لقد توقف الزمن وعادت عجلة التاريخ إلى الوراء كثيراً.. لم نعد نصدق أننا فعلا في عصر التكنولوجيا وفي القرن الواحد والعشرين.. لا ندري هل عدنا إلى القرون الوسطى أم إلى عصر الجاهلية بوجود آل نهيان وآل سعود أم إلى عصر الفتوحات وإلى بدر واليرموك والقادسية!
ماذا سنحكي للأجيال القادمة، كيف لنا أن نقنعهم بأن الولاعات والسلالم والحبال غلبت المدرعات والطائرات الحربية و المزنجرات والصواريخ والقذائف الذكية!
نحن ومن حولنا من العالم يصدق ذلك لأنه يرى ما يحدث بأم عينيه، وإن لم يكن يرى فهو في حالة ذهول وتعجب كيف لم تتمكن كل هذه الترسانة العسكرية والتكنولوجيا الحديثة في إخضاع هذا الشعب ورجاله طيلة ثلاث سنوات وإلى اليوم!
مع أن الأمر صعب، إلا أنه ربما علينا أن نعطيهم دروسا مكثفة أولا في معنى الإيمان والثقة بالله ثم الكثير عن أسرار الإرادة والرجولة..
ربما علينا أيضاً أن نقوم بتحنيط بعض المجاهدين اليمنيين العظماء في جبهات العزة والكرامة كما كان يفعل الفراعنة القدماء أو تحنيط شيء من جيناتهم على الأقل لتستمر هذه المعجزات في ما تبقى من الدهر، ثم تذكرت أن هذه الجينات هي التي كانت موجودة منذ قدم التاريخ وتم توارثها عبر الأجيال من عهد شمر يهرعش ومعد يكرب وذي يزن وغيرهم من صنعوا تاريخ الإنسانية جمعاء حتى وصلت إلى الأنصار ومن بعدهم في عهد الفتوحات وهكذا حتى وصلت إلى الثوار والأحرار حتى رأينا بأم أعيننا حقيقة هذه الأسطورة التاريخية..
إذاً لا خوف أبداً طالما هناك رجال اليمن ستظل البطولات والمعجزات عبر الزمن..
لكن هناك شيئاً مهماً.. يجب ألا ننسى أن ننقل للأجيال القادمة كما سيسطر التاريخ حقيقة القائد الشاب الرباني الذي كان له ولقيادته الحكيمة المؤمنة بعد الله دورا كبيرا في صناعة هذه الأساطير التي نعيشها ونعايشها على أرض الواقع..
وإن كانوا لن يتمكنوا من رؤية الباليستيات وهي تحلق وتصيب أهدافها فيجب ألا نحرمهم من سماع وقراءة الخطابات التي كانت وراء انطلاقها كما كانت أقوى وأكثر دقة في تحقيق أهدافها..
ستكون أجمل ما نهديهم كمعين فخرٍ لا ينضب وثورة حق سيظل صداها عبر المدى يتردد..