سلسلة شعراء القدس والمقاومة في اليمن نختار فيها نبذة من قصائد شعراء اليمن الذين كتبوا عن القدس والمقاومة
أبو تمام وعروبة اليوم.. للشاعر الكبير عبد الله البردوني
ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذب
وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصفائح أهدى حين تحملها
أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب
وأقبح النصر.. نصر الأقوياء بلا
فهم سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا
أدهى من الجهل علم يطمئن إلى
أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قالوا : هم البشر الأرقى وما أكلوا
شيئا كما أكلوا الإنسان أو شربوا
ماذا جرى يا أبا تمام تسألني
عفوا سأروي ولا تسأل وما السبب
يدمي السؤال حياء حين نسأله
كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو(النقب)
من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم
كلا وأخزى من (الأقشين) ما صلبوا
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة
وموطن العرب المسلوب والسلب
ما ذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم
نصدق وقد صدق التنجيم والكتب
فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا
وشمسنا وتحدت نارها الحطب
وقاتلت دوننا الأبواق صامدة
أما الرجال فماتوا ثم أو هربوا
حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا
وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم
ويدعون وثوبا قبل أن يثبوا
الحاكمون و(واشنطن) حكومتهم
واللامعون وما شعوا ولا غربوا
القاتلون نبوغ الشعب ترضية
للمعتدين وما أجدتهم القرب
لهم شموخ (المثنى) ظاهرا ولهم
هوى إلى (بابك الخرمي) ينتسب
ما ذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت
أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟
عروبة اليوم أخرى لا ينم على
وجودها اسم ولا لون ولا لقب
تسعون ألفا ( لعمورية ) اتقدوا
وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قيل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليونا وما بلغوا
نضجا وقد عصر الزيتون والعنب
تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها
إذا امتطاها إلى أسياده الذنب
( حبيب ) وافيت من صنعاء يحملني
نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي
مليحة عاشقاها السل والجرب
ماتت بصندوق ( وضاح ) بلا ثمن
ولم يمت في حشاها العشق والطرب
كانت تراقب صبح البعث فانبعثت
في الحلم ثم ارتمت تغفو وترتقب
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت
حبلى وفي بطنها ( قحطان ) أو ( كرب )
وفي أسى مقلتيها يغتلي (يمن)
ثان كحلم الصبا ينأى ويقترب
حبيب تسأل عن حالي وكيف أنا؟
شبابة في شفاه الريح تنتحب
كانت بلادك ( رحلا ) ظهر ( ناجية )
أما بلادي فلا ظهر ولا غبب
أرعيت كل جديب لحم راحلة
كانت رعته وماء الروض ينسكب
ورحت من سفر مضن إلى سفر
أضنى.. لأن طريق الراحة التعب
لكن أنا راحل في غير ما سفر
رحلي دمي.. وطريقي الجمر والحطب
إذا امتطيت ركابا للنوى فأنا
في داخلي.. أمتطي ناري وأغترب
قبري ومأساة ميلادي على كتفي
وحولي العدم المنفوخ والصخب
( حبيب ) هذا صداك اليوم أنشده
لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري
إني ولدت عجوزا... كيف تعتجب
واليوم اذوي وطيش الفن يعزفني
والأربعون على خدي تلتهب
كذا إذا ابيض إيناع الحياة على
وجه الأديب أضاء الفكر والأدب
وأنت من شبت قبل الأربعين على
نار (الحماسة) تجلوها وتنتحب
وتجتدي كل لص مترف هبة
وأنت تعطيه شعرا فوق ما يهب
شرقت غربت من (وال) إلى (ملك)
يحثك الفقر... أو يقتادك لطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت
فيك الأماني ولم يشبع لها أرب
لكن موت المجيد الفذ يبدأه
ولاة من صباها ترضع الحقب
( حبيب ) ما زال في عينيك أسئلة
تبدو.. وتنسى حكاياها فتنتقب
وما تزال بحلقي ألف مبكية
من رهبة البوح تستحي وتضطرب
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا
ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا
يوما ستحبل من إرعادنا السحب
ألا ترى يا ( أبا تمام ) بارقنا
( إن السماء ترجى حين تحتجب )
..
يوم المعاد.. للشاعر الكبير عبد الله البردوني
يا أخي يا ابن الفدى فيما التمادي
و فلسطين تنادي و تنادي؟
ضجّت المعركة الحمرا … فقم:
نلتهب فالنور من نار الجهاد
و دعا داعي الفدى فلنحترق
في الوغى، أو يحترق فيها الأعادي
يا أخي يا ابن فلسطين التي
لم تزل تدعوك من خلف الحداد
عد إليها، لا تقل : لم تقترب
يوم عودي قل : أنا "يوم المعاد "
عد ونصر العرب يحدوك وقل:
هذه قافلتي و النصر حادي
عد إليها رافع الرأس وقل:
هذه داري، هنا مائي وزادي
وهنا كرمي، هنا مزرعتي
وهنا آثار زرعي و حصادي
وهنا ناغيت أمّي وأبي
و هنا أشعلت بالنور اعتقادي
هذه مدفأتي أعرفها
لم تزل فيها بقايا من رماد
وهنا مهدي، هنا قبر أبي
وهنا حقلي و ميدان جيادي
هذه أرضي لها تضحيتي
وغرامي و لها وهج اتّقادي
ها هنا كنت أماشي إخوتي
وأحيّي ها هنا أهل ودادي
هذه الأرض درجنا فوقها
و تحدّينا بها أعدى العوادي
و غرسناها سلاحا و فدى
و نصبنا عزمنا في كلّ وادي
و كتبنا بالدّما تاريخنا
ودما قوم الهدى أسنى مداد
هكذا قل : يا ابن " عكّا " ثمّ قل :
ها هنا ميدان ثاري و جلادي
يا أخي يا ابن فلسطين انطلق
عاصفا وارم العدى خلف البعاد
سر بنا نسحق بأرضي عصبة
فرّقت بين بلادي و بلادي
قل: " لحيفا " استقبلي عودتنا
وابشري ها نحن في درب المعاد
و اخبري كيف تشهّتنا الربى
أفصحي كم سألت عنّا النوادي !
قل: لإسرائيل يا حلم الكرى
زعزعت عودتنا حلم الرقاد
خاب " بلفور " وخابت يده
خيبة التجّار في سوق الكساد
لم يسع، لا لم يسع شعب أنا
قلبه وهو فؤاد في فؤادي
قل : " لبلفور " تلاقت في الفدى
أمّة العرب و هبّت للتفادي
وحّد الدرب خطانا والتقت
أمّتي في وحدة أو في اتّحاد
عندما قلنا: اتّحدنا في الهوى
قالت الدنيا لنا: هاكم قيادي
ومضينا أمّة تزجي الهدى
أينما سارت و تهدي كلّ عادي
..
القدسُ، ودموعُ الأشعار.. عبد المجيد نصر الله
لا تنفري يا قافياتُ وعُودي
إنَّ الكريمَ على الكرامِ يجودُ
قالت وكلُّ الحُزنِ في كلِماتها
ولأجْلِ ماذا يا فصيحُ أعودُ
جفَّتْ بحورُ الشعرِ ممّا قلتمُ
ومهابتي أزْرى بها الترديدُ
خُطبٌ وأشعارٌ على عدِّ الحصى
والقدسُ يصرخُ واليهودُ تسودُ
سِتُّونَ عامًا لا أبا لك تنقضي
والقدسُ لمْ يطرأْ عليهِ جَديدُ
(يا قدسُ إنَّا قادمونَ) وما أتى
أحَدٌ وإخلافُ الوعودِ يَزيدُ
قولُ البنادقِ أبْلَغُ الأقوالِ إنْ
نطَقتْ وفيها الحسمُ والتسديدُ
فَدعُوا الكلامَ إلى الفعالِ فإنَّما
جُهْدُ الضعيفِ الشجْبُ والتنديدُ
يبقى المريضُ بحاجةٍ لمُعالجٍ
إنَّ المُواسي نفْعُهُ محدودُ
لكنَّ بلوى القدسِ أنَّ طبيبَهُ
أوْدتُ بِهِ الأدْواءُ وهو قَعِيدُ
فتفرُّقٌ وتمزُّقٌ وتخاذلٌ
وتغافلٌ وتكاسلٌ وجمودُ
وثقافةٌ مغلوطةٌ وعقائدٌ
مقلوبةٌ وتناحرٌ وصدودُ
يا أُمَّةَ الإسلامِ كيف غدوتِ في
ذُلٍّ ومجدُكِ راسخٌ مشهودُ
يدعوكِ مَرْحبُ للنِّزالِ فتقعدي
وهوَ الجبانُ الصاغرُ الرِّعديدُ
ويُسيمُكِ الحقراءُ سوءَ عذابهمْ
وتدوسُ هاماتِ الأسُودِ قُرودُ
أهلوكِ بينَ مضرَّجٍ بدمائِهِ
ومشرَّفٍّ أزْرى بهِ التشريدُ
أو هالكٍ في الأسْرِ جُوْعًا يشتري
حُرِّيَّةً بالجوعِ فهْوَ وَحِيدُ
هذا يئنُّ ويستغيثُ وهذهِ
ثَكْلى وتِلْكَ افتضَّها عربيدُ
عجبًا وحالُ المسلمين عجيبةٌ
ومريرةٌ والحادثاتُ شهودُ
أوْدى بجُمعتنا الشريفةِ سبتُهمْ
وانتالَ من قُرْآننا التُّلمودُ
يا ليتَ شعري أمَّتي ماذا جرى؟
بُحَّ السؤالُ وما أتَتْهُ رُدُودُ
تتفاوضِينَ ولاتَ حينَ تفاوُضٍ
وتُسوِّفينَ وللعِدا تصعيدُ
يا أمَّةً تربو على المليارِ في
تعدادِها ولها قوىً وحُشودُ
يا أُمَّةَ القرآنِ مُذْ فارقْتِهِ
حَلَّ البَلاءُ وغادرَ التأييدُ
هذا المصابُ ورأسُ كلِّ مصيبةٍ
فُصِلَ الخطابُ وأُفْحِمَ التفنيدُ
يا أمَّتي هل تنُصرين بغيرِهِ
والنصرُ في كفِّ الهدى معقودُ
يا حائمًا عرِّجْ بِمَسْرَى أحمدٍ
واحْذَرْ مَلِيًّا أنْ تراكَ يهودُ
واخفِضْ جناحَكَ هَيْبةً واسْتَعْفِهِ
فهوَ الكريمُ وعفوهُ معهودُ
يا قدسُ معذِرَةً وليسَ لمِثْلِنا
عذرٌ ولكنَّ الكريمَ يجودُ
ستعودُ أمَّةُ أحمدٍ لصوابِها
يومًا ويُشرِقُ فجرُكَ الموعودُ
صلَّى الإلهُ على النبيِّ وآلهِ
ما دامَ للقدسِ الشريفِ وجُودُ
..
ألف يوم على العدوان.. عبد الملك الشرقي
ألْفٌ من العدوانِ كانت نارُها
بردًا على شعبِ الإبا وسلاما
في حينِ كانت للتحالفِ ورطةً
شربوا بها كأسَ الفناءِ زُؤاما
فخلاصُ أرضِ القدسِ من شرِّ الورى
سيكونُ من يمنِ الإباءِ لزاما
فاستبشري يا قدسُ قد حان اللِّقا
عُدّي ليومِ وصالنا الأياما
..
يا رؤوس النفاق في كل عصر
علي النعمي
يا رؤوس النفاق في كل عصر
كم زرعتم من فتنة وشقاقِ
كل تأريخكم خداع ولؤم
أخبث الخلق ما لكم من خلاقِ
فضح الله دوركم فتهاوى
كل عذر لكم وكل اختلاقِ
قد توليتم اليهود جهارا
وانبطاحا سارعتم بالتلاقي
والتقيتم في وارسو بيهود
في ولاء وطاعة واعتناقِ
بعتم قدسكم ببخس وبعتم
دينكم والمقدسات البواقي
خدمة لليهود جئتم لدعوى
شعبكم للصراع والإفتراقِ
تشعلون الحروب شرقا وغربا
بيننا من فنادق الإرتزاقِ
وتبيعون بالريال السعودي
دم أطفالنا ودمع المآقي
أي عار جلبتموه عليكم
وستفنى الأموال والعار باقِ
قد طفحتم في أرضنا كالمجاري
ونفقتم في خسة ونفاقِ
يا وجوها إذا بصقت عليها
لتأذىٰ من الوجوه بصاقي
* نقلا عن : المسيرة نت