أرى في الحسين رجلا يتوسط أهله وصحبه وأبناءه وأحفاده.
يرى مصارعهم في لمعان الحراب وحد السيوف.
يناجيهم: ارحلوا، دعوني وحيدا، أنا غاية القتلة!
يلتصقون به أكثر وأكثر: وأنت لنا غاية حياة!
يذرف دمعة رحمة. يستل سيفه، ويطلق صيحة كرامة: هيهات منا الذلة!
يرتجف الظلم إلى يوم القيامة، ويموت الموت تحت أقدامه!
لا أرى في الحسين نظاما حاكما، بل قيمة حاكمة!
تكثيفاً لكل فضائل البشر وهي تجتاز امتحانها الأخير في قاعة الزيف والدم والظلم!
ليس الحسين ذكرى مؤلمة. هو ضمير الألم الحاضر دفاعا عن الحق والعدل والحرية في كل ساحة صراع وتوقيت معركة!
وها أنت هناك، على مشارف كربلاء، تحدق مشدوهاً في لقاء فئتين: آلاف الباطل، مقابل عشرات الحق؛ وعليك أن تقرر: أن تحمل سيفك وتذهب لتقطع رأس الحسين فتعيش مؤقتاً لتموت أبداً، أو أن تحمل رأسك (المقطوع) وتذهب إلى صف الحسين، فتموت مؤقتاً لتحيا أبداً!
أنت هنا، ولديك كربلاؤك، وعليك أن تقرر!
* نقلا عن : لا ميديا