«أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة في مؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك». راشيل كوري
ولدت راشيل أليان كوري عام 1979 في واشنطن في الولايات المتحدة.
بعد تخرجها من الثانوية التحقت بالكلية في أولمبيا، وأخذت بضعة دروس في الفنون، لكنها انقطعت عن الدراسة لمدة عام فالتحقت بحركة «التضامن العالمية» التي تدعم القضية الفلسطينية.
عرفت بحبها للسلام، وبدفاعها عن حقوق الفلسطينيين في العيش بسلام والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبثت العديد من الرسائل المصورة عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
كتبت في إحدى الرسائل قائلة: «أحيانا كنت أجلس لتناول وجبة العشاء مع الناس وأنا أدرك تماما أن الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة تحاصرنا وتحاول قتل هؤلاء الفلسطينيين الذين أجلس معهم».
ذهبت ضمن وفد من حركة التضامن العالمية إلى قطاع غزة عام 2003 إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية من أجل منع هدم منازل الفلسطينيين.
وفي حي السلام بمدينة رفح رفعت شعار «كن إنسانا»، وتقدمت نحو إحدى الجرافات الإسرائيلية كي تمنعها من الاقتراب من تدمير المنازل وتجريف أراضي المزارعين. كانت تحمل مكبرا للصوت وتدعو الجنود الإسرائيليين للتوقف عن عملية الهدم وظنت أن ملامحها الأجنبية ستمنع الجرافات الإسرائيلية من التعرض لها، غير أن سائق الجرافة لم يكترث لندائها وقام بدهسها في عملية متعمدة. فتوفيت يوم 16 مارس/آذار 2003 في غزة وهي في الـ23 من عمرها.
لقبها الرئيس الراحل ياسر عرفات بـ»الشهيدة»، وأطلق اسمها على العديد من المراكز الثقافية في فلسطين. وخلال السنوات الماضية، عملت مؤسسات محلية ودولية على تخليدها، بإطلاق اسمها على فعاليات متنوعة وإنتاج أفلام تحمل اسمها. وغدت كتاباتها التي نشرت رمزا للحملة الدولية التي تخوض غمارها أطراف عدة باسم الفلسطينيين.
قامت المحكمة الإسرائيلية عام 2013 بتبرئة قاتلها، ورفضت دعوى مدنية رفعتها عائلتها ضد إسرائيل. وأعربت والدتها عن صدمتها من هذا الحكم قائلة: «إن مثل هذا الحكم يجعل الجنود يتصرفون ومعهم حصانة على حساب المدنيين».

* نقلا عن : لا ميديا