وعادت أيام المولد النبوي الشريف، وبدأ الجميع مبكرين هذا العام في الإعداد لهذه المناسبة العظيمة على قلوبنا، وتم تعليق الزينة والأضواء، وكلٌّ يحاول أن يتميز عن الآخر في طريقة تعبيره عن فرحه بهذه المناسبة.
يعود علينا أيضاً حزب النكد السنوي، وهم جماعة من كارهي اللون الأخضر الذين يصيبهم بالغثيان، وأنت تعرفهم بسيماهم وتصرفاتهم في هذه الأيام، فتراهم أقرب ما يكونون لـ»المتوحمات» اللواتي تصيبهن أعراض بداية الحمل، فوجوههم مصفرة، ويشعرون بالدوار كلما رأوا زينة المولد الخضراء، وبعضهم تشتد عليه الأعراض فيصاب بحالة تشبه الصرع، فيهذي وينتقد ويغمز ويلمز، ثم يعود إلى منزله ويغلق الباب على نفسه وقد أصابه الإحباط.
بالطبع، أخونا هذا يفتخر بأنه لم يدفع فلساً للاحتفال بالمولد، ولا هو مهتم بالمساكين أو بالشعب كله، ولا يعترف بأننا في حالة حرب، وهو يحتفل بجميع المناسبات ماعدا المولد، لأنه بدعة برأي جماعته، فكلها مناسبات سعيدة ماعدا المولد النبوي الذي يعتبره مناسبة للكره، ولذلك فقد قرر أن ينشر الكره طيلة فترة الاحتفاء بالمولد، ويدعو الله أن يوفقه ليمنع أكبر عدد ممكن من الناس من الاحتفال والشعور بأهمية هذه المناسبة!
سألني أحدهم يوماً عن سبب لون زينة المولد الخضراء؛ فلما أجبته أن عمامة الرسول (ص) كانت خضراء، لم يقتنع! وعندما قلت له إن قبة مسجد النبي (ص) خضراء، لم يقتنع! وعندما قلت له إن علم النفس يعتبر اللون الأخضر من أكثر الألوان راحة للنفس البشرية، لم يقتنع! وعندما حدثته أن الجنة خضراء، وملابس أهلها أيضاً، لم يقتنع! فقلت له إنه لو كان لديه مشكلة مع اللون الأخضر فليحتفل معنا بأي لون يعجبه، فسكت!
دعوا صديقنا المسكين هذا حتى يحسم أمره، واعلموا أن احتفالنا بالمولد النبوي الشريف هو في مصلحتنا نحن، والنبي (ص) هو خير خلق الله، بمن فيهم من ملائكة وجن وما لا نعلمه من خلق الله سبحانه. هي مناسبة لنعرف سيرته، ونعظمه، ونتأسى به، ولنسمو بذكره، ولنتقرب إلى الله بمحبته، ونعبر عن عظيم سرورنا بما منّ الله علينا به ليهدينا ويخرجنا من الظلمات إلى النور، أفلا يستحق هذا أن نحتفل به؟! فأي شيء بعد ذكرى مولده تستحق أن يحتفى بها؟!
* نقلا عن : لا ميديا