سألت عن التدهور المفاجئ في خدمة المياه، قالوا: بسبب عدم توفر الديزل. سألت عن سبب عدم توفر الديزل، قالوا إن «اليونيسيف» أوقفت دعمها بالديزل قبل 16 شهر تقريبا من اليوم، وعاد الدعم قبل ثلاثة أشهر، وأيضاً تم تركيب تسع منظومات طاقة شمسية.
طيب ليش ما تحسن الوضع بعودة الدعم بالديزل وتركيب تسع منظومات طاقة شمسية؟! أين الخلل؟! سوء إدارة أم فساد مالي؟!
وزاد الطين بلة فيما يخص أمانة العاصمة تغيير مدير المؤسسة، وعدم تنفيذ الأوامر القضائية بإعادته إلى عمله، الذي يشهد له الجميع بالكفاءة والنزاهة والنشاط والحركة. فهل هذا ضمن برنامج التنكيل بالشرفاء والكفاءات؟!
يبدو أن داعمي الفساد والفشل لديهم كشف و«ماشيين» بالدور لتفريغ المؤسسات من الكادر الشريف والمؤهل، لتخلو لهم الأجواء، «سلخ السلخ»، وبطريقة معاكسة لما قاله السيد القائد، وبدل ما يسلخوا ظهور الفاسدين سلخوا ظهور الشرفاء!
عموماً، لدينا مشكلة في موضوع المياه الجوفية لعدة أسباب، أهمها عدم تغذية المياه الجوفية، يعني استنزاف بالاستخدام، سواء للزراعة أو للصناعات أو للاستخدام الآدمي وإغلاق المصدر التعويضي.
هذه مشكلة لها أسبابها وكذا حلولها ومعالجاتها، ويجب الاهتمام بهذا الجانب، وكل التوقعات تشير إلى أن الصراعات القادمة ستكون بسبب المياه، أو بالأصح بحثاً عن المياه.
قبل أسابيع التقيت بشخص أجرى دراسة بشأن المياه الجوفية، وقال: لا بد من إنشاء إدارة في جهاز الأمن تسمى «الأمن المائي»، ضمن القطاع الاقتصادي في الجهاز أو مستقلة أو كيفما كان. وأردف بأن الجهات المعنية بالمياه والزراعة متوجهة حالياً نحو بناء السدود؛ لكن ذلك يتم بشكل خاطئ، فلن يكون الموضوع إلا إهدارا للمال؛ لأن الدراسات لم تذكر شيئاً عن القنوات المائية التي تستخدم لغرضين: الأول هو: تغذية المياه الجوفية، والثاني هو: ري جميع المزارع لمسافات طويلة بما يحقق التحول إلى الزراعة المطرية، وفي الوقت نفسه تغذية المياه الجوفية.
أما بناء سدود بدون قنوات مائية فيعتبر حجزاً لكميات من المياه نستفيد من جزء بسيط جداً منه في ري مزارع مجاورة فقط، وتتبخر الكمية المتبقية (سد مأرب مثالاً للسدود الناجحة والمجدية). أيضاً إلى جانب القنوات المائية للسدود على مسافات طويلة هناك إجراءات أخرى يجب أن تتم، ومنها مثلا «الحفر المائية»، علماً بأن لدينا في أمانة العاصمة سبع حفر مائية فقط، وغالباً أيام الأمطار تكون قنواتها مسدودة بالمخلفات، وإعادة القنوات الجانبية في سائلة صنعاء التي كانت تغذي جميع الآبار من بداية السائلة إلى نهايتها، وبالإمكان أيضاً عمل مصبات جانبية وحواجز مائية وقنوات بدلاً من فقدان كل مياه السائلة في صحراء الجوف.
وهناك إجراءات وخطوات ومشاريع أخرى ستؤدي إلى الاستفادة من مياه الأمطار بالشكل الأمثل.
عموماً، صاحبنا عمل خلاصة لمجموعة من الدراسات والبحوث ودراسة جمعت عدداً من البحوث مع بعض الإضافات، وأُبلغت اللجنة الزراعية السمكية بالموضوع، قالوا: هناك لجنة مكلفة بموضوع السدود... فمن المسؤول؟!
نتمنى الاستفادة من هذه الجهود والاجتهادات الشخصية المجدية.
والله الموفق والمستعان.
* نقلا عن : لا ميديا