد الدفاعي السعودي.
وقبل الحديث عن صفقة أسلحة بطارية الـ”باتريوت اليوناني” التي وصلت إلى الرياض من أثينا علينا أن نضع تساؤلاً مهماً عن السبب في سحب الأمريكان لجزءٍ كبيرٍ من منظومتهم الصاروخية على الرغم من تأكيدهم الالتزام بالتعاون الدفاع العميق مع حلفاءهم السعوديين.
الاجابة عن هذا التساؤل لن تذهب بنا بعيداً.. يحاول الأمريكان الحفاظ على سمعة منظومتهم الدفاعية الصاروخية الأشهر في العالم والتي مرغتها القوة الصاروخية للجيش اليمني في التراب.
كل العمليات النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية داخل عمق المملكة تجاوزت هذه المنظومة الصاروخية وجعلتها تقف عاجزةً أمام صواريخنا ومسيراتنا ليس ذاك فحسب بل ارتد كثيرٌ منها إلى البطارية التي انطلق منها.
سمعة المنظومة الدفاعية الامريكية أهم لدى الامريكان من الالتزام بحماية السعوديين لذا قام الأمريكان بسحب جزءٍ كبيرٍ من منظومتهم الصاروخية قبل أن يتكرر مشهد تمريغ أنوفهم في التراب ويصبح قاعدةً.
في قلب هذه المعمعة التي أوصل ابن سلمان نفسه ومملكته اليها يقفز إلى سطح الأحدث تساؤلٌ مهم وهو هل يعتبر الباتريوت اليوناني الذي وصل إلى المملكة بديلاً لـ”الباتريوت الأمريكي”؟!.
تخبّط ابن سلمان بين الغرب والشرق وإسرائيل لن يمنحه الأمان ولن يوقف حجَّ طائراتنا المسيرة وصواريخ العزة اليمنية إلى المملكة فذاك صار التزاماً علينا لا يسقط إلّا بترسيخ معادلة الأمن للجميع.
لن نتسرع ونجزم بأن ما عجزت عنه واشنطن لن تفلح فيه أثينا لكن لندع الرد على هذا التساؤل المنطقي للقوة الصاروخية والتي ستثبت لابن سلمان أنه لا أمان له ولا لمملكته ما لم يذق اليمنيون طعم هذا الأمان وما لم تتوقف الحرب في بلادنا ويرفع عنها الحصار.
بين الباتريوت اليوناني والقبة الحديدة الإسرائيلية ومحاولة ابن سلمان مغازلة موسكو لاستجلاب منظومة الـ”إس 400 الروسية” يقف ابن سلمان باحثاً عن من يحميه فيما لم يفكر على الاطلاق بحماية نفسه أو من بابٍ أولى ترك أذيّة الآخرين ما دام عاجزاً عن حماية نفسه.
ما نقلته وكالة الأنباء اليونانية عن رئيس هيئة الأركان في بلادها أثناء حفل مغادرة عسكريين وخبراء يونان إلى المملكة صحبة الباتريوت لن يغني عن المملكة شيئاً.
لن يتحقق الأمن والسلام لهؤلاء لا بمنظوماتكم الدفاعية ولا صواريخكم الهجومية ولا مقاتلاتكم ولا كل تكنولوجيتكم العسكرية المتطورة.
إحلال منظوماتٍ دفاعيةٍ بديلةٍ للمنظومة الصاروخية الأمريكية لن يغني عن السعودية شيٌء فالخلل ليس في منظومة الدفاع السعودية بل في منظومة الحكم في المملكة.
* نقلا عن : السياسية