الهجمة الوهابية الخبيثة رسخت في أذهان المسلمين أن رجل الدين ليس منه منفعة غير الفتاوى الفقهية والمواعظ الرنانة، وذلك لأن الدين نفسه -في نظرهم- لا يمكن أن يعلم الناس سوى أشياء شكلية، مثل كيفية الوضوء وتقصير الثوب واستخدام السواك.
هكذا، علمونا كيف نتوضأ وكيف نصلي بألف طريقة وطريقة، ودرسونا كيف نستعمل السواك وكيف نغسل الثوب من النجاسة 7 مرات إحداهن بالتراب و... و... إلخ.
لكن هل علمونا كيف نواجه أعداءنا من اليهود والنصارى؟! هل علمونا كيف نبني دولتنا اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً؟! هل علمونا كيف نكون مجتمعاً قوياً مكتفياً ذاتياً؟!
لم يعلمونا شيئاً من هذه المبادئ المهمة التي ترتكز عليها الدولة الإسلامية، وبدلاً من ذلك أدخلوا في عقول الناس ثقافات مغلوطة وأحاديث مكذوبة يخجل المرء من ذكرها.
ولا أحد يستطيع أن ينكر أن التعليمات الإسلامية المحورية كلها موجودة في نصوص القرآن الكريم؛ لكن الهجمة الخبيثة ذاتها علمت الناس أن القرآن مجرد كتاب لتجميع الحسنات لا أقل ولا أكثر، فالحرف بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها وانتهى الموضوع.
هكذا سلبوا الأمة منهجها الإلهي الذي كان سيهديها للتي هي أقوم في مختلف جوانب الحياة، وجعلوها تحت أقدام من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة.
الهجمة الوهابية الخبيثة رسخت في أذهان المسلمين أن رجل الدين ليس منه منفعة غير الفتاوى الفقهية والمواعظ الرنانة
إذا تأملنا هذه الحقائق والمعطيات سنفهم قطعاً أهمية نعمة الهداية، ولماذا اعتبرها الشهيد القائد أعظم النعم في محاضرة (معرفة الله - نعم الله 4)، وبالتالي نفهم قيمة أعلام الهدى (الحقيقيين) الذين يمنحنا الله على أيديهم نعمة الهداية، وذلك من خلال إرجاعنا إلى القرآن الكريم والاهتداء بآياته.
قبل سنوات كان الأعداء ينظرون إلى قائد الثورة السيد عبدالملك (يحفظه الله) كرجل مواعظ لا يفقه شيئاً من الأمور الأخرى.
توالت الأحداث ليثبت لهم أنه قائد عسكري محنك لا يطاوله أكبر جنرالاتهم خبرة وعمراً، وقد قال لهم في أحد خطاباته: «أنا لست رجل مواعظ، بل رجل الفعل قبل القول».
وها نحن نراهم اليوم عاجزين أمام السيد القائد على كافة المستويات من الميدان العسكري إلى السياسي.
ومن استمع إلى محاضرة سيد الثورة ليل السبت المنصرم حول النهضة الاقتصادية، سيعرف أننا مقبلون على مرحلة الانتصار الاقتصادي بإذنه تعالى؛ ولكن لن يتأتى ذلك إلا بتطبيق المبادئ الإسلامية والتسليم للسيد العلم.
لدينا عَلَم هدى وقائد رباني يشهد له العالم بحنكته الاستثنائية، وكما انتصر في المعركة العسكرية والسياسية سينتصر في المعركة الاقتصادية.
مخرجكم يا شعب اليمن في محاضرة السيد التي ذكرتها آنفاً، والتي ركز فيها على تطبيق مبدأ التعاون على المستوى الاقتصادي والمجتمعي.
لا تعولوا على الحكومة نهائياً؛ ولكن ثقوا في حكمة القائد، وامضوا في خطاه وعلى ضوء توجيهاته، واعلموا أن الخير قادم بإذن الله.
* نقلا عن : لا ميديا