معلوم ما يدور ويحصل لأكثر من ثمانية أعوام حرب كونية على مرأى ومسمع من العالم الصامت عدا من تعاطف هنا وهناك في مجالات محدودة.
تحقق ويتحقق كل ثانية في الجانب العسكري على يدي مجاهدي الجيش واللجان الشعبية في كدل جبهة معجزات ربانية تثلج صدور المظلومين في أرض السيادة الحرة المواجهة للعدوان الغاشم ولا وجود لمهاترات ولا مناكفات، نجاح عظيم بسواعد الصادقين من رجال الرجال المشغولين بمهامهم ومعركتهم الحقيقية.
في حين يستوقفني العمل الإعلامي المواجه للعدوان قنوات، إذاعات، مواقع، وسائل تواصل اجتماعي، نجد غيابا تاما لخطة عمل موجهة وفق فهم للعمل الإعلامي الهادف بالشكل الذي يحقق الأهداف التي تتجاوز التضليل وتكسر الحصار المفروض على الحقيقة من قبل الماكينة الدولية للإعلام المضلل التابع لدول الاستكبار.
عند مراقبة كل الوسائل الإعلامية يلاحظ عدم وجود مواد وطرح يفند ويحلل ويوضح ويرد وينقل الصورة الحقيقية لما حصل ويحصل في مواجهة ما تقوم به وسائل إعلام دول العدوان وغيرها من تضليل وتسفيف لجرائم العدوان طيلة كل هذه الفترة في اليمن.
كم حجم الجرائم، وكم من المشاهد للمجازر والمذابح التي لم تتوقف والانتهاكات التي حصلت وتحصل كل لحظة، قتل تدمير، وكم.. وكم... ولا خطة حقيقية للمواجهة الإعلامية وإيصال قضية اليمن لشعوب العالم دون استثناء.
مثال: نلاحظ عند نشوب مناكفة وسجال كيدي بين (س) و(ص) وزعطان وفلتان، تتحرك مئات الحسابات للشتم والحماقة ويتم استهداف وإغلاق حسابات التواصل وتتحرك حملات البلاغات في استنفار كبير لأهداف تافهة، وكما يقال مقاضاة أغراض وترك القضية الجامعة لمواجهة عدونا المشترك.
مثلاً وليس حصراً، لأن ما يحصل كثير، فعجيب السوء والتطاول على ابنة الشهيد حسن زيد (رحمه الله) ولا أقول إنها في كل شيء على صواب ولكن الإساءة لها شيء معيب فعلاً.
لو تم تسخير هذه النزعات الجاهلية وتصويبها تجاه العدوان وفضح جرائمه ونشر صور المذابح وفيديوهات القصف والقتل والدمار لنقل الصورة الواضحة لشعوب العالم بالشكل اليومي بالطريقة التي تضج بها وسائل التواصل لما خفتت مظلومية الشعب اليمني إطلاقاً، لكننا نعمل لتمزيق أنفسنا بقسوة لمصلحة أحقاد أو تصفية حسابات وشخصنة بخبث، أين أخلاق الجهاد والكلمة الطيبة والقول السديد في ما يحصل؟
كم من ناشطين يمنيين وغير يمنيين بحاجة فقط لتزويدهم بمواد إعلامية جاهزة ولديهم فرضاً لغات غير العربية وبمقدورهم الطرح بلغات متعددة للتخاطب مع الشعوب الأخرى في الصين وأوروبا وروسيا ودول أمريكا اللاتينية وغير ذلك، ولكن لا يتم شيء، وفي الجانب الآخر تنشط مجموعات الذباب الإلكتروني في قضايا بشكل غير لائق ومن العيب الاستمرار فيها.
كم مضى على توجيه سيد الثورة بعمل أو تخصيص قناة للأطفال تقدم برامج هادفة تتناسب مع مراحلهم العمرية وتوجههم بالشكل التعليمي والتثقيفي والتربوي الذي يبني أجيالا واعدة.
القنوات الرسمية لم تعد تخصص ضمن خارطتها أي برامج للأطفال، ولذلك يكون الطفل ليس لديه بديل غير القنوات السعودية والإماراتية والغربية التي تروج وتطرح في مسلسلاتها ما يضر وينعكس سلباً على هذه الشريحة، التي يكرر سيد الثورة (يحفظه الله) وجوب الاعتناء بها وتوفير المساحات البرامجية المخصصة لها.
رائع البرنامج التعليمي القرآني للعلامة الكبسي الذي يعرض من الجامع الكبير، هذا نموذج ناجح جداً، فلماذا لا يكون هناك اهتمام وتخصيص أوقات في القنوات المحلية: الإيمان وسبأ، وخذوا نموذجا ما يعرض في شبكة المنار لحزب الله في ما يخص برامج الأطفال، وقنوات مثل "المسيرة والساحات" كافية وتقوم بالتغطية الإخبارية بشكل جيد.
نحن بحاجة للعمل في الجبهة الداخلية لترميم تبعات فترة الهدنة وتراكمات سنوات الحرب بتصحيح وتصويب التحرك الداخلي في إدارة مؤسسات الدولة بما يخفف من معاناة الناس، إذا حجبتكم كمسؤولين سكرة السلطة ولم تعودوا تدركون حقيقة سخط الشارع فمعنى ذلك أنكم لا تدركون حقيقة ما هو حاصل، فثقة الناس بكم تتراجع كل ثانية ما لم يلمس المواطن صدقية التغيير الثوري الذي ينعكس على حياته ومعيشته وتخفيف معاناته.
المسؤولية تجاه الشعب هي اليوم عمل تلمس نتائجه لا وعود بالجنة والدار الآخرة التي هي بيد الله وحده، ولا حاجة لموعظة متخم برفاهية الرخاء عندما يتحول عامة الناس إلى بؤساء، والخلاص يوم الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى فردي، فدعوا عنكم وتحملوا مسؤولية ما هو من حقنا سؤالكم عليه في الدنيا كشعب، ومعنى انتقاد الاختلالات وأماكن القصور ليس استهدافا لشخص المسؤول، بل للتقصير في الوظيفة ومسؤوليته، لذلك تحملوا.
في دروس المائدة للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) ما يحيي ضمير من مازال في قلبه خير، فالشعب لم يعد يثق إلا بشخص سيد الثورة (يحفظه الله) والمجاهدين جيشا ولجانا شعبية.
أحييتم فينا بماضيكم ثورة الحرية فلا تقمعوها اليوم، وتعلمنا منكم قول الحق فلا تسكتونا.
لا أطلب منك محبتي ولكن دع عنك بغضي في الخفاء.
* نقلا عن : لا ميديا