يتخرج الطالب من جامعة صنعاء بعد أربع سنوات من الدراسة والاجتهاد والتعب، ثم يهدر أربع سنوات أخرى من حياته وهو يحاول استلام شهادته.
الموضوع معقد للغاية، ولا أحد يعرف السر وراء تأخر شهائد الخريجين في الجامعات الحكومية.
ربما نكتشف أنهم يطبعون الشهائد باستخدام ورق مصنوع من شجرة “تولي” التي لا توجد إلا في المكسيك.
هكذا هو الوضع في كل الجامعات الحكومية عندنا، لذلك إذا تخرجت من جامعة حكومية وأردت أن تتقدم لوظيفة ما، فاذهب إلى مقابلة العمل واحلف لهم يميناً بأنك (خريج)، وأحضر معك أربعة شهود.
لا تنتظر الشهادة، فهي لن تأتي بهذه السرعة.
عندما كنت طالباً في كلية الإعلام تعرفت على بعض الخريجين، كنت ألتقي بهم في قسم شؤون الطلاب بشكل شبه يومي، وعرفت حينها أنهم يحاولون استخراج شهائدهم.
اليوم جاء الدور عليَّ.. يا الله سترك بس.
هذا في ما يخص الشهائد، أما موضوع المناهج الدراسية فحدث ولا حرج.
ربما مناهجنا لم تتغير من أيام الحرب العالمية الثانية، تأتي اختراعات واكتشافات جديدة وتأتي أجيال وتذهب أجيال والمناهج لا تتغير.
والمضحك أن معظم الدكاترة اليمنيين -إلا من رحم ربي- يأخذون مناهجهم من النت، أي أنها في الأصل لدكاترة ومدرسين “مصريين وأجانب”.
ليس هناك مناهج علمية حديثة تواكب عصرنا هذا، بالإضافة إلى الاعتماد على التعليم النظري فقط، والنتيجة أن الطالب يتخرج ويدخل ميدان العمل كالأعمى.
تخيلوا يا جماعة الخير.. اتضح أن الحل السحري لكل هذه المشاكل هو منع الاختلاط والفصل بين دوام الطلاب والطالبات.. ما هذه العبقرية الخارقة، وما هذا الإبداع والذكاء..!
نريد أن نرى قرارات ترتقي بالتعليم الجامعي بشكل حقيقي، مثل تطوير المناهج وتحسين التعليم، وتسهيل المعاملات.
هناك شيء يسمى “أولويات”، يعني حاولوا أن تحلوا المشاكل الحقيقية، ولا تصدروا هذه القرارات بشكل عشوائي.
هذه رسالة إلى كل المؤسسات والدوائر الحكومية، فالموضوع لا يخص التعليم العالي وجامعة صنعاء فقط.
* نقلا عن : لا ميديا