لم يسبق لليمن واليمنيين أن هيأت الظروف وتوافرت الأسباب الفعلية الحقيقية لحصول تغيير ونقلة صحيحة للبلد على صعيد كل المستويات، وطنياً: سيادة، استقلال، عدالة، اقتصاد، وخدماتياً: صحة، تعليم، أمن، عدالة، استقرار، تنمية.. وخارجياً: بتحديد ملامح واضحة في التعامل في مختلف الملفات السياسية الإقليمية والدولية.
الإجماع المنقطع النظير الحاصل على مستوى الساحة الداخلية اليوم حول شخص وشخصية سيد الثورة (يحفظه الله) حتى في أوساط التنوع الكبير وشرائح الشعب بمختلف توجهاتهم ومواقفهم وتباين وجهات النظر في كثير من القضايا والملفات، إلا أننا نجد الجميع حتى منهم في الطرف الآخر مجمعين بدون استثناء وعن قناعة تامة لم يسبق أن توافرت لعقود طويلة مضت حول شخص سيد الثورة السيد العلم عبدالملك بدر الدين (يحفظه الله)، وهذه نعمة كبيرة وفرصة حقيقية للملمة الشتات ونبذ المشاريع المتقزمة المتدارية خلف طموحات شخصية وأجندات تسعى للتوالد والظهور من جديد بتبعية عميقة للإقطاعية والرأسمالية العميقة التي كانت السبب طيلة عقود مضت في وصول اليمن شعباً وأرضاً لما هو حاصل ويحصل اليوم.
اليوم الفرصة والظروف مهيأة للتقدم نحو الأمام وإنجاز كل ما تعثر في ما مضى وبناء "الدولة الحقيقية دولة للشعب"، كما قال الرئيس الشهيد صالح الصماد يرحمه الله.
لا يمكن لأي شعب ولدينا كثير من الأمثلة والنماذج سواء على مستوى اليمن قبل ثورة الـ21 أيلول أو على مستوى المنطقة، وما يحصل في السودان وليبيا على سبيل المثال، وكيف يتم الاقتتال الداخلي الذي لا يملك لشعوب تلك الدول أي مشروع بسبب تدخلات الغرب والدول الاستعمارية وتباين الأجندات واختلاف الرؤى، وعلى العكس في بلدنا ومن خلال ما ثبت وقطع الشك باليقين خلال الأعوام الماضية للعدوان على البلد، فكيف كان سيكون الوضع لو لم تكن لنا قيادة متمثلة في السيد عبدالملك (يحفظه الله) وبكل تأكيد بعد الله سبحانه وتعالى، لما تمكنا كيمنيين من تحقيق هذا الصمود والعزة والإجماع الذي يُقر به الجميع على الرغم من كل الإشكاليات الداخلية في كثير من الملفات المتعثرة.
ما هو الواجب اليوم لتجسيد وتوثيق مبدأ قاعدة "شعب وقائد"؟
أن ينطلق الجميع حكومة وبرلمانا وقيادات المجالس المحلية لكل محافظة ومديرية في كل مكان، قوى سياسية وقبليه وإدارية و.. و.. و.. و..، الجميع بلا استثناء.. بكل إخلاص وتفان ومصداقية مترجمين ومجسدين عملياً كخدام للشعب الذي يضحي ويقاوم بالشكل والصورة والمضمون والنتيجة التي تحقق القاعدة التي لا قبول لغيرها "ثورة ومشروع وقائد وشعب" رباعية لن تتكرر والكل من بعد سيد الثورة هو شعب.
أن تكون هناك حكومة تتحمل المسؤولية وتعمل بدون تفضل ولا منّ على الشعب ولا فضلاً منها فمسؤولياتها واجب ديني ووطني للعمل بما يواكب التطلعات وبالشكل الذي يمثل رافعة لتوجيهات السيد القائد دون تواكل أو تسويف أو ترحيل أو تبرير لعدم وجود إيرادات النفط والحصار خلاص ويكفي..
لم نطلب كشعب من الحكومة المستحيل المطلوب والمفترض عليهم أن يعملوا بما يحقق نظرية أنهم مستوعبون لموجهات سيد الثورة تجاه المواطنين، وأن يعملوا بالشكل الذي يحقق النتائج الغائبة، فعلى سبيل المثال لا الحصر ماذا تم وكم مضى على موجهات السيد (يحفظه الله) بالنقاط الـ12 حتى الآن..؟
مطلوب إدارة الخدمات الضرورية وتوظيفها وتسهيل عملها بالشكل الذي يخفف من معاناة الناس، حل إشكالية العملية التعليمية والوصول لمعالجات تحد من المناكفات التي عرقلت عمل صندوق المعلمين.
الخدمات الصحية: الناس لا يحتملون رفاهية تلقي العلاجات في مستشفيات القطاع الخاص، وما يحصل في القطاع الصحي هو فشل ذريع لا يقبل أي تبرير.
في الإمكان عمل معالجات عاجلة وتوسيع خدمات الطوارئ ووحدات العناية المركزة ووحدات جراحة القلب، وتوفير ما يمكن توفيره من الأدوية الضرورية على نفقة الدولة، فهناك الكثير والكثير من المفقرين غير القادرين على تحمل تكلفة قسطرة قلبية أو شراء دعامة للشرايين في المستشفيات الثلاثة على مستوى أمانة العاصمة، وبالمثل في بقية المحافظات، توسيع حضانات المواليد للناس غير القادرين على تحمل كلفة حضانات المستشفيات الخاصة التي تكلف خمسين ألف ريال في اليوم، من أين يدفع من يقاتل لتوفير لقمة يومه؟! التوقف وإلغاء ما تم فرضه من رسوم مالية على ما قد يقدم من بعض الخدمات في مستشفيات الدولة التي هي ملكية لكل مواطن ومن حقه تلقي العلاج مجاناً.
ضبط الارتفاع الجنوني لأسعار الأدوية والرقابة على المنتجات المهربة والمخالفة للمواصفات في السوق الدوائية، الرقابة الحقيقية وضبط الفلتان في المستشفيات الخاصة التي تستثمر وتستنزف وتتاجر لتربح على أنين وأوجاع الناس، والتفاصيل تطول بهذا الخصوص.. ولن تمانع هيئة الزكاة وهيئة الأوقاف من المساهمة إلى أقصى حد، وأعتقد أنهم سيبذلون أقصى من ذلك من أجل الناس والتخفيف من معاناتهم.
ضبط أسعار السلع التموينية والعمل لتفعيل الرقابة الدائمة الحقيقية التي تحقق الغاية لكبح جماح الجشعين وعديمي الضمير الذين يزيدون من معاناة الناس.
إعادة النظر من جديد في أسعار التكلفة للتيار الكهربائي والعمل من مبدأ أن مؤسسة الكهرباء ليست استثمارية ربحية، وهذا لا يعني أن يكون هناك خسارة، أقصد أن الكهرباء الحكومية خدمية تمتلكها الدولة من أجل تقديم خدمة للشعب.
فمثلاً حل الإشكاليات التي ليست مستحيلة لتفعيل دور مؤسسة المياه المحلية، وضح المياه بشكل منتظم وبهذا ستتحصل المؤسسة إيرادات و.. و..
العدالة تكاد تكون شبه معدومة ومستحيلة لمن لا حول لهُ ولا قوة، فلن يتحقق أمن بدون عدل ولا تنمية بدون عدل وأمن.. فيما يتكرر تسابق الجميع لالتقاط صور لثوان ليتم نشرها وتوظيفها إعلامياً وفي أرض الواقع النتائج صفرية.
الحكومة وكل مسؤولي العمل وشاغلي المناصب على كل المستويات أعيدوا تقييم أعمالكم ومسؤولياتكم وماذا قدمتم واتركوا البحث عن الأعذار والمبررات لفشلكم، ولا تنفصلوا عن واقع الميدان الحقيقي الذي يعيشه الشعب الوفي الصامد، الذي للعلم لم يعد يجتمع ويثق إلا بشخص قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين (يحفظه الله).
للمسؤولين اعملوا وتحملوا المسؤولية تجاه ما يجب عليكم أمام الله وأمام من وثق فيكم لتكونوا على مستوى المسؤولية وكونوا صادقين لخدمة شعبكم بالشكل الذي يحقق معادلة الشعب والقائد، وأنكم من الشعب وإلى الشعب، لم نَعُد نُريد سماع تبريرات وحُجج واهية فقد مللنا ذلك، ومن لا يستطيع منكم أن يمتلك ملكة الحل والمعالجة والعمل الذي يحقق الغاية وتجاوز مرحلة التعثر فليستقل ويفسح المجال لمن سيتحمل الأعباء ويحقق ما يجب تحقيقه بدون تأجيل ولا تبرير ولا تأويل.
* نقلا عن : لا ميديا