|
من المجنون والأحمق؟!
بقلم/ عبدالملك سام
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و 11 يوماً السبت 05 فبراير-شباط 2022 08:03 م
إنه عالم مجنون هذا الذي نعيش فيه، وغالباً ما يلقى اللوم فيه على العقلاء، والتهمة الجاهزة طبعاً أنهم «مجانين»!! وفي زمن أصبح فيه الصدق عملة نادرة، كان من الطبيعي أن يمتاز فيه الخبيث من الطيب.
مثلاً، هناك أنظمة لا تمتلك أي ذرة من الديمقراطية، وفجأة تصاب هذه الأنظمة بخلل عقلي لتحاول فرض الديمقراطية على شعوب تحركت وبدأت تفكر أن تحكم نفسها وفقاً لمصالحها وتتحرر من العبودية والتبعية! وكم هو المشهد مأساوي عندما ترى «ورعاً» سعودياً أو إماراتياً يتحدث عن الحرية والديمقراطية!
أنا لا أعترض على أن يتحدث من يشاء بما يشاء، ولكن لو كنت أنت شخصاً مريضاً ومصاباً بعقدة الاضطهاد مما يفرضه عليك الأمريكيون، فعلى الأقل لا تحاول أن تحاضر الناس عن شرف أنت لا تمتلكه! فكل العالم يعرف، وأنت تعرف أنك لا تملك حرية ممارسة ما تدعيه من رجولة إلا إذا كان بإذن موظف أمريكي من الدرجة العاشرة يعمل في سفارة بلده في أرضك، ولكن خوفك ومذلتك هي ما جعله يأمر أكبر رأس في بلدك بما يريد فيجيبه: لبيك!
لنحسب معاً ما يستخرجه النظام السعودي أو الإماراتي من ثروات، وكم منها يذهب لجيوب الأمريكان بدون أي مقابل سوى «البكش» والتهديد! طبعاً، كلنا نعرف أن عملية الحساب ليست من حق أحد، حتى صاحب المال نفسه لا يعلم كم يكسب وكم يصرف!! كل شيء يدار عبر «شركات» تتبع الخزينة الأمريكية بشكل غير مباشر، وكل ما لدى «الأجراء» يمكن سحبه في أي وقت وتحت أي تسمىة!
وصل الحد مؤخراً إلى أن أصبح «جوجل» هو المفتي للمواطنين الخليجيين الذين فقدوا ثقتهم في مشائخهم، والذين بات نصفهم في السجون، والنصف الآخر يحتفل بعيد الحب ويتبع هيئة الأمر بالمنكر! وحتى المفتي «الأعور» الذي لم نكن نفهم ثلثي كلامه بات من المغيبين، وبات الدين وتعاليمه تأتي من «بخاري» أمريكي، و«صحيح» صهيوني! وتم إضافة وظائف أخرى للسفير الأمريكي في دول الخليج؛ فصار سفيراً ورئيساً ومعلماً ومفتياً وقاضياً!
تطورت الحالة اليوم، ولم يعد العملاء والخونة يكتفون بمهاجمة حقوق الشعوب العربية والمسلمة، بل اتجهوا ليجاهروا بالأعمال الدنيئة والمهينة، ويتسابقوا في تقبيل أحذية الأعداء ويشيدوا بأخلاقهم.
نحن لسنا مجانين يا هؤلاء عندما نطالب بأن نكون أحرارا في قراراتنا وثرواتنا، وعندما نكون مستعدين لدفع ثمن حريتنا فهذا اسمه كرامة وإباء، ولو سخرتم من هذه الكلمات فذلك لأنكم لم تعرفوا قيمة أن تعيشوا أحراراً كرماء. الجنون الحقيقي أن أعاني وأكد لإخراج ثروتي لينهبها الصهاينة الجشعون دون أن أعترض ولو بكلمة، فما قيمة أن أعيش وأعاني وأكد وهناك من يأخذ حقي ويملي عليَّ ما أفعل؟! وأقسم لكم إن الطفل الحافي في بلدنا يمارس حريته بعزة وأنفة لا يملك نصفها من تسمونه «الملك» أو «الأمير» عندكم، وأنتم مجرد مجموعة من خصيان القصور الذين يعدون أمواتا في نظر الشعوب!
أخيراً، من المؤسف أن تعيشوا فترة على حالكم السيئ هذا لتشاهدوا ما سيحدث لا محالة، فقط راقبوا ما نحن فاعلون. سيأتي اليوم الذي يتودد فيه الأمريكي والصهيوني إلينا بقتلكم وسحلكم لنرضى عنهم ونصادقهم، ومؤكد أننا لن نقبل بشيء أدنى من حرية واستقلال وكرامة شعوبنا وأمتنا ولو دفعنا ثمن ذلك من دمنا، فما نزال عربا لنا دين لا يقبل بما تقبلون به. سموه جنونا أو ما شئتم، لكم دين الذل والهوان ولنا دين. والعاقبة للمتقين.
* نقلا عن : لا ميديا |
|
|