مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
جوهر الوعي
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 10 أشهر و 27 يوماً
الإثنين 05 يونيو-حزيران 2023 08:57 م


المؤمن بالله، وباليوم الآخر يتجلى إيمانه ذاك في طبيعة ما يقوم به من أدوار، ومهام ومسؤوليات، كلها تعبير عن التزامه بمبدأ العبودية لله، فإذا ما أظهره الله على مَن استضعفوه، وقهروه، وامتهنوا كرامته، وتنكروا لكل حقوقه الإنسانية، وفرضوا عليه نظما وقيودا تجعله تحت الهيمنة والاستعباد، وأصبح في موقع المنتصر والغالب، ورث الأرض والسلطان، وامتلك القوة التي كان يمتلكها خصمه، ويوجهها لضربه، لا تغريه الأموال، ولا تطغيه القوة، ولا تنسيه المكانة والمناصب والصولجان ما كان عليه بالأمس، والثمن الذي دفعه مع إخوانه المستضعفين حتى بلغوا ما بلغوه، والرعاية الإلهية التي أحاطته من كل اتجاه، فيظل وفياً لمجتمعه وأمته، مخلصاً لربه ودينه وقضيته، واعياً للمسؤولية التي يتحملها تجاه كل شيء في الحياة.
إن مثل هذا الإنسان يكفيه فقط مادام ملتزماً بما جاء من أجله، على أساس المشروع الذي يمثله: النظر والتأمل في آثار السلطات والأنظمة التي كانت تضطهده، كيف بادت؟ ولماذا؟ مع أنها كانت تمتلك كل مقومات البقاء والاستمرار؟ فيدرك أنه في مرحلة اختبار من الله، بحيث لا يقع في ما وقع فيه سلفه، ولا ينخدع بما ينخدع به عادةً عديمو الدين والخلق، وإذا كان أولئك قد ضُربوا من قبل الله على أيدي أوليائه، بالشكل الذي أظهرهم في عيون الناس كأنهم لم يكونوا يملكون شيئاً، مع أن منطلقاتهم لم تكن دينية، فكيف سيكون الحال مع أوليائه، حينما يتخلقون بأخلاق عدوهم، ويقتفون أثره عملياً في مختلف الميادين؟ لا شك أن ما سيقع عليهم سيكون أشد وأنكى، فالله سيسلط عليهم من أعدائه مَن يضربهم، وينكل بهم إلى جانب أنه هو: سيتدخل لضربهم، بأن يسلبهم التوفيق، ويحرمهم من نعمه، ويمحق أعمالهم، على حد تعبير الشهيد القائد، رضوان الله عليه، أما إذا تسافل الإنسان، ولم يعد ينتفع بما يراه من آثار وتجارب، ولا يسير وفق السنن الإلهية، فإنه سيفقد كل شيء، ليصبح كالبهائم، بل أحط منها بملايين الدرجات.
لذلك على مَن يتحرك على أساس منهج الله، أن يربي نفسه بناءً على ما تضمنه ذلك المنهاج من تعاليم ومبادئ وأسس، فلا يكون هذا التحرك مجرد وهم، وادعاء زائف، يكتفي بالتغني به في المنابر، بل يصير حقيقةً، تتجلى في ما ستخلقه لديه من رؤى ووعي وقيم وأفكار وتوجهات عملية، فالارتباط بالله، يوجد لدى الإنسان عيناً في القلب، تصنع لدى صاحبها البصيرة المعنوية، فالقضية ليست قضية سلامة الحواس الخمس من عدمها، بل لا بد من امتلاك البصيرة التي تمنح الحواس معناها وقيمتها، وهي كذلك تمنحنا القدرة على رؤية الجانب غير المرئي بالحواس في هذا الوجود، وهذا هو جوهر الوعي.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
حسن عردوم
ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب
حسن عردوم
حمدي دوبلة
الصيادون اليمنيون.. ظلم وشقاء!
حمدي دوبلة
عبدالرحمن مراد
المعركةُ الثقافية.. حربٌ ناعمة
عبدالرحمن مراد
نوال عبدالله
خُدعة المحاورات
نوال عبدالله
عبدالحافظ معجب
لماذا نعادي «إسرائيل»؟
عبدالحافظ معجب
وضحى الهمداني
التصعيدُ بالتصعيد
وضحى الهمداني
المزيد