طاهر علوان الزريقي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
طاهر علوان الزريقي
أنظمة في نسيج العنكبوت
أنظمة في عنق الزجاجة
سقوط الأسطورة
طوفان يجرف الكيان
البديل القادم
لا رقابة ولا محاسبة
«عبقرية» قصير العمر!
الثورات لا تهزم
السعودية هي أمريكا
وداعاً للدولار

بحث

  
عام المفاجآت
بقلم/ طاهر علوان الزريقي
نشر منذ: سنة و 4 أشهر و يومين
الجمعة 21 يوليو-تموز 2023 08:37 م


قبيل الغروب من ليلة رأس السنة الهجرية، وعلى مدى سنة كاملة، كانت الجوانب المضيئة في تاريخ المقاومة الموحدة تراكم الأمجاد الإضافية وتستلهم إضاءات ساطعة من أبطال المقاومة والصمود وأطفال الحجارة والمولوتوف، أبطال انطفأت أرواحهم لتعيش أهدافنا وينبوع القوة والكرامة والمقاومة والصمود، إرادات ملتهبة متحفزة للانطلاق نحو ما طال انتظاره للعودة إلى الوطن الموفور الكرامة والعزة إلى الوطن الكبير.
إننا الآن وجهاً لوجه أمام كل تلك التساؤلات، وفي عام الاستحقاقات، علينا أن ندفع على الأقل الاستحقاق التاريخي لأهالينا في فلسطين، لتلك المجموعة من الأطفال والفتية الذين قاوموا العدوان قبيل الغروب من رأس السنة الهجرية، من خاضوا معارك العزة والكرامة بالحجارة والمولوتوف والسكاكين مع جنود الاحتلال، وها هم متجمهرون بالقرب من البيت الذي تعرض للهدم والتدمير عند أطراف مخيم جنين، بيت الشهيد الذى نفذ عملية جريئة في قلب معسكر العدو، وها هم يعايشون المشهد بخليط من مشاعر الألم والحسرة، وأيضاً الاعتزاز برفيقهم الشهيد الذى نفذ العملية ضد العدو المتوحش. هؤلاء الأطفال يحتفلون بالمناسبة على طريقتهم النضالية بالحجارة والمولوتــــــوف والمفرقعـــــات القاتلة والعمليات الاستشهادية وبالمقاومة والصمود.
ومع غروب شمس السنة الهجرية أخذ الجمع يأخذ شكلاً آخر؛ ازداد عدد الشباب، وجاء البعض يحمل يافطات كُتب عليها «الموت لإسرائيل، الموت للمحتل المتوحش». وسرعان ما بدأت تتشكل مظاهر الاحتفال بعام من النضال والمقاومة والصمود والتوحيد وامتلاك قوة الردع من صواريخ ومسيّرات. تحرك الجمع باتجاه وسط المخيم وهو يتكاثر بين لحظة وأخرى، وتعلو هتافات تشق السكون المضطرب: «بالروح بالدم نفديك يا جنين»، و«بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»، الحادية عشرة من ليل نهاية السنة الهجرية.
آخر ليلة من العام الهجري ينفجر السكون المضطرب بقذائف المدافع والرشاشات الثقيلة تستهدف أطراف المخيم مجدداً، مختلطاً بالتكبيرات التي انطلقت من الحناجر ثم من المآذن، من حناجر أطفال يحلمون بأن يكونوا الأبطال الذين سيجري الحديث عنهم في وقت لاحق من زمن المقاومة والصمود والاستشهاد، من الزمن الفلسطيني المفتوح على الصراع مع العدو المغتصب الذي يرفض الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني.
المقاومة تقاتل وتستمر في القتال ليس حباً في القتال، ولكن لأنه الخيار الوحيد الذي يوصلهم إلى الحقوق والأرض المغتصبة. كنا في الماضي وعلى مدار الساعة أحياناً تتسمر عيوننا على ما تزخر به الشاشات المرئية، لنرى القتل وهدر دماء الفلسطينيين العزل، قصفاً ودماء واعتقالات وسجوناً قهرية ومقابر جماعية... فُرجة ساخطة وليست كفاحية مستسلمة، وليست فاعلة ومقاومة، ونرى ونسمع ولا شيء بعد ذلك، ولا نملك من حسرتنا ووجعنا إلا أن نقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم»!
أما اليوم فإن المقاومة الموحدة حاضرة وجاهزة للرد بقوة، والاستعدادات جارية لمقاومة المحتل حتى التحرير، ويبدأ اليوم الأول من العام الجديد بتطوير الأسلحة الرادعة والنوعية التي سوف تجبر العدو المحتل على الابتعاد عن ميادين المواجهة. يهبط المساء الأخير لسنة 1444 هجرية رويداً رويداً، وقبل أن تكتمل حلقاته تسمع هدير انفجار قوي داخل معسكر العدو، ويبدأ اليوم الأول لسنة 1445هـ بمقاومة موحدة تستعد للنضال حتى دحر الاحتلال المتوحش.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
مجاهد الصريمي
ولكن أين أنت الآن؟
مجاهد الصريمي
عبدالرحمن مراد
العالم وفلسفة ما بعد الحداثة
عبدالرحمن مراد
إكرام المحاقري
الجنوب.. وما يحيكُه العدوانُ وأدواتُه
إكرام المحاقري
أحمد المؤيد
رسالة إلى قائد الثورة
أحمد المؤيد
عبدالحافظ معجب
خلافة الزنداني وداعش في صنعاء
عبدالحافظ معجب
محمد صالح حاتم
على أبواب عام دراسي جديد !!
محمد صالح حاتم
المزيد