أحمد يحيى الديلمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
أحمد يحيى الديلمي
رمضان في غزة
المفاجأة اليمنية
بوعزيزي أمريكي
غزة .. والصلف الأمريكي..!
الشهيد الصماد الموقف وصدق الكلمة
ياسين سعيد نعمان وخيانة المثقف
تمييز الحق من الباطل
خلفية الانحياز الأمريكي الكامل للعدو الإسرائيلي"3- 3"
بريطانيا والحلم المفقود
حلف الشر

بحث

  
ماذا بعد أيها العالم؟!!
بقلم/ أحمد يحيى الديلمي
نشر منذ: 7 أشهر و 30 يوماً
الأحد 03 سبتمبر-أيلول 2023 12:47 ص


يبدو أن الغرب – وفي المقدمة أمريكا – وصلوا إلى قناعة تامة أن العالم الثالث لن يظل رهن الإشارة وطوع الأمر، وأن هناك إرادات صلبة وقوية تنشد الحرية وتجنح إلى الاستقلال بكل ما أوتيت من قوة، ولهذا تظهر بين الفينة والأخرى حركات استقلالية تواجه النزعات الاستعمارية التي خفت صوتها فترة من الزمن بعد ما سُمي بالحرب الباردة، وعاد الآن إلى الصورة ليتسع نطاق الصحوة الاستقلالية في عدد من دول العالم الثالث، وإذا كان العالم العربي وأفريقيا هم اليوم محط أنظار النزعات الاستعمارية الغربية بكل ما لديها من قوة ورغبة في التأثير، فإن هذه الدول وإن وجدت بداخلها عناصر ميالة إلى الخنوع والاستسلام إلا أن هناك أخرى تطمح إلى الاستقلال وحماية السيادة الوطنية بكل ما أوتيت من قوة، وإذا كانت اليمن مثالاً لذلك التطلع وتلك الآمال فإن ما يجري في النيجر اليوم يُقدم مثالاً آخر على نزعة الاستقلال والرغبة في تحقيق السلام على أساس عادل يحفظ السيادة الوطنية ويصون الكرامة ويحمي الثروة من النهب المتعمد، باستثناء دول الخليج العربية بالذات التي مثلت البؤرة غير السوية المستعدة للخنوع والاستسلام، بل وتتجاوز هذا لتصبح أداة من أدوات الاستعمار التي توظف لإيذاء الآخرين والاستحواذ على ثرواتهم، كما يحدث اليوم في اليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان وليبيا، بمجرد حسبة بسيطة وتقديرية عن الأموال الطائلة التي أنفقتها السعودية والإمارات وقطر على تخريب هذه البلدان وإثارة الفتن فيها يستغرب المرء ويتساءل بمرارة .. أين عقول هؤلاء الناس ؟ وأين ذهبت ؟ وكيف تحولت إلى أدوات للاستسلام والخنوع والطاعة العمياء؟ فلو أن هؤلاء كانوا يمتلكون القدر الكافي من العقل والمنطق لكانوا قد أنفقوا هذه الأموال في تنمية هذه البلدان وصنعوا لهم معروفاً لا يتزحزح داخل نفوس أبنائها لتتحول إلى رديف عملي يحميهم من نزغات الشياطين البشرية، بالذات القابعة في لندن وواشنطن وتل أبيب بقرونها السامة التي تحاول أن تخترق الشعوب من داخلها وتسيطر على أبنائها بالمال المدنس، ولكن كما يُقال (الخراب يأتي من الداخل) فلو أننا أصلحنا ذوات أنفسنا لما استطاع الغرب أن يوطن كل هذا الغزو الفكري الخبيث ولوصلنا إلى قاعدة هامة تحمي الكيان الداخلي للأمة وتضاعف قدراتها على الحماية الذاتية دون الحاجة إلى الآخرين، وهذا هو ما نطمح إليه ونتطلع إلى تحقيقه في كل أوان وحين برؤى صادقة تبحث عن العقل والمنطق وسلامة النفوس لتمكينها من التغلب على الخَبث الكامن في النفوس والذي يُجبرها على الاستسلام والخنوع والسير في ركاب الأعداء مقابل العداء الصارخ للأهل والإخوان والأوطان، وهذا هو حالنا اليوم نحن في الوطن العربي للأسف بعد أن فقدنا بوصلة التفكير الحقيقي أصبحنا نستنفد كل الثروات ضد بعضنا البعض والتآمر على ذاتنا بدلاً من تصويب البوصلة صوب الأعداء الحقيقيين للأمة، لم نستكمل ما صنعه الرواد في فترة التحرر من الاستعمار ونواصل الانعتاق من نير هذا الاستعمار، بل أصبحنا اليوم نعيش حالة حروب بينية ضد بعضنا البعض كمسلمين على أساس مذهبي أو طائفي أو حزبي، وحبذا لو أن الصفة الأخيرة كانت هي السائدة، لأنها مهما تصلبت ستكون مدخلاً للتفكير السليم والبحث عن الأفضل، لكن للأسف الصفتان الأولى والثانية هما السائدتان للكثير من حالات الصراع والأزمات الداخلية، وهذا ما يُعطي الآخرين – في الغرب بالذات – الفرصة لأن ينخروا في عظام الأمة ويحاولوا التأثير عليها بكل ما لديهم من قوة، وبالتالي فإننا نتساءل ماذا بعد أيُها الغرب ؟! وما هي الخطة الجديدة للاستحواذ على الأرض والسيادة والاستقلال؟! ويتكرر السؤال بصيغة أخرى لنا نحن العرب والمسلمين، ماذا نُريد من المستقبل؟ وما هي الصفة التي نسعى للوصول إليها في ظل هذه الصراعات الدامية والحروب المؤسفة؟ ستظل هذه الأسئلة معلقة في سماء الكون حتى تجد الإجابة الشافية، والله من وراء القصد ..

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طاهر محمد الجنيد
أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر
طاهر محمد الجنيد
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
إنزالٌ جويٌّ أمريكيٌّ في صنعاء!
عبدالمنان السنبلي
عبدالقوي السباعي
الرئيسُ المشاطُ يستقرئُ تفاصيلَ السيناريو الصهيوني الأمريكي في اليمن.. بقلم/ عبد القوي السباعي
عبدالقوي السباعي
وديع العبسي
قبل الفصل الأخير
وديع العبسي
سند الصيادي
المرتبات.. بين المسؤولية والإمكانيات
سند الصيادي
حميد رزق
المرتب والخطة “ب”..
حميد رزق
عبدالفتاح حيدرة
رسائل خطاب الرئيس المشاط أمام قبائل حاشد وبكيل..
عبدالفتاح حيدرة
المزيد