سلسلة شعراء القدس والمقاومة في اليمن نختار فيها نبذة من قصائد شعراء اليمن الذين كتبوا عن القدس والمقاومة
خارطةُ الطريق.. معاذ الجنيد
لقد سُلَّ سيفُ الحقِّ وانْكسرَ الغِمدُ
فلا عاصِمٌ مِنْ بأسنا اليومَ: يا (نجدُ)
أتتكِ (بلادُ الرافدين) فرِفدها
رجالٌ.. ونهرَاها: هُما الجيشُ والحشدُ
توحَّد أحرارُ (العراق) جميعُهم
فسُنّتها سيفٌ.. وشِيعتُها حَدُّ
توحَّدت الأديانُ مجدًا وعزةً
فكُلٌّ على دربِ الجهاد.. لهُ جُهدُ
يقودهمُ (الكرّارُ) في كلّ خطوةٍ
وهل لـ(عليٍّ) يا طغاةَ الورى نِدُّ؟
إذا قيل يوم (الحشدِ) دقَّتْ طبولهُ
فقُلْ: جاءَ يومُ الحشْرِ واقترَبَ الوعدُ
ربيعُكِ يا (أمّ الربيعين) عائدٌ
وفجرُكِ يا (بغدادُ) طابَ لهُ العَودُ
فيا (ساعةَ الحدباء): بالنّصرِ أذِّني
ويا (حلبَ الشهباءَ): صلَّى لكِ المجدُ
فداعشُ في (بغداد) صرعى.. وأُمُّها
بـ(صنعاءَ) تهوي.. ما لخيباتها حّدُّ
و(آلُ سعود) اليوم.. يُبدون حرصَهم
أخيرًا.. رأينا الحرصَ من أجلنا يبدو؟!
فيا قلقَ (اسْطنبول): أضحكتَ جرحنا
ويا خوف (أمريكا): لقد تَعِبَ الضِدُّ؟!
ومَنْ غير (أمريكا) أتتنا بـ(داعشٍ)
وما (داعشٌ) إلا (السعوديَّةُ) الحِقدُ
ولم تأتِ أمريكا تُحاربُ نفسَها
فيا جيشنا (السوريّ) قد عُرِفَ القصدُ
عليها (صرَخْنا)؛ فاستبقنا دخولها
لأنَّ (شعار الموت) في وجهها صَدُّ
ومَن ظنّها خيرًا.. تَلقَّى شرورَها
فلا دينها دينٌ.. ولا عهدها عهدُ
ولكنَّ هذا العصر ما عاد عصرها
ومن دون إكراهٍ إلى موتها تعدو
إلى (حلَبٍ) ترنو.. وتُنشدُ (نينوى)
وفي كل أرضٍ صارَ يسحبُها اللحدُ
(تحيدَرت) الدّنيا بكل جهاتها
عليكِ.. فما أجدتْ حِرابُكِ يا (هندُ)
وراياتُكِ السّوداءُ في الأرضِ نُكِّستْ
فوجهكِ منْ (حشدي) كظيمٌ ومُسوَّدُّ
توزّعتِ أحقادًا على كلّ موطنٍ
ومن يستفزّ الأُسُدَ.. تنهشهُ الأُسُدُ
رمالُكِ نحو الريحِ.. ألقَتْ بنفسها
وهل يستقرُّ الرملُ والعصفُ مُشتدُّ؟
خبيرُ شئون الحرب غرَّكِ.. إنما
خبيرُ السما والأرض قائدنا الفردُ
أتاكِ (العراقيون): وعدًا وصيحةً
وفي (سوريا) لله سبحانهُ جُندُ
وطوفانُ (حزبِ الله) أقبلَ: فانفذي
بجِلدكِ.. هذا إن تبقَّى لكِ الجِلدُ
وفي (يمنِ الإيمانِ) أنتِ غريقةٌ
وماذا أفادَ الحِلفُ والعالَمُ الوغدُ؟
وأبرقَ (بدرُ الدين) نصرًا مُظفرًا
ولاحَ لـِ(نصر الله) في أُفقنا رعدُ
وقد حسَمَ (الأنصارُ) بالزحف ردَّهُم
ومن لم يروا في الزحفِ ردَّا... فما رَدُّوا؟!
بزحفكَ يا جيش (العراق) وشعبها؛
فمملكةُ الإرهاب تهوي وتنهدُّ
إذا دُقَّ ذيلُ الشرِّ.. صاحَتْ رؤوسُهُ
فشُدُّوا الخُطى..إنْ ضجَّ إعلامُهُم؛ شُدُّوا
قضيتنا الأولى تعود لنبضنا
وما أفلحوا فيما أرادوا وما ودّوا
وإنْ أنكأَ الأعداءُ جرحَ عروبتي
فللجرحِ في توحيدِ أبنائها ضِمدُ
هُنا العربُ الأحرار يا كل خائنٍ
هوَ العبدُ.. للعبدِ الذي ربُّهُ.. عبدُ
هُنا (حلبُ الشهباء) شُهُبٌ تسومكُم
هُنا كل نبضٍ في صدور العدا رصدُ
حُماةُ ديار الشام.. أنتُم حُماتُنا
ونعتزُّ لو يومًا متارسكُم نغدو
يمانيةٌ بغداد ترنو لقدسنا
دمشقيةٌ صنعاء لبنانها زندُ
وإنّكَ يا (شعبَ الجزيرة) حشدُنا
لكَ الخُلدُ.. دون الحاكمين لكَ الخُلدُ
وبُعدًا لأمريكا.. وبُعدًا لحلفها
ويا كل عرشٍ في الخليج.. لك البُعدُ
فمهما تنافختُم سيذهبُ مُلككم
جُفاءً.. ونحنُ البحرُ والجزرُ والمدُّ
ونحنُ شعوبٌ.. أنجَبَتنا جبالُنا
فآباؤنا هذي الصّهاريجُ والسّدُّ
ونحنُ جذورُ الأرضِ.. فينا تشكَّلت
وطارئةُ الصحْراءِ.. ليس لها مهدُ
أتيتُم من التسعين عامًا.. لتطمسوا
شعوبًا.. إلى بِدءِ الخليقةِ تمتّدُّ
ستلعنُ (أمريكا) الجهاتُ جميعها
وحيثُ مضى الشيطانُ.. لعنتهُ الطّردُ
وتُدركُ (إسرائيلُ): أنَّا زوالها
فقد سُلّ سيفُ الحق.. وابتسمَ الغِمدُ
..
إلى القدس في ذكرى النكبة.. نشوان الغولي
كشفت عن ساقها بنت الألمْ
حين مرّت بين أشلاء ودمْ
واستغاثت خصلة من شعرها
راهبا أعمى وقسيسا أصمْ
لا ولبيك التي تعلو بها
صرخة المليار من حول الحرمْ
بل تناغي محرما يهفو إلى
نبرة الكأس وأصداء النغمْ
بل تناجي شاعرا في حرفه
وجع الحبر وآهات القلمْ
بل تنادي حاكما من عدله
أنصف السرحان من جور الغنمْ
استكيني يا ابنة الثُكْل كما
يستكين الصبح في قيد الظلمْ
واصمتي أيتها الأنثى فقد
أنّث الصمت أبانا والشممْ
واكشفي عن وجهك المحمر من
خجل البوح بلاء أو نعمْ
رحم الله يعاسيب الندى
ورجال الفخر أرباب الكرمْ
قيل مهلا أيها الباكي على
رسم أنصاب وأطلال صنمْ
في حطام السيف وهج والفدى
خفقت راياته فوق القممْ
وأغاني الصبح من إبراقه
أنشدتها للضحى كف وفمْ
فامسحي يا قدس دمعات الأسى
واصرخي في وجه أعداء الأممْ
لم يعد يا قدس في أكبادنا
حسرة تروي عبارات الندمْ
أعلنت غزة ميلاد الضحى
وانبثاق الصبح من ليل العدمْ
راية النصر وآساد الوغى
وطئت هام الأعادي بالقدمْ
هذه غزة تزهو حرة
وزمان الصمت ولى وانهزمْ
وأفاقت بلدة العذراء من
وسن عاث بها منذ القدمْ
أيها الأعراب قوموا وانهضوا
للمعالي واشحذوا كل الهممْ
ليس تغنيها مراثيكم ولا
تنفع الباكي وتجدي من نظمْ
وكفى بالسيف من أخباركم
نبأ في صفحة المجد ابتسمْ
من هنا يا غزة الأبطال قد
أخلص الأحرار لله القسمْ
اليمانيون رواد العلا
منهل للفكر نبع للحكم
فاسألي التاريخ إذ مثّلهم
للهدى نار على رأس علمْ
..
يوم القدس العالمي.. هادي حسين الرزامي
لنا شعبٌ عزيزٌ لن يضاما
لذا فلتبلغوا عنَّا (أباما)
وأمريكا وإسرائيل أنّا
هنا نستعذبُ الموتَ الزؤآما
يمانيون أقسمنا يمينا
بأن نحيا الحياة بها كراما
تعاهدنا بأن نروي ثراها
دماءً حين نلتحم التحاما
فقولوا للتحالف لن يرونا
ركوعا لو غدا وطني ركاما
لأنا قد تولينا إلهًا
عظيما ثم والينا عظاما
أجبنا داعي الرحمن فينا
ولبينا حسينا حين قاما
على نهج النبي وفي خطاه
مع أعلامنا نمضي دواما
مع عبدالمليك الطهر حتى
ننال النصر عهدا والتزاما
فما أرهبتمُ فينا صغيرا
ولا امرأة ولا حتى الفطاما
طوائركم ننام على صداها
وبعض الناس أدمنها انسجاما
سكينة ربنا نزلت علينا
وقد جعلت قنابلكم سلاما
خرجنا والطوائر في سماها
فشاهد فعلها فينا انتقاما
لأجل الله جئنا لا نبالي
لنصر القدس لا نخشى الطغاما
فلسطين اصمدي فالنصر آت ٍ
وإن هدموا وإن قتلوا الأناما
لأن الله أوعدنا يقينا
سنهزم كل محتل لزاما
لأمريكا وإسرائيل موت
خُلقنا كي نكون لهم خصاما
سنسحقهم بعون الله حتما
ولو لم نمتلك إلا رجاما
كأن الله سلطنا عليهم
لنسقيهم بأيدينا حماما
أرادوا أن يذلونا جميعا
فشاء الله أن نحيا كراما
فيا شعبي العزيز فدم صبورًا
قهرت بصبرك القوم اللئاما
لقد أثبت للتاريخ أنا
رجال الله نأبى الإنهزاما
فإن ندعى إلى سلم أجبنا
وإن ندعى إلى حرب ضغاما
آخر جمعة في رمضان /1436هـ
..
قُبلةٌ على جبين القِبلة.. للشاعر هايل عزيزي
الإهداء: إلى الصامدين في الأراضي المحتلة
لن يسرق الموت من أغصانكم عنبا
وليس يفنى من الثوار من صلبا
لأنكم حيرة تطغى على قدَرٍ
وثورة لم تذق نفطًا ولا ذهبا
تبلور النصر في أرواحكم ثقةً
وسطر الدهر من خطواتكم كتبا
فيالق الله مازالت بجانبكم
تكبر الآن حان الوعد واقتربا
لا تخذلوا القدس فالميدان منتظرٌ
وخيركم من لها ضحّى ومن وهبا
خذوا البنادق فالأعداء قد هرعوا
إلى الجحيم ورُدوا كل ما سُلبا
وقاتلوهم لأن الموت يرفضكم
ويستحي من جباه تعتلي السحبا
لله أيدٍ له في كل زاوية
فلا تظنوا بأن الله قد غُلِبا
يا فتية القدس إسرائيل ما عطست
إلا لتملأ أجساد الورى جربا
وما تمرأت على عيني قباحتها
إلا تراكم على مرآتها عربا
دعوا العروبة قد ماتت نضارتها
وأصبحت في يدَيْ حمّالةٍ حطبا
دعوا الخليج الذي حكامه انبطحوا
وحولوا قبلة التحرير نحو سبا
وأحبلوا خوفهم رعبًا بغير أبٍ
لينجب الخوف في أرواحهم رهبا
هنا فلسطين والأقصى هنا وطن
من أرض بلقيس للطوفان قد ركبا
فليحذروا إنها ليست قضيتنا
قضية الله فليفنوا إذا غضبا
* نقلا عن : المسيرة نت