طاهر علوان الزريقي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طاهر علوان الزريقي
أنظمة في نسيج العنكبوت
أنظمة في عنق الزجاجة
سقوط الأسطورة
طوفان يجرف الكيان
البديل القادم
لا رقابة ولا محاسبة
«عبقرية» قصير العمر!
الثورات لا تهزم
السعودية هي أمريكا
وداعاً للدولار

بحث

  
نكون أو لا نكون
بقلم/ طاهر علوان الزريقي
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 12 يوماً
الجمعة 12 مايو 2023 08:43 م


هناك قوى داخلية وقوى خارجية تسعى بكل قوة إلى إفشال المشروع الثوري وإحباطه، أو على أقل تقدير تحييده عن وظيفته الرئيسية في القدرة على حمايتنا من مخاطر الأزمات الاقتصادية والحصارات والجوع، وإفساد المؤسسات والوزرات والهيئات، والانقسامات الحادة وتبديل معنى وجودنا، وإعادة إنتاجنا بطريقة تجعلنا مؤهلين لخدمة نمط من العيش والحياة ليس نمطنا، وألا تترك أمامنا خياراً غير التبعية والعجز عن الانتماء إلى المشروع الثوري الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، والعمل والمشاركة بكل جدية وندية في خيارات كانت متاحة لنا، لكننا أخفقنا في امتلاكها والاستفادة منها، وتعثرت كثيراً عملية إعادة بناء حياتنا وتحصينها من مخاطر العبث والفساد والأزمات الاقتصادية القاتلة الخارجية.
الأسباب يفاقمها سياقنا الداخلي، ويجعلها تترجم نفسها في صورة عجز عن حماية أنفسنا من الآخر، وعن امتلاك الأدوات والمشروع والقيم الضرورية لتحصيننا تجاهها وإبقائها خارجياً لا تمس تأثيراتها سطح وجودنا دون أن تغوص إلى أعماقنا، فنتآكل شيئاً فشيئاً حتى الانقراض، فنبدو وكأننا خارج أي سياق تاريخي واقعي بنّاء وفاعل سياسياً واقتصادياً وثقافيا، ونتقلص داخلياً لصالح الخارجي، من خلال نواظم واتفاقيات وهدن ومعايير لا تنبع من الذات، وليست مكرسة لخدمة وجودنا ومصالحنا، وإنما لصالح آليات خارجية تقيدها وتبدل وظيفتها، فتجعلها أداة اغتراب وإضعاف لما في الذات من مناعة وحصانة ومقاومة، وتتراجع قيمها الوظيفية وفاعليتها الاجتماعية والسياسية والثقافية، بينما تتعاظم حاجة المجتمع إلى الحماية والاستقرار الاقتصادي، وحاجة الفرد إلى التوقف عن انتهاك فرديته ومجاله الشخصي وكرامته، أي بمعنى أدق الحاجة إلى الشعور بالأمان الدائم.
إن الهدنة الزائفة والاتفاقات الأخرى انتهكت كل القوانين الإنسانية وأضعفت البدائل الوطنية، وأنتجت أنماطاً مبتكرة من الممارسات السلطوية تمتص تدريجياً المواقف الوطنية والانتصارات العظيمة وتلقي بها إلى الهامش، والتي يجب أن تزداد تهميشاً في واقع مليء بالأزمات الاقتصادية الهائلة الخطورة وليس لها حلول أو إرادة لحلها أصلاً في ظل حكومة «الإنقاذ» الغارقة في بحر الظلمات، ووزراء يعيشون في إجازة وخارج نطاق الخدمة والأحداث ومعاناة الناس، ولم يذوقوا طعم المرارة والذل والمجاعة.
إن المطلوب هو حكومة إنقاذ حقيقي، قادرة ومتمكنة وبعيدة عن المحاصصة، ولا بد من تشكيل حكومة تستطيع إيجاد بدائل اقتصادية بالاعتماد على الذات كغيرنا من البلدان الكثيرة التي تعرضت للحصار واستطاعت إيجاد البدائل الاقتصادية الناجحة، مثل كوبا وإيران وسورية وفنزويلا والعراق سابقاً، حكومة غير متعالية على الأحداث وأوجاع الناس وإرادة البشر ومتطلبات التطور والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالرحمن مراد
تسطيح المعرفة ومصادر الوعي
عبدالرحمن مراد
عبدالفتاح علي البنوس
الإجرام الصهيوني والتصهين العربي
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالفتاح حيدرة
جوهر كل شيء
عبدالفتاح حيدرة
رشيد الحداد
تراجع أممي عن بدء «الإنقاذ»: قنبلة «صافر» لا تتفكّك
رشيد الحداد
محمد حسن زيد
معجزة غزة هي دليل آخر على قُرب زوال "إسرائيل"
محمد حسن زيد
شارل أبي نادر
هل أدخلت “ثأر الأحرار” الكيان في مرحلة الانهيار الفعلي؟
شارل أبي نادر
المزيد