شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
فشل العدوّ يفضح كذبه في «مجدل شمس»
استهداف يمني مسيّر وصادم لعمق "تل أبيب".. هل يكون فاصلًا لوقف حرب نتنياهو؟
هل تكون عملية "الكوش" إحدى صور المواجهة الواسعة؟
المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد.. وفرض التسويات
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟

بحث

  
الخناق يشتد على مأرب.. ماذا حققت "ربيع النصر"؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: 3 سنوات و 3 أسابيع و 6 أيام
الثلاثاء 26 أكتوبر-تشرين الأول 2021 07:50 م


لم يكن جديدًا ما تطرق إليه المتحدث العسكري اليمني العميد يحيى سريع في مؤتمره الصحافي الأخير، والذي شرح فيه المعطيات الكاملة عن عملية ربيع النصر، لناحية ما حققته العملية أو لناحية ما يمكن أن تكون تأثيراتها على المشهدين الميداني والسياسي في الحرب على اليمن، فهو كان دائمًا يواكب عمليات التحرير التي تخوضها وحدات الجيش اليمني واللجان وانصار الله، بمؤتمراته الصحافية الدقيقة والتفصيلية. ولكن الجديد في الموضوع اليوم أن ما شرحه وأضاء عليه لناحية الانجازات التي تحققت في "ربيع النصر"، يشكّل نقطة مفصلية في ما وصلت اليه الأمور الميدانية اليوم، من حساسية وأهمية في الجغرافيا أو في التكتيك أو في المناورة القتالية، وذلك في معركة التحرير الكبرى التي تخوضها القوى الوطنية التابعة لحكومة صنعاء بمواجهة تحالف العدوان السعودي.
 
 بالعودة الى مضمون المؤتمر الصحافي المذكور للمتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، فقد لفت إلى النتائج التي حققتها عملية "ربيع النصر" العسكرية في محافظتي شبوة ومأرب والتي انتهت بتحرير مساحة تُقدّر بأكثر من 3200 كم مربع، كما كشف عن دور سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية والدفاعات الجوية في تنفيذ العملية، وأوضح أيضًا أنّ "قواتنا المسلحة واصلت تحقيق الإنجازات الميدانية وهي بصدد تحرير البلاد بدحر قوى العدوان والعملاء والمرتزقة.."، مضيفًا أنّ هذه العمليات أدّت إلى تحرير مناطق واسعة من عدة محافظات ناهيك عن تكبيد العدو خسائر كبيرة.

 من هنا، وانطلاقًا من المعطيات الميدانية والعسكرية التي تضمنها المؤتمر الصحافي، من المفيد الإضاءة على أهميتها وعلى ما يمكن أن تشكله للمعركة الكبرى بشكل عام، وذلك على الشكل التالي:

في الجغرافيا، لقد تم تحرير مساحة تقدر بحوالي 3200 كلم مربع، أغلبها في مناطق ومديريات جنوبية وجنوبية غربية أو جنوبية شرقية لمدينة مأرب، نتكلم هنا عن مديريات الجوبة والعبدية وعسيلان وحريب والعين وبيحان، الأمر الذي يشكّل حزامًا ميدانيًا حيويًا جدًا على أبواب مارب، في الدفاع عنها لو بقي تحت سيطرة العدوان، أو في الضغط عليها والمساهمة في الدخول اليها، بعد تحرير حزام المديريات المذكور.

البعد الميداني لهذه المديريات المحررة، يكمن أيضًا في أنها كانت تشكل الرابط الجغرافي بين مارب والجنوب، وبعد تحريرها، يمكن القول انه قد تم قطع التواصل الأساسي والأهم والأسرع لمأرب مع الجنوب والجنوب الشرقي، بما يحمله ذلك من تأثيرات سلبية على خطوط وطرق امداد ودعم وحدات العدوان في معركتها الحالية للدفاع عن المدينة.

أهمية ما حققته عملية ربيع النصر، لا يكمن فقط في الجغرافيا التي خسرها العدوان، والتي تآكلت بشكل كبير، بل تكمن أيضًا هذه الأهمية بما خسره العدوان من جهود قتالية، في العتاد والأسلحة التي دُمّرت أو التي غنمتها وحدات الجيش اليمني واللجان، أو من جهود في المقاتلين نتيجة التآكل في العديد الذي يتناقص تباعا، عبر الأسر أو عبر المصابين أو عبر القتلى، والذين سقطوا في هذه العملية أو في ما سبقها أيضًا من عمليات، والمرتبطة بعملية ربيع النصر بشكل كبير، نتكلم عن عمليتي "فجر الانتصار " و"البأس الشديد".
 
البعد الآخر أيضًا، والذي خسره العدوان بعد عملية ربيع النصر، يمكن وضعه في إطار المعنويات الأساسية في معركة صعبة كالتي شهدناها، خاصة أن الخناق يضيق على مارب، وأن امكانيات أو احتمالات النجاح في منع سقوطها أصبحت مستحيلة، ولم يعد لدى العدوان بعد انخفاض عديد وحداته القتالية، أية امكانية للمناورة عبر الاحتياط أو عبر المجموعات التي يمكن نقلها لأي جبهة قد يفتحها الجيش اليمني واللجان فجأة، وذلك بعد أن أصبحت وحدات هؤلاء مؤخرًا (الجيش اليمني واللجان وانصار الله) بارعة في تغيير تكتيك ومكان الاستهداف أو العملية، مستغلة عنصر المفاجأة في سرعة التقدم أو في اختيار محور أو هدف غير منتظر (لصعوبته) ومهاجمته.

أهمية العملية أيضًا أن المديريات التي تحررت هي من الأصعب في التحصين والتجهيز، لأنها المعتصمات الدفاعية الاستباقية لحماية مارب، خاصة أن المدينة لا يمكن أن تكون مناسبة للدفاع كما تلك المديريات، لأسباب انتشار المدنيين فيها بكثافة، ولكونها منطقة مكشوفة، على عكس مواقع المرتزقة والعدوان في جبال ووديان تلك المديريات التي تحررت.
 
ومن الملاحظ أيضًا، في عملية ربيع النصر أو في ما سبقها من عمليات، القدرة اللافتة التي أصبحت تميز مناورة الجيش واللجان في الاستعمال المركَّز والفعال لأسلحة دعم القتال النوعية، من مسيرات وصواريخ باليستية وصورايخ دفاع جوي، ليس فقط داخل الميدان اليمني، بل عبر استعمالها خارج اليمن وبالتحديد في الجنوب والجنوب الغربي السعودي، حيث مطارات العدوان تطلق القاذفات، والمسيرات التي تدعم وحداته في معركة دفاعه المستميتة عن مأرب.

من نتائج ربيع النصر أيضًا، والتي سوف يكون لها تاثيرات سلبية كبيرة على معركة العدوان، ما حصل من انهيار شبه كامل ونهائي للمجموعات المتشددة (داعش والقاعدة)، بعد أن ضُربت في معاقلها الأخيرة في تلك المديريات، والتي كانت قد انتقلت اليها هربا من معارك محافظة البيضا الأخيرة، في مديريتي الصومعة والزاهر وغيرهما.

 وليبقى أخيرًا البعد الوطني للعملية، هو البعد الأكثر أهمية، والذي تمثل في مشاركة عدد كبير من أبناء قبائل تلك المديريات للجيش واللجان في عملية التحرير، أو على الأقل، فإن الذي لم يشارك من تلك القبائل في عملية ربيع النصر، فقد اعتكف عن مساعدة العدوان والمرتزقة، وهذه النقطة كانت من الأسباب الرئيسة لتأمين الانتصار في العملية، وليتوَّج هذا البعد الوطني بما قاله العميد سريع في نهاية مؤتمره الصحافي في رسالته الوجدانية لأبناء الشعب اليمني في المناطق المحتلة وعلى رأسها مدينة مأرب، قائلاً:

"وكما أوفت قواتنا المسلحة بعهدها وهي تؤدي مسؤولياتها وتنفذ واجباتها تجاه المواطنين في المناطق التي تحررت بفضل الله، فستكون على ذات العهد وهي بصدد تأدية واجباتها تجاه المواطنين في المناطق التي سيجري تحريرها بعون الله". وختم "سنواصل مشوارنا في التصدي للعدوان على بلدنا وفي نصرة أمتنا في قضاياها الكبرى، وسيكون شعبنا حرًا كريمًا عزيزاً باذن الله تعالى".

 

* المصدر : موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
د.عبدالعزيز بن حبتور
لماذا يعبث أعْرَاب الخليج بأرخبيل جزر سقطرى؟
د.عبدالعزيز بن حبتور
عبدالمنان السنبلي
ألم أقل لكم إنه عدوانٌ مبين؟!
عبدالمنان السنبلي
عبدالفتاح علي البنوس
ربيع الأنوار المحمدية"6-6"
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالعزيز البغدادي
رسالة الشعب لمن يريد القراءة
عبدالعزيز البغدادي
خالد العراسي
قائدُنا نعمةٌ ربَّانية عظيمة
خالد العراسي
محمد صالح حاتم
الفرق بين الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي
محمد صالح حاتم
المزيد