الناس في هذه الحياة أنواع وأصناف.. مثلاً هناك أشخاص يحفظون القرآن الكريم ويتلونه غيباً، وهناك أشخاص يجدون موهبتهم في حفظ القصائد الشعرية، وأشخاص يفضلون حفظ الأغاني أو الأناشيد، وآخرون مثلي يحفظون من كل شيء (شوية).. وهكذا.
وبالإضافة إلى ذلك.. تختلف قدرة الناس على الحفظ حسب قوة الذاكرة عند كل شخص، فالبعض يمكنه حفظ النصوص الطويلة بأقل مجهود وأقصر وقت، والبعض الآخر يستغرق وقتاً لا بأس به في حفظ نَص قصير.
وبرغم هذا فإن الإنسان الصحيح والطبيعي لا تنعدم عنده القدرة على الحفظ تماماً (باستثناء الوزراء والمسؤولين)، وذلك لأنهم لا يستطيعون أن يحفظوا أي كلمة غير هذه الجملة: “كل شيء تمام”.
هذا النوع من الوزراء والمسؤولين هو الذي يصنع فجوة كبيرة بين الراعي ورعيته، ويتسبب في تفشي الظلم والجور في البلاد، لأنهم يظنون أن عمل المسؤول هو الابتسام للرئيس وإبلاغه بأن “كل شيء تمام”.
حتى لو كانت البلاد مقلوبة رأساً على عقب، فستجد تقاريرهم التي يرفعونها تعبر عن أن “كل شيء تمام”، مما ينعكس على فشل الحكومة بأداء دورها وتنامي حالة السخط في المجتمع.
وهنا اسمحوا لي أن أستشهد بما قاله سيد الثورة (يحفظه الله) قبل أقل من أسبوعين، حيث شدد على أن نجاح المسؤول مرتبط بمدى علاقته مع المجتمع، وذلك خلال لقائه بالسلطة التنفيذية المركزية والمحلية.
وقبل عدة أيام عقد الرئيس مهدي المشاط اجتماعاً مع اللجنة العليا لإدارة الرؤية الوطنية، ومما لفت نظري هو إشادة الرئيس بالجهود المبذولة في تطوير مستوى الأداء (وقرب الدولة وأجهزتها من المواطنين) وتحسين الخدمات للمجتمع.
هنا رسالتي أنا المواطن المستضعف إلى الأخ الرئيس بألا يعتمد على التقارير المرفوعة التي تقول “كل شيء تمام”، فهناك الكثير من المشاكل والمظالم والقضايا التي تحتاج إلى النظر فيها وحلها بشكل مستمر، وماتزال الدولة بعيدة كل البعد عن المواطنين.
أدعوكم سيدي الرئيس لإنشاء لجنة رقابية تستقبل شكاوى الناس وقضاياهم وتشرفون عليها بنفسكم؛ حينها سترون الوضع مختلفاً تماماً، وستطلعون على الحقيقة بأكملها.
هذا إن أردتم القرب من المجتمع فعلاً.
* نقلا عن : لا ميديا