المواطن اليمني يستحق أن يقف المسؤولون أمامه بكل احترام وتوقير، وأن يجازى اليمني بالاهتمام والرعاية من قبل الحكومة، على صبره وجلده وما قدمه في ظل الحصار، وتضحياته وتصديه للعدوان. أقل ما يمكن تقديمه للشعب هو العدل والاهتمام والتفاني في خدمته ومراقبة الله فيه ولأجله.
وذلك حتى لو لم يكن لهذا المواطن سوى أنه يسمع كلام المخربين والطابور الخامس فلا يستجيب لتحريضهم، ويخرج مع كل نداء لتأدية واجبه في الدفاع عن بلده، ولو لم يكن لهذا المواطن سوى أنه يعاني لتوفير لقمة العيش لأولاده وعلاجهم وتعليمهم وتربيتهم بكد وتعب، ثم ينطلق بقوة مع أول نداء لتقديم ما يملك ونفسه وفلذات كبده دفاعاً عن قضية بلده وقضايا أمته رغم ما يعانيه من أوضاع صعبة...
هذا ما يفعله الشعب اليمني الأصيل. ولو كان شعب آخر غيره لكان استسلم بعد أول عام من العدوان والحصار. ولكن هذا هو الشعب اليمني، الذي أذهل كل من عرف مدى التآمر الذي يجري عليه. وكواحد من أبناء هذا الشعب أشعر بالدهشة والفخر وأنا أشاهد هذا الصمود الأسطوري في مواجهة هذا العدوان الحاقد اللئيم.
هناك من سقطوا خلال كل المراحل الصعبة التي مررنا بها ونحن نتصدى للعدوان والحصار الإجراميين. ومع كل ضربة تعرضنا لها تساقط الكثيرون كالخبث من بين صفوفنا، ليخرج شعبنا بعد كل ضربة أكثر صلابة ونقاء. في الوقت نفسه ظهر آخرون لينتهزوا الظروف الصعبة التي اعتبروها "فرصة" لإشباع أنانيتهم ونقصهم. وللأسف فالحكومة غضت الطرف عنهم فتكاثروا، بل إنها أحياناً تواطأت مع بعضهم فتجرؤوا أكثر!
كل مسؤول في حكومتنا لم يعرف قدر هذا الشعب هو شخص لا يستحق أن يحظى بشرف خدمته، وكل فرد دفعته أنانيته أن يحتقر تضحيات هذا الشعب فنهب أو تعدى على حقوقه أو دلس عليه لا بد أن يحاسب هنا في الدنيا قبل الآخرة؛ فشعب كشعبنا يستحق من حكومته أن تكون طوع بنانه، وتحافظ عليه، وأن ترعى مصالحه، وأن تضرب بيد من حديد كل مَن تسول له نفسه أن يضر ويعتدي على حقوقه، خاصة وقائد الثورة قد نصح ووجه وحذر وكرر؛ ولكن لا حياة لمن تنادي يا سيدي!
أعتقد أن الأوان قد حان لتصحيح ما أفسده بعض المسؤولين بسوء إدارتهم. فمن خلال جهاز رقابي جديد تماماً سيمكننا أن نعرف أين أخطأنا وكيف يجب أن نفعل للخروج من دائرة التخبطات وفوضى التعيينات الفاشلة. فلا عيب في الخطأ، بل العيب في الإصرار عليه، ولا عيب في التغيير، بل العيب في الإصرار والمكابرة على الفشل والفاشلين. وبرأيي أن هذا الأمر أقل ما يجب أن يقدم لهذا الشعب العظيم الصابر الصامد.
* نقلا عن : لا ميديا