مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
وقفةٌ أخرى مع صديقي المخمور بعنب المنصب الجديد
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 26 أكتوبر-تشرين الأول 2022 08:56 م


ها أنا أعود مجدداً يا صديقي، لكي أقف معك على ما تبقى من نقاط أثرتها حولي، بطريقةٍ لم أكن أتوقعها منك أنت بالذات! لاسيما وأنك عمدت لاتخاذ الأسلوب الذي لا يمكن لرفيق درب التفكير باستعماله، وهو يتوجه بخطابه لمَن جمعته وإياه أخوة العقيدة والموقف منذ زمن بعيد، وعملا معاً في خدمة النهج في أحلك الظروف، وأعظمها شدةً وقساوة وخطراً، وكانا يتحركان في محيط جغرافي لا يخلو فيه شبر واحد من مسوخ الدواعش وعسس وزبانية سلطة الوصاية والعمالة والتبعية، فكيف لمثلي تقبل كل هذا منك؟ إذ لا يوجد له أشباه ونظائر إلا في ما يصدر من حديثٍ بلسان عدوٍ لعدوه، ولا شيء دون ذلك، المهم دعنا نكمل من حيث توقفنا بالأمس، فلست مستعداً لكي أضيع وقتي بمعاتبتك أو تذكيرك بالأشياء التي جمعتنا معاً، لأنك لست ناسياً لذلك، وإنْ تظاهرت بحكم ما يفرضه عليك «إتيكيت» المنصب الجديد، الذي يحتم عليك تجاهلي وانتقاصي، لاعتقادي الجازم أن ذلك لن يقدم ولن يؤخر بالنسبة لك، كما أنني ملزمٌ ألا أخسر نفسي وموقفي وقضيتي وديني، وأما ما عدا ذلك فليذهب إلى الجحيم.
لقد ذكرت في سياق حديثك المتضمن لسموم الأفاعي الذي نفثته في وجهي: تعرضي لشخصيات لها من المكانة والدور والهيبة والنفوذ الشيء الذي يفرض على الكل أن يكسب ودها، بالحرص على التقرب منها، وكثرة الثناء عليها، والإشادة بها، والإكثار من ذكرها، وتسليط الضوء على كل مواقفها وتحركاتها، أملاً في الحصول على منصب، أو رغبةً بتحسين وضع شخصي، أو طمعاً بمكافأة مالية تنعش القلب، وتُذهب اللب، وتزيل الهم، لكنك نسيت ما تعلمناه معاً، وهو: أن الإعلام الرسالي لا يقبل القول بغير الحق، ولا هدف لحملة رايته سوى أن يكونوا الشهداء لله، القائلين بالعدل، المتحرين للصدق، فلا يدفعهم الخوف من مخلوق للاستهانة بالخوف من الخالق، ولا يرغبون بنيل رضا أحد مضحين برضا الله عنهم، ولا يقدمون محبة لقرابةٍ أو صداقة أو مذهب أو منطقة أو عرق على محبتهم لإقامة القسط، ومحاربة الظلم، ولو كان الظالم من أنفسهم أو الوالدين والأقربين، ومثلي يا صديقي الكثيرون من الذين عاشوا الصفاء النفسي، ونقاوة الروح، وسلامة التوجه، وطهارة الفكر، وعملوا لوجه الله، ولم يهتموا بالحصول على جزاء من هنا، أو شهادة شكر وتقدير من هناك.
إن خلاف الإعلاميين والمثقفين الأحرار مع غيرهم من زملاء المهنة، أو بعض رجال السلطة هو: أنهم يعملون على ترسيخ القضايا التي ستحقق وعياً معرفياً بالواقع، وتوجد القناعة التي ستبقى مهما تباعدت بنا السنون، وتجعل من الثورة هي الأكسجين الذي يتنفسه كل فرد في المجتمع، بينما الآخرون من زملاء المهنة وبعض رموز السلطة يريدون للإعلامي أن يبقى طافياً على السطح من كل شيء، فلا يكلف نفسه مشقة النفاذ إلى العمق، مركزاً على رفع منسوب التفاعل العاطفي الآني، دون أن يقدم شيئاً من شأنه أن يحيي فكرة، أو يبعث على موقف، أو يدفع باتجاه بلوغ قناعة، كما لا تنسى أن هناك مَن يقبل على هدى الله بشوق ولهفة، ويريد للواقع كله أن يكون انعكاسا لذلك الهدى، الأمر الذي يزعج الذين يدخلون إلى ميدان الثورة والمسيرة بأطراف أصابعهم، فهم يحبون المهرجين والمطبلين، الفارغة عقولهم، والخانعة نفوسهم، والمنحنية جباههم، الذين لا فرق عندهم بين الأثير وشبكة تويتر، ولا اختلاف لديهم بين الاستديو ودورة المياه أو سوق المواشي.
ثم مَن قال لك: إني قد صرت منبوذاً ضائعاً حائراً؟ إذ لا صحة لذلك، فلا أزال ممارساً دوري، قائماً بمهمتي الرسالية في هذه الحياة، مخلصاً لديني وقضيتي وأمتي، متولياً لله ورسوله والمؤمنين، وعلم الهدى سيد الثورة حفظه الله، مطلاً مع إشراقة شمس كل عدد يومي من صوت الثورة صوت الشعب كما يسميها الزميل شايف العيني، وهي صحيفة «لا»، التي هي شرف ما بعده شرف، فلم أكن أحدث نفسي ولو في الحلم بأني سأكون ضمن طاقمها، الذين لا تضاهيهم سوى النجوم السابحة في السماوات، ولا يصل لمستوى عطائهم أحدٌ من عالم الإعلام فرداً أو مؤسسة، فاللهم أدمها نعمة، واجعلني عند حسن ظن إدارتها، وأعني على أن أكون مستحقاً لهذا الشرف.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
أنس القاضي
العملية التحذيرية في «ميناء الضبة»
أنس القاضي
شارل أبي نادر
أين تكمن حساسية التورط الاسرائيلي ضد روسيا في أوكرانيا؟
شارل أبي نادر
عبدالفتاح علي البنوس
نفطنا المنهوب والضربة التحذيرية البسيطة
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالعزيز البغدادي
هل نحتاج لهيئة رسمية لمكافحة الفساد أم لقضاء عادل مستقل؟
عبدالعزيز البغدادي
إبراهيم الوشلي
الصميل خرج من الجنة..!
إبراهيم الوشلي
عبدالملك سام
الحمار الذي أصبح أميراً!
عبدالملك سام
المزيد