“أنا هاستشهد اليوم.. أنا بحبك يا أمي.. وحافظوا على الوطن بعدي.. أنا محاصر ورايح استشهد.. وأوصيكم يا شباب ما حد يترك البارودة”. هذه كانت آخر كلمات النابلسي التي تضمنها التسجيل الصوتي بعد محاصرته. وكان قد حظي بتقدير كبير لدى أبناء شعبه، حين أصبح ظهوره في مواكب تشييع رفاقه حاملا النعش بيد وبيده الأخرى بندقيته التي لا تفارقه، رسالة تحد لقوات الاحتلال.
انضم النابلسي في وقت ما لكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وصار مع مرور السنوات قائدا ميدانيا بارزا فيها، ساعيا إلى أن يضبط الشعب الفلسطيني بوصلته ضد الاحتلال وألا يكون بينه «الخونة والجواسيس».
نشط في مقاومة المحتل فخطط ونفذ -ضمن مجموعات صغيرة- عمليات عدة ضد جنود الاحتلال والاشتباك المسلح معهم والتصدي للاقتحامات الليلية.
حمّله الاحتلال مسؤولية عدد من العمليات أبرزها عملية قبر يوسف أدت لإصابة قائد «لواء السامرة» روي تزويغ وضابط آخر، وصار ضمن قائمة أكثر المطلوبين لجيش الاحتلال وأجهزته الأمنية.
نجا من عدة محاولات اغتيال أبرزها في فبراير 2022، حيث حاصرت قوة «إسرائيلية» سيارة وأطلقت النار تجاهها بكثافة معتقدةً أنه بداخلها، وكان قد غادرها قبل دقائق من محاولة الاغتيال، واستشهد فيها 3 من رفاقه.
وفي يوليو 2022 حاصرت قوة إسرائيلية إحدى الشقق السكنية في نابلس كان فيها برفقة مجموعة من رفاقه ولكنه تمكن من الانسحاب بعد اشتباكات مع قوات الاحتلال. واستشهد اثنان من رفاقه.
يوم 9 أغسطس 2022، حاصرت القوات «الإسرائيلية» منزلا كان يتحصن فيه في نابلس وأطلقت عليه صاروخا فاستشهد.
ونقلت قناة 13 العبرية أن من قاد عملية تصفية النابلسي قائد «لواء السامرة» روي تزويغ الذي كان قد أصيب برصاص النابلسي نفسه.
نعته شهداء الأقصى (لواء العامودي) «سنكون ركنا شديداً ولن نسمح لعدونا بالاستفراد بأي من ساحات الوطن فنابلس كغزة»، لتؤكد بدورها، إلى جانب سرايا القدس، أهمية وحدة الساحات الفلسطينية.
* نقلا عن : لا ميديا