دموعٌ في محراب الوصي.. الشاعرة جهاد اليماني
[الكامل]
وأطلَّ شهرُ الذكرِ والفرقانِ
من شرفةِ الآهاتِ والأحزانِ
يذرو المدامعَ هاتفًا ومناديًا
ماذا دهاكم أمةَ العدنانِ؟!
أوَ يُقتلُ النبأُ العظيمُ وتنطفي
شمسُ الهدايةِ ليلةَ الغفرانِ؟!
أو يُقتلُ الهادي وصيُّ محمدِ ؟!
مولى الأنامِ وحجةُ الرحمنِ
نفسُ النبيِّ، أخوهُ، وارثُ علمهِ
حبلُ النجاةِ، خلاصةُ الإيمانِ
عَظُمَ المصابُ فيا سماءُ تفطري
يا أرضُ فلتقفي عن الدورانِ
* * *
شهرَ الصيامِ كفى بربك إنّ لي
قلبًا تمزّقهُ يدُ الأحزانِ
بين الجوانحِ لوعةُ لا تنطفي
والدمعُ محترقٌ على أوجاني
يا لهف نفسي يا احتراقَ مشاعري
يا ويحَ صبٍ ذابَ بالكتمانِ
مولاي... مصفرُّ الجبينِ كأنهُ
شمسٌ يضمدُ جرحَها بدرانِ
يا والدَ السبطينِ جرحُك نازفٌ
في العينِ في الأحشاءِ في الوجدانِ
في بحرِ حبّي في بحارِ مَدامعي
في صمتِ روحي في عبيرِ بياني
بالله قلْ لي من لدينِ محمدٍ؟
من بعد فقدكَ يا أخا العدنانِ
من لليتامى بعد فقد وليّهمْ؟
نبع الحنانِ تدفّق الإحسانِ
حزني لفقدك يا إمامي سرمدٌ
باقٍ مدى الأحقابِ والأزمانِ
ودموعُ عيني لن تفارقَ وجنتي
حتى يُوَسدَ في الثرى جثماني
روحي فداك أبا الحسين ومهجتي
تهواكَ يا نورًا يضيءُ جَنَاني
بحرُ الدموعِ وبحرُ حبّك سيدي
في شاطئِ العرفانِ يلتقيانِ
أنفاسُ عمري بالوصيّ تعطرتْ
في الحشرِ حبُّك سيدي عنواني
سفْرُ المحبّةِ صُغتهُ سَطّرتهُ
بدموعِ صبِّ في الولاءِ يماني
ربّاهُ فاقبلْ أدمُعي ومودّتي
ثَقِّلْ بحبِّ المرتضى ميزاني
وأقبلْ-إلهي- بالوصيّ توسّلي
حقِّقْ بهِ وبحبّهِ إيماني
ثبّتْ فؤادي بالنبيِّ وآلهِ
حرّمْ بهم جسدي على النيرانِ
(حرف الحاء)
الأشرفُ القُدسي.. الحارث بن الفضل الشميري( )
[السريع]
مغادرًا بغدادَ نحو النّجفْ
الأشرف القدسيّ روح الشرفْ
لكي أزورَ المجدَ في قبرِ من
له من الإجلالِ شعري وقفْ
قبّلتهُ صلّيتُ أسمعتهُ
سرًا على خدّي حوار النطفْ
والحشرجاتُ السودُ إيقاعها
في الحلقِ يُدمي من شدا أو عزفْ
بغدادُ حزني حزنُ شيعيّةٍ
تبكي (عليًا) وابنهُ والسّلفْ
في كربلاءَ كربنا واحدٌ
يزدادُ يا شعبانُ في المنتصفْ
ألفُ وثلثُ الألفِ عامًا وما
زالت تغطّينا دموعُ الأسفْ
من دمعنا النّهرانِ سالَ وكم
نُحْنَا ولم نعرفْ لنصرٍ طرفْ
بغداد من يبكي على من إذا
من باع جهرًا للمباعِ اعترفْ
خانوك من خانوا (عليًا) ومن
باعوا (الحسينَ) السبطَ في المنعطفْ
بمدح المرتضى... حاتم محسن شراح( )
[الوافر]
بمدحِ المرتضى الكرارِ تسمو
نفوسٌ ثم تنشرحُ القلوبُ
أخو المختارِ في نسبٍ ودينٍ
ومن في حبهِ قلبي يذوبُ
ومولدهُ ببيتِ اللهِ فخرٌ
وأدّبهُ وربّاهُ الحبيبُ
وحين دعاهُ للإسلامِ طه
يكونُ عليّ أوّلَ من يجيبُ
فكانَ لخيرِ خلقِ اللهِ ردءًا
يصدّقهُ وقد جحدَ الكذوبُ
وحين بغتَ قريشٌ قتلَ طه
ينامُ بفرشهِ وبه يطيبُ
فيفدي من هداهُ ببذلِ روحٍ
وكان بعزمه سهمٌ مصيبُ
وفي كل المواقعِ كان ليثًا
وما أوهتْ عزائمهُ الحروبُ
وكان بذي الفقارِ يصيدُ أسْدًا
يطيبُ لها على الدينِ الوثوبُ
ولم يأخذهْ في الإسلامِ لومٌ
وأعجبهم به السيفُ الخضيبُ
فأعقبهُ من الكفارِ حقدٌ
نمَتْ بالحقدِ شبّانٌ وشيبُ
يحبّ لربهِ والبغضُ فيه
وذا في الدينِ سهمٌ لا يخيبُ
حباهُ اللهُ للمختارِ طه
نصيرًا حين حاربهُ القريبُ
وأهداهُ الإلهُ له وزيرًا
يؤازرهُ إذا دهتِ الخطوبُ
يعي ما جاءَ طه من علومٍ
وآيُ اللهِ يحفظها النجيبُ
وباعٌ في القضاءِ له طويلٌ
وفي كل العلوم له نصيبُ
وإذْ ما جئته في فن قولٍ
أتى من يستضيء به الأديبُ
وللقرآن تفسير وفهمٌ
له ما يستلذّ به اللبيبُ
في النجف... حسن عبد الله الشرفي( )
[الرمَل]
سيدي، يا سيدي في النَّجَفِ
كيفَ أُبدي لحبيبي أسفي؟
أنا في موقفِ عجزي طامعٌ
أنْ تراني صادقًا في موقفي
يا عظيمَ الشأنِ في روحي، ويا
كُلَّ سِرٍّ للهدى في أحرفي
لَـيْـتَ لي حظَّ المحبين إذا
عُرِضَتْ في الحشرِ بيضُ الصحفِ
وَبَدا اسميْ في ثناياها وفي
يَدِهِ اليُمْنَى جلالُ المصحفِ
وإذ الحوضُ بَدَتْ أكوابُهُ
مترعاتٍ، ذُقْتُ حتى أكتفي
يا حبيبَ المؤمنِ الواعي، ويا
غُصَّةَ المبغضِ والمنحرفِ
سيدي، هذا زمانٌ حَبْلُهُ
بالفتاوى ما لَهُ مِنْ طَرَفِ
أشقياءُ النهروانِ احتشدوا
والتقوا فيها لأشقى هَدَفِ
بايعوا الشيطانَ في مَنْزَغِهِ
واستقاموا حوله كالأَلفِ
فإذا جِئْنَا بتقواك أتوا
بطواغيتِ الضلالِ الـمُرْجِفِ
وبِحُكَّامٍ على شاكِلَةٍ
من هوانِ النفسِ لم يختلفِ
يا أمير المؤمنين، انْتُهِكَتْ
حُرْمَةُ الحقِّ وما مِنْ مُنْصِفِ
كُبَراء القومِ في بُحْبُوْحَةٍ
مِنْ ألاعيبِ الغنى والتَّرَفِ
لا يُبَالون به مُخْتَطَفًا
مِنْ لُعَابِ الجائع المرتَجِفِ
وعيال اللهِ مِنْ محنتهم
في جحيمِ القاتلِ المحترفِ
سيدي، يا سيدي، كم قَرْيَةٍ
حَلِمَتْ بالمجدِ أوْ بالشرفِ
وجدتْ عِفَّتَها مذبوحةٌ
بفتاوى كُلِّ طبلٍ أجوفِ
من يغيثُ الجسدَ العاري غدا
مِنْ يد الكرباج في المنعطفِ
كم تَلَوَّى، وَتَلَوَّى مُثْخَنًا
مُنْهَكَ الساقِ هَزِيلَ الكَتِفِ
جَسَدُ الأُمَّة هذا من لَهُ؟
مَنْ لَهُ يا سيدي في النَّجَفِ؟
قَالَ لي نَهْجك ما مِنْ أحدٍ
فقفي يا دورةَ الأرضِ قفي
صنعاء/ 22 مايو – أيار 2010م.
* نقلا عن : المسيرة نت