القرن الخامس عشر الهجري
..
حرف الألف
..
أدركتُ أين المشكلة... أحلام إبراهيم شرف الدين
[تفعيلة]
الآن أدركتُ الأمورَ كما هي
الآن أدركت القضية والقضاة
أدركت حادثة الحسين كما هي...
أدركت أين المشكلة
كانت عيون الناس ليست هاوية
كانت قلوب الجمع جدًا غاوية
هل تعرفون كما عرفت
كانت جموع النّاس ليست واعية
كان الكثير يعظمون معاوية
ويزيد بين صفوفهم متقدمًا
وتراه بين عروشهم متربعًا
الآن أدركت الأمور كما هي...
كانت سكينة والبتولْ
من بعد فاجعة الرسولْ
يخطبن في الجمع المقسم في الفصولْ
ولا مجيبْ
وكان ما يتلونه شيئًا من التشكيكْ
وتسع أعشار الكلام من الفضولْ
والصوت يملأه النحيبْ
الآن أدركت الأمور كما هي....
هل تدركونْ؟
الليل منهمكٌ على أوجاعِهِ
والصبحُ مكلومٌ حزينْ
والعصرُ والإنسانُ خاسرْ
شفقُ الغروبِ إلى زوالْ
بعد انتحارات المشاعرْ
الآن أدركت الأمور كما هي...
أين القيادة فالسفينة في خطرْ
يا قوم لو تجدوا النظرْ
لو تمعنوا في السير ليلا بعد موسى
كي تصلوا في السحرْ
أدركت حادثة السقيفة والبشر
لو تقرؤونْ
تصلوا إلى ذاك الإمامْ..
الواهمون بأنه كأبي فلان أو فلانْ
وأن حدي ذي الفقارْ
طلاسم
لم يبق في يدها أثرْ
والحق أن إمامنا سيف همامْ
باب المدينة والزمامْ
لم يبقِ للطاغوت صوتًا أو يذرْ
كلا لظى أو سقرْ
إني علمتُ فليت قومي يعلمونْ؟
الآن أدركت الأمور كما هي
أمير المؤمنين علي... أحمد العجري( )
[البسيط]
اشربْ كؤوس الهوى يا أنتَ من ثملِ
واسْكَرْ بحب أمير المؤمنين علي
فما المعتقة الراح الرداح سوى
صدق المودة فيمن ودهم أملي
محمد وعلي ثم فاطمة
وشبر وشبير أشرف القبلِ
فيا زمان احتفل يوم الغدير بهم
واحفل بذكرى غدير الخم وانتهلِ
هو الغدير جرى عذبا يبل به
حر الصدى في رحاب الله والرسلِ
قف في رحاب علي واقف سيرته
فالعلم بالشيء لا يغني عن العملِ
جدد له البيعة الكبرى مطهرة
من كل رجس ووال اليوم خير ولي
مولى الأنام إمام الحق سيدنا
خير العباد سما فينا عن المثلِ
نفس الرسول أبو سبطيه ناصره
وصيه رغم أهل النصب والعذلِ
سل عنه بدرا وسل عن سيفه أحدا
أعلى به الله واستعلى على هبلِ
وحطم الشرك والأحزاب فرقها
واحتز رأس عدو الله في عجلِ
من غيره حطم الأصنام يوم علا
ظهر النبي أخا في الله لم يزلِ
تختال في ساحة الهيجاء مشيته
والحرب ترمقه شزرا من الوجلِ
ويوم صفين شابت من فعائله
ذوائب القوم في حل ومرتحلِ
وسار في النهروان الجيش يطلبه
فلم يُري القومَ إلّا وقعةَ الجملِ
حاز الفضائل دون الناس كلهم
ولم يخبْ غير أهل المكر والحيلِ
ما شئت عدد فلن تحصى فضائله
والفضل لله غير الله لا تسلِ
يا شيعة الحق هذا يومكم فقفوا
صفا ولا تتركوا في الصف من خللِ
ولتجرفِ الريحُ والأنواء ما جرفت
فلن يميد بها في الأرض من جبلِ
أرى أولي النصب والأحقاد قد شهدوا
بما شهدتم له بالفضل عن كملِ
فاحْيُوا جميعًا سنامَ الدينِ واقتبسوا
من نوره جذوة الأخلاق والمثلِ
بشراكم اليوم جنات الولاء وفي
جنات عدن نعيم المنعم الأزلي
قطــوفُ الـولايـة... أحمد درهم المؤيد( )
[الوافر]
أتتْ ذكـراكَ ما غـابتْ غيابــا
وما خفيتْ لمن طلبَ الصوابا
أتتْ ذكـراكَ تطـرقُ كل بـابٍ
بهـا الأنـوارُ تكتسح الضبابـا
أتتْ فأحـالتِ الدنيـا ســرورا
عسى قلمي بذكراها أصابا
أتتْ فطفقتُ اقتطفُ القوافي
كأنّ أناملي تجني رطابا
أسطّـر نظمهـا وأخـطُّ فيهـا
بيوتـًا مـا زكـا فيهــا وطـابـا
إلـى مـولاي أرفعهـا نـظـامــًا
وأجعلهــا لأوزانــي ركــابـــا
خرجنا في ركابِ غديرِ خمٍ
لنكشف عن خفاياه النقابا
ونعلنها: تولَّينا عليًا
مطاعًا في المسيرة مستجابا
ولايتـــهُ لأمتنـــا أمــانٌ
من الأخطار تجتاز الصعابا
إرادةُ خـالـقٍ لا أخـذَ فيهـا
بــرأي للغبــيِّ ومــن تغــابــى
أتتْ محكـومـةً لنظــامِ ربٍ
ولم تأتِ انتخابًا وانقلابـا
فــلا شـرعيّةٌ للغـربِ فيهـا
ومن بالمالِ قد حازَ النصابا
فمذْ تاهتْ عنِ القرآنِ ذلَّـتْ
ومـا طـرقتْ لنـورِ اللهِ بـابـا
إلـى أعدائهـا مـدَّت يـديها
فمـدَّ لهـا عذابـًا واحترابـا
فمـا تخلـو بـلادٌ مـن قتيــلٍ
وقـد ذهبت بعزتهـا ذهـابـا
إذا لـمْ تجعــلِ القــرآنَ نهجــًا
ودستــورًا لهــا تلقَ العـذابا
في ذكرى استشهاد الإمام علي (ع).... أسد باش( )
[الوافر]
رثيتكَ حيدرًا فبكى الرثاءُ
ومن قتلوكَ بالخسرانِ باؤوا
بكيتُ لعلّهُ دمعي سيشفي
فؤادًا كادَ يقتلهُ الشقاءُ
فأعياني النّواحُ وزادَ حزني
ومن ألمٍ رثتْ حالي السّماءُ
كأنَّ الدّمعَ زيتٌ فوق نارٍ
من العينينِ أجراهُ البكاءُ
على الخدّينِ غسلينًا تهاوى
إلى الوجدانِ ترشفهُ الدّماءُ
فيأكل ما تبقى من فؤادي
كطيرٍ حين تأكلهُ الضباءُ
كذاك الحالُ مُذْ ولّى عليٌّ
إلى الرحمنِ والدُّنيا استياءُ
سماءُ الكونِ بالأحزانِ تغفو
ونورُ الفجرِ يحجبهُ المساءُ
فكم شعراءَ من قبلي رثوهُ
وكم ذرفتَ عليه دمًا نساءُ
فما أطفى البكاءُ بنا لهيبًا
ولا الآلامُ خففها الرّثاءُ
فهبّوا اليوم يا أنصارَ ربّي
إلى الجبهاتِ قد حانَ القضاءُ
بأخذِ الثارِ لا بالنّوحِ داووا
جراحًا ليس يشفيها الدواءُ
أيُقتل هكذا ظُلمًا ويُنسى
وليُّ اللهِ: هل مات الوفاءُ
معاذَ اللهِ أن ننسى إمامًا
كنبضِ القلبِ خلّدهُ الولاءُ
فِداك الرّوح يا قمرًا تجلّتْ
بك الظلماءُ وانزاح الشقاءُ
حملتَ الله في الدنيا صبيًّا
فجاء إليك يبتدرُ اللواءُ
أقمتَ بسيفِك البتّارِ عدلًا
فَسَادَ الحقُّ وانسابَ الرّخاءُ
وفاض الخير من كفيك يجري
زلالًا فيه للأممِ الشّفاءُ
وشعَّ الفجرُ من جنبّيك نورًا
إذا بالأرضِ يغمرها الضياءُ
فما قتلوك حقًا مُذ تعالتْ
سمومُ الحقدِ وانتشر الوباءُ
فأنتَ الحيُّ عند الله تسمو
وفي الأرواحِ آوتكَ الدّماءُ
ومن غدروك (يا كرارُ) غُطّوا
بوحل الذّلِ وانقطعَ الرّجاءُ
عليهم من سماءِ الله خزيٌّ
وإن تابوا فليس لهم هناءُ
فلا تهنوا إذا ما النّاسُ ساقتْ
لكم شرًّا وبالإرهابِ جاؤوا
على الإبرمز والإم بيّ برًا
ومن صهيونَ يسندهم غطاءُ
فنحنُ سلاحكم تاللهِ إنّا
نهايةُ كل من كفروا وساءوا
سنكسرُ قرنَ شيطانٍ بنجدٍ
ونقهرُ مَنْ سلاحهمُ الثراءُ
وعَدْنا اللهَ أن نبقى سيوفًا
لدحرِ الظلم ما دام البقاءُ
تشيّعنا بكم شرفًا وحاشا
عقيدتنا يُحرفها الهراءُ
فحُبُّ الآلِ للأرواحِ زادٌ
وروح الشعبِ للآلِ الفداءُ
فلا والله لن نرضى حياةً
وفي الحرمينِ يحتفلُ البغاءُ
* نقلا عن : المسيرة نت