يعتقد البعض أن من يحاولون التحايل والالتفاف على التغييرات الجذرية بتصويرها أنها تقتصر فقط على تعديل الأنظمة والقوانين واللوائح وتغيير في طرق العمل ولا تشمل تغييرا للأشخاص السيئين جداً، غرضهم الأول والأخير هو حماية هوامير الفساد، بينما هناك هدف آخر خطير جداً، وهو أنهم يريدون أن نفقد ثقتنا بالسيد القائد وأن نقتنع بأنه إما راض عن المزريين وهوامير الفساد أو غير قادر على تغييرهم...، لكن حاشا وكلا.
ومن ناحية أخرى، يخشى البعض أن يكون المزريون قد تمكنوا من إقناع السيد بإعطائهم فرصة وفق تعهد بتحسين الأداء...، وهنا نقول إن الفرصة قد تمنح للفاشل مع إعادة تأهيله وإزالة العوائق، لكن منح الفاسد فرصة يعني أولاً غض الطرف عما نهبه من مليارات وعدم إمكانية محاسبته مستقبلاً، وثانياً منحه مزيدا من الوقت لمزيد من النهب.
أعرف فاسدين النهب عندهم يومي بعشرات الملايين (نهب في مجالات الإيرادات الحكومية التي تحصل بشكل يومي)، على سبيل المثال لا الحصر ما كان يتم نهبه بشكل يومي من الآلية المسماة «الإلمنجو» الخاصة بترسيم السجائر المهربة، وتم نهب مليارات من هذه الآلية، فهل سيغض السيد القائد الطرف عن هكذا جرائم، ويقول نبدأ صفحة جديدة وما مضى قد مضى وإحنا أبناء اليوم وغيرها، ويتركهم يتنعمون بالثراء الفاحش جدا والشعب بهذه الحالة؟
علماً أن هناك كثيرا من جوانب النهب اليومي مازالت قائمة وسارية ونهبا بصفقات بين الحين والآخر.. مثل هؤلاء من سيمنحهم فرصة؟
أنتم أمام المسيرة القرآنية ولستم أمام نظام الخيانة والتبعية.. وطوفان التغيير قادم لا محالة، وأقترح البدء بثلاثة إلى خمسة ممن هم على رأس قائمة التغيير مما سيبعث الطمأنينة في قلوب الجميع ويخرس الخبثاء ويلجمهم، والبقية سيأتي دورهم بعد المولد النبوي الشريف صلوات ربي عليه وعلى آله الطيبين، مع إرسال رسائل مفادها أنه سيتم البدء بتنفيذ موجهات القائد بخلس ظهر كل فاسد.
والتعديلات القانونية تسير في طريقها، لكن يستحيل أن تكون هي التغيير الوحيد الذي سيحدث، ولن تستمر نفس الوجوه فوق كراسيها بعد كل الإجرام الذي مارسوه.
والله الموفق والمستعان.
* نقلا عن : لا ميديا